"ضيفي التالي" على نتفليكس.. زيلينسكي وديفيد ليترمان في حوار رتيب بكييف

سافر مقدم البرامج الأمريكي الشهير ديفيد ليترمان إلى العاصمة الأوكرانية كييف، لإجراء حوار مع الرئيس فلاديمير زيلينسكي، ضمن سلسلة البرنامج الحواري "ضيفي التالي" على نتفليكس.

وتاريخ ليترمان (1947) كمقدم برامج وممثل وكاتب ومنتج يوحي بأن المشاهد سيكون على موعد مع حوار مشوق يحوي الكثير من الزوايا والجوانب الخفية التي أغفل عنها الإعلام، لكن هذا الإيحاء سرعان ما يتبدد عندما يأخد الحوار "مسارًا دعائيًّا فجًّا" بعيدًا حتى عن المهنية والرصانة.

يطرح ليترمان أسئلة مكررة عن كيفية الصمود في وجه الروس، وعن أحوال البلد في ظل الحرب، دون أن ينسى، بين الحين والآخر، إبداء الإعجاب بشخصية الرئيس في تكرار للموقف الغربي، فبدا وكأنه دبلوماسي أمريكي تكبد عناء السفر إلى كييف لإظهار الدعم السياسي وترديد عبارات المديح، لا لطرح أسئلة إشكالية تستفز الضيف وتحثه على قول ما لا ينبغي قوله.

يسير الحوار على مدى أكثر من نصف ساعة ضمن قالب أقرب إلى المجاملة منه إلى مقابلة صحفية، وحتى اللمسات الكوميدية التي حاول ليبرمان وزيلنسكي إضفاءها على المحادثة جاءت "نافرة وغير موفقة"، فالبلد يعيش حالة حرب تتناقض مع أي نوع من الفكاهة، خاصة أن الحوار جرى في محطة مترو تحت الأرض تحسبًا لأي هجمات.

لم ينطق زيلينسكي بأي جملة لافتة أو فكرة إشكالية، بل اكتفى بمهاجمة الروس، كما هو دأبه، وانتقد بوتين وسياسات موسكو، وتعهد بالدفاع عن بلده، وهي طروحات تتكرر في خطب وتصريحات زيلينسكي منذ بدء الحرب في فبراير الماضي وحتى لحظة إجراء الحوار مع ليترمان والذي جرى، وفقًا لما ورد في البرنامج، في أكتوبر الفائت.

بل إن زيلينسكي بدا ممثلًا كوميديًّا خلال الحوار أكثر من كونه رئيسًا، وأثبت في ردوده أن دور "الرئيس الصامد" يفوق الكاريزما الهشة الذي ظهر بها خلال الحديث الذي أسرف فيه بتوجيه الشكر لواشنطن على الدعم اللامحدود.

ليترمان بدوره، بدا مسرورًا بسماع عبارات التمجيد لبلده، ولم يظهر أي نوع من المشاكسة الصحافية بل كان مستسلمًا للإصغاء إلى ضيفه دون أن يسعفه أرشيفه الإعلامي الغزيز وتجربته الصحافية العريضة بأي سؤال من خارج الصندوق، بل على العكس بدا أمينًا لثقافته الغربية/الأمريكية التي تميل إلى معادة الروس والإعلاء من شأن من يواجههم.

وليترمان هو مقدم راديو وتلفزيون، وكاتب، ومنتج، وممثل. قدم ليترمان برنامجه الحواري آخر الليل لمدة 33 سنة، بدأ في فبراير 1982 على قناة سي بي إس، وانتهى في الـ20 من مايو 2015. وفي 1996 احتل ليترمان المرتبة الـ45 من 50 في مجلة غايد تي في كأحد أبرز نجوم التلفزيون.

ويعد الآن سلسلة برامج حوارية مع شخصيات معروفة سياسية وفنية وثقافية بعنوان "ضيفي التالي" وكان آخر حلقة من هذه السلسة مع زيلينسكي الذي وإن ظهر بشكل غير رسمي في نفق مترو مع جمهور يحضر التسجيل، لكن كلامه جاء فاترًا وعاديًّا ورتيبًا.