قال الباحث السياسي الروسي المتخصص في العلاقات الدولية، ديميتري بريجع، إن الأمور المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية ستتغير خلال الأشهر المُقبلة، مرجحًا أن تنتهي الحرب، التي أوشكت على دخول عامها الثالث، خلال أشهر مع بقاء "مناوشات على بعض المناطق".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن الانتخابيتين الرئاسيتين الروسية والأمريكية، ستلقيان بظلالهما على الحرب الروسية؛ ما يجعل انتهاءها خلال أشهر، حتى لو بقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلطة.
وأشار بريجع إلى أن "الأوكرانيين يراهنون على الانتخابات الرئاسية الأمريكية"؛ لأن "الانتخابات في الولايات المتحدة ستقرر المصير السياسي لأوكرانيا ومستقبل أوكرانيا من جهة، وستقرر سياسات أوكرانيا تجاه روسيا من جهة أخرى".
كما رجّح أن يفوز الرئيس بوتين بالانتخابات الروسية المُقبلة، على الرغم من وجود ما وصفه بـ"منافسة شرسة جدًّا"، لافتًا إلى أن "المعارضة مدعومة من عدة دول غربية".
وأكد أن الرئيس بوتين معني في الانتخابات أن يقدم نوعا من النصر، لافتًا إلى أن السيطرة على مناطق وضمها تعني نجاح العملية العسكرية، مبيناً أنه من الممكن أن يكون مهمًّا لبوتين العمل على إعادة إعمار تلك المناطق.
ونوّه بريجع إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية في حالة سكون مؤقت، وأن الملف الأوكراني مرتبط في المجال الاقتصادي الداخلي، وسياسة روسيا الداخلية والخارجية.
ويقول بريجع: "قلصت موسكو من التعبئة الجزئية للجيش واعتمدت على الأجانب للتطوع في الجيش الروسي تحت ما يسمى بـ(العملية العسكرية الخاصة)، وذلك للتخفيف من مشكلة الديموغرافية في روسيا؛ لأن هناك نقصًا في عدد السكان".
وكشف بريجع عن وجود "انخفاض في نسبة المواليد، مقابل ارتفاع معدلات الوفيات وغيرها من المشاكل الديموغرافية، التي تحدث في روسيا".
أما على الصعيد الأوكراني، أشار المحلل السياسي الروسي إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يراهن على دعم الغرب، رغم معرفته بعدم كفاية ما لديه من قدرات بشرية وعسكرية.
أعتقد بأن روسيا سوف تحاول حسم المعركة بشكل كامل في الأشهر القادمةديميتري بريجع
ومضى قائلًا: "إن موضوع المقاطعات الأربع وشبه جزيرة القرم موضوع مهم؛ لأن هذه الأراضي أصبحت جزءًا من الاتحاد الروسي، وأصبح لها تمثيل في البرلمان الروسي ولديها هناك حكومة ومجالس محلية؛ لذلك روسيا لن تسلِّم هذه المناطق، رغم وجود جزءٍ من المناطق تحت سيطرة القوات الأوكرانية".
ورجح أنه بحلول الذكرى الثلاثة للحرب، سوف تبدأ عمليات واسعة ضد القوات الأوكرانية، وهو ما سيؤدي إلى حدوث اشتباك مباشر بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، الأمر الذي اعتبره "طبيعيًّا"؛ لأن الطرفين يُدركان أن هذه "معركة مصيرية"، وتابع قائلًا: "أعتقد بأن روسيا سوف تحاول حسم المعركة بشكل كامل في الأشهر القادمة".