المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو
المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانوإرم نيوز

مسؤول أوروبي: لن نرسل قوات إلى أوكرانيا ووقف الحرب بيد بوتين (فيديو إرم)

 أكد المتحدث باسم الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو أن دول الاتحاد لن ترسل قوات إلى الأراضي الأوكرانية للمشاركة في القتال هناك، وذلك عقب تداول تصريحات فرنسية تتعلق بذلك الصدد، معتبراً أن "وقف الحرب بيد الرئيس الرئيس فلاديمير بوتين.   

وفي لقاء خاص أجراه معه موقع "إرم نيوز"، قال ستانو إن "موقف الاتحاد الأوروبي واضح للغاية وكرره الزعماء الأوروبيون مؤخراً في بروكسل، إذ قلنا إنّنا عازمون على مساعدة أوكرانيا لكنّنا لا نفكّر في إرسال جنود إلى أوكرانيا لخوض الحرب".

وأضاف: "كانت القوّات الأوروبية على الأرض مرتبطة في الغالب بالمستشارين والمدرّبين، ونحن نقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين إذ قمنا حتى الآن بتدريب 40 ألف جندي أوكراني في الدول الأوروبية، لكن بالطبع، نقوم بتوريد أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا والتي أصبحت الآن متطوّرة ومتقدمة جدّاً، لكن لا أحد يفكر في إرسال جنود أوروبيين إلى أوكرانيا، لأنه من أجل أن القيام بذلك نحن بحاجة إلى اتفاق أوروبي، فيما لم تتم مناقشة تلك القضية حتى الآن على المستوى الأوروبي".

ستانو: موقفنا واضح ولا قوّات أوروبية في أوكرانيا

وتابع: "إذا كانت الدول الأعضاء ترغب في قيادة تلك المناقشة، فلها ملء الحرية في القيام بذلك، لكن في تلك المرحلة، حتى الأوكرانيون أنفسهم يقولون نحن لا نريد جنودكم، بل نريد أن تكون المعدّات قادرة على الدفاع عن أنفسنا والدفاع عن أوروبا. نحن ندعم أوكرانيا عسكرياً لكن ليس بقوّات على الأرض. لكن مرّة أخرى، لا نعرف كيف ستستمر تلك الحرب التي تشكّل تهديداً للاستقرار الأوروبي".

وقال: "في مرحلة ما، قد يضطرنا بوتين إلى حماية أنفسنا بقوّة أكبر، لكن حالياً فإنّ الأمر ليس مطروحاً على الطاولة، وموقف الاتحاد الأوروبي واضح للغاية، ولا قوات أوروبية على الأرض للقتال".

شاهدوا أيضاً وثائقي فلاديمير بوتين.. رئيس روسيا الذي "لم يُهزم" (إضغط هنا)

وتجدر الإشارة إلى أنّ رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال بيير شيل، كان أعلن في مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية الثلاثاء الماضي، أنّ "فرنسا مستعدة لإرسال قوات إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا"، قائلاً: "مهما كان تطوّر الوضع الدولي، يمكن للشعب الفرنسي أن يكون على يقين من أنّ جنوده سوف يستجيبون للنداء". وأكّد أنّ "فرنسا يمكنها نشر 20 ألف جندي خلال 30 يوماً".

ولم يذكر شيل الحرب في أوكرانيا صراحة، فيما لم يكن هناك شك في كلامه، لكنْ وقبل ثلاثة أسابيع، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنّه لا "يستبعد" إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، أدلى ماكرون بتصريحات غير رسمية قال فيها إنه يريد إرسال "رجال" إلى ميناء أوديسا الاستراتيجي في جنوب أوكرانيا.

وفي إطار الرد الروسي، صرّح سيرجي ناريشكين، رئيس المخابرات الخارجية العسكرية الروسية، لوكالة "تاس" بأنّ فرنسا تخطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا. وكتبت الوكالة الروسية نقلاً عن ناريشكين: "لدى روسيا معلومات تظهر أنّ فرنسا تستعد لإرسال وحدة عسكرية قوامها 2000 رجل إلى أوكرانيا" وحذّر من أنّ "تلك الوحدة ستصبح هدفاً مهماً جداً ومشروعاً للقوات المسلّحة الروسية".

وعن سؤاله على موقف الرئيس الفرنسي تحديداً، قال ستانو لـ "إرم نيوز": "بالنسبة لنا حالياً هذه تكهنات سابقة لأوانها، وفي المناسبة، غالباً ما يُساء تفسير التصريحات، لناحية كيف قال كلامه وفي أيّ سياق جاء. ولكن مرّة أخرى، لا يغيّر ذلك أيّ شيء من حقيقة أنّ السياسة الأوروبية التي وافقت عليها 27 دولة عضو، هي أنّنا ندعم أوكرانيا بكلّ ما يلزم، لكن لا يوجد نقاش حول أيّ قرار مرتقب بشأن إرسال جنود أوروبيين للقتال على الأراضي الأوكرانية".

ستانو: اتفاق على إرسال فوائد الأصول الروسية المجمّدة إلى أوكرانيا

من حيث المبدأ، اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي مؤخراً على استخدام نسبة كبيرة من الأرباح المتولّدة من الأصول الروسية المجمّدة ومنحها لأوكرانيا، فيما البدء بتنفيذ ذلك الاقتراح هو رهن أسابيع أو أشهر قليلة، وفق ما قال ستانو لـ "إرم نيوز"، موضحاً: "نحن الآن في بداية العملية، وقد اتفق زعماء الإتحاد، الذي يزن عمله، على استخدام عائدات الفوائد المكتسبة من الأصول الروسية المجمّدة لمساعدة أوكرانيا من حيث المبدأ، وذلك يعني الحصول على الضوء الأخضر للعمل على التفاصيل"، مشيراً إلى أنّ الدول الأعضاء تعمل حالياً على كيفية القيام بذلك".

وأوضح ستانو أنّ "نسبة 90 % من فوائد الأصول المجمّدة ستذهب لدعم الدفاع، ونسبة 10 % ستذهب لإعادة الإعمار"، لافتاً إلى أنّه "يتعيّن على الدول الأعضاء أن تقرر الجداول الزمنية، لكنّ الجميع متفق سياسياً على ضرورة التحرّك في أسرع وقت ممكن لأنّ احتياجات أوكرانيا ضخمة".

وشدّد المسؤول الأوروبي على أنّه "ثمّة يقظة لدى الجانب الأوروبي لناحية الحاجة إلى المضي قدماً بأسرع ما يمكن، إلّا أنّني لا أريد أن أعطي أيّ جداول زمنية لأنّ ذلك من اختصاص الدول الأعضاء، لكنْ لدينا اتفاق سياسي بين كلّ الدول الـ 27 الأعضاء بأنّ المطلوب القيام بذلك سريعاً، لذلك نحن نتحدّث عن أسابيع وأشهر".

ما هو المبلغ الذي ستحصل عليه أوكرانياً سنوياً؟

وفي ردّه على سؤال حول المبلغ المالي الذي ستحصل عليه أوكرانيا سنوياً من فوائد الأصول الروسية المجمّدة، أوضح ستانو أنّه "بناءً على سعر الفائدة الحالي في السوق المالية، فإنّ تلك الأرباح من الأصول المجمّدة للبنك المركزي الروسي، تجلب 3 مليارات يورو سنوياً، ستستخدم لأغراض دفاعية وإعادة الإعمار وإصلاح البنية التحتية"، قائلاً: "في حال توقفت الحرب غداً، فإنّ الإتحاد الأوروبي سيعيد النظر بذلك، لكن لسوء الحظ لا نرى إشارات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استعداده لوقف تلك الحرب غير الشرعية".

أي رد روسي يتوقع الاتحاد الأوروبي؟

في ذلك السياق، أجاب المسؤول الأوروبي بأن "ليس لدى الاتحاد الأوروبي أي توقعات على الإطلاق من قبل موسكو"، معتبراً أنّ "روسيا دولة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، تنتهك سيادة وسلامة أراضي دولة أخرى، وترتكب انتهاكات للقانون الإنساني والقانون الدولي".

وشدّد ستانو على أنّ "أولوية الإتحاد الأوروبي الأولى هي إنهاء تلك الحرب في أقرب وقت ممكن، إلّا أنّ القرار للأسف بيد رجل واحد فقط، هو بوتين الذي يمكنه فعل ذلك ولكن لا يبدو أنّه يريد أن يتوقف. لذلك سيتعين علينا أن نساعد أوكرانيا على مستويات مختلفة، مالياً واقتصادياً وإنسانياً وسياسياً وعسكرياً. والشقّ العسكري يعني توفير كلّ ما تحتاجه أوكرانيا للدفاع عن نفسها وشعبها، لأنّ تلك الحرب هي حرب ضدّ الشعب الأوكراني. ونحن نستعد لمواصلة ذلك، لأنّ أوكرانيا تناضل أيضاً من أجل السلام والاستقرار، ليس فقط في أوكرانيا، بل أيضاً في أوروبا. لذلك بالنسبة لنا، إنّ دعم أوكرانيا مصلحة حيوية وسنستمر في ما نقوم به لأنّ أوكرانيا هي الضحية وهي تعاني".     

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com