بوتين وعثمان ديبي
بوتين وعثمان ديبيرويترز

تشاد "آخر حليف" لفرنسا في الساحل الإفريقي تغازل روسيا

بعثت روسيا بإشارات تعكس اهتماماً بإنشاء تحالف مع تشاد، وذلك مع تزايد نفوذ موسكو في الساحل الإفريقي، إثر اتفاقات جسّدت حضوراً عسكرياً وغيره لروسيا في المنطقة.

وزار الرئيس الانتقالي لتشاد محمد إدريس ديبي إنتو روسيا، الأربعاء، حيث أكد من هناك أن "إنجامينا شقيقة لموسكو"، وقال: "زيارتي هذه ستساعد في تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا".

وتعتبر تشاد "آخر حليف" تقليدي لفرنسا في منطقة الساحل الإفريقي، التي تلقت فيها باريس صفعات من مالي وبوركينافاسو والنيجر، إثر انقلابات عسكرية صعدت بجنرالات يعارضون الاستمرار في التعاون مع فرنسا.

خلال لقاء بوتين وديبي
خلال لقاء بوتين وديبيرويترز

وقال المحلل السياسي التشادي لبيبة غوندو إن "من الصعب التكهن بأن تشاد ستسير على خطى مالي وبوركينافاسو والنيجر خاصة أن البلاد مازالت مرتبطة باتفاقات دفاعية واقتصادية مع فرنسا".

وأضاف غوندو لـ"إرم نيوز" أنه "مع ذلك قد يضطر الجنرال ديبي الذي يطمح لخلافة والده، بشكل رسمي وليس انتقالي، في السلطة، إلى التقارب بشكل كبير مع روسيا لأن المزاج الشعبي في الساحل الإفريقي تغير وأصبح يميل إلى هذه القوة".

وأوضح أن "المهم الآن هو مدى استفادة تشاد من التحالف مع روسيا أو التقارب منها، في اعتقادي أن هذا صعب، ورأينا في مالي وبوركينا فاسو كيف ظلت الأوضاع على حالها في عدة مجالات، خاصة مكافحة الإرهاب التي أتت من أجلها عناصر فاغنر".

أخبار ذات صلة
"الدراجات النارية".. سلاح الجماعات المتشددة في الساحل الأفريقي

وحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التركيز في محادثاته مع ديبي الأربعاء على ملف مكافحة الإرهاب.

وقال: "نحن نراقب عن كثب الوضع الذي يتطور في بلدكم. كما تعلمون أننا تابعنا بقلق بالغ ما كان يحدث فيما يتعلق بمكافحة الهجمات الإرهابية، وما حدث لوالدكم. إننا حزينون، وأريد أن أعرب عن تعازينا مرة أخرى".

ولم يتم الكشف بعد عن اتفاقيات بين روسيا وتشاد على هامش هذه الزيارة، لكن موسكو تقوم بجهود دبلوماسية حثيثة تجاه إنجامينا.

وتملك فرنسا في تشاد 3 قواعد عسكرية على الأقل، وهي قواعد تم إنشائها مع بدء حملة القوات الفرنسية ضد الجماعات المتشددة في عام 2013، ضمن ما أطلق عليه "عملية برخان" التي لم تحقق المطلوب منها بدحر هذه الجماعات التي نجحت في توسيع نطاق سيطرتها على الأرض.

أخبار ذات صلة
تشاد ترسم ملامح "الجمهورية الخامسة" لعبور المرحلة الانتقالية

وتشاد مستعمرة فرنسية سابقة نالت استقلالها عام 1960 لكنها ظلت مرتبطة بباريس سواء عبر العملة، الفرنك الإفريقي، أو غير ذلك.

وقال سلطان ألبان المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإفريقي إن "تشاد دولة مهمة بالنسبة لروسيا كونها يمكنها استراتيجياً الربط بين الدول الجديدة المصطفة مع موسكو مثل بوركينافاسو والنيجر ومالي ولها حدود مع النيجر وليبيا".

وأضاف في حديثهً لـ "إرم نيوز" أن "التفكير في عملية ضم تشاد لنادي موسكو في إفريقيا يسهل بحكم التمركز الجديد لروسيا في المنطقة، وهو أمر يسمح بالتحرك بسهولة عند الاقتضاء خاصة في ظل الحديث عن إمكانية إنشاء فيلق إفريقيا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com