متظاهرون يحملون علم روسيا بعد الانقلاب العسكري الصيف الماضي
متظاهرون يحملون علم روسيا بعد الانقلاب العسكري الصيف الماضيأرشيف - رويترز

قطع التعاون بين النيجر وأمريكا.. هل فقد الغرب القيادة في الساحل الأفريقي؟

أثار قرار النيجر، إنهاء التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، تقديرات بشأن حضور الغرب في الساحل الأفريقي، الذي يتقهقر أمام تقدم روسيا.

وعلى إثر ذلك، تبقى ألمانيا البلد الأوروبي والغربي النادر الذي له قوات على الأرض في الساحل الأفريقي، حيث تملك برلين مئات الجنود الذين ينشطون في مجال مكافحة الجماعات المسلحة.

وأتاح اتفاق التعاون الذي ألغته النيجر، وتم توقيعه عام 2012، للولايات المتحدة، نشر 1100 جندي في نيامي، وإقامة قاعدة عسكرية فيها طائرات مسيرة، وهي واحدة من أكبر قواعد الولايات المتحدة في القارة.

أخبار ذات صلة
"بمفعول فوري".. النيجر تلغي اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة

وقال الخبير العسكري المالي أمادو ديالو، إن "الغرب فقد بالفعل قيادة الحرب على الإرهاب في الساحل الأفريقي ولم يبقَ له سوى تشاد التي تمر بمرحلة انتقالية يصعب التكهن بنتائجها، على صعيد التحالفات الإقليمية والدولية لهذا البلد".

وأضاف ديالو لـ "إرم نيوز"، أن "الغرب لم يعد يملك الكثير من الخيارات في مواجهة الواقع الجديد الذي فُرض بانقلابات عسكرية متتالية في الساحل الأفريقي".

وتساءل: "لكن هل اتخاذ موقف متشدد نحو الغرب والتوجه نحو روسيا سيمكن من تحقيق مكاسب ضد الإرهاب؟".

وتابع: "بعد أكثر من سنتين من تدخل روسيا في مالي وبوركينافاسو لم تنجح بعد الجيوش النظامية في هذين البلدين في تحقيق النتائج التي كانت تريدها الشعوب؛ لذلك يبدو هذا الخيار ليس مثاليا كما كان يصوره كثيرون".

وكانت فرنسا قد قادت عملية برخان العسكرية ضد الجماعات المسلحة التي تنتشر بشكل واسع، خاصة في دول مالي، والنيجر، وبوركينافاسو، وتشاد.

وتتوزع خارطة الجماعات المسلحة بين متشددين وجماعات متمردة وانفصالية.

أخبار ذات صلة
على غرار فرنسا.. هل تُجبر النيجر أمريكا على الرحيل؟

من جهته، قال المحلل السياسي البوركيني إيساكا مونكيلاي، إن "قرار النيجر ينهي بالفعل سنوات من التعاون بين الغرب ودول الساحل الأفريقي ضد الإرهاب".

وأشار مونكيلاي إلى أن "هذا التعاون كرسته مجموعة جي 5 التي ضمت خمس دول هي: مالي، والنيجر، وبوركينافاسو، وتشاد، وموريتانيا، أعتقد أنه بعد فرنسا الدور آتٍ على دول أخرى الآن، منها الولايات المتحدة، وألمانيا".

وأوضح لـ "إرم نيوز"، أن "المزاج الشعبي تغير في الساحل الأفريقي وما على هذه الدول الغربية إلا تقبل ذلك وتغيير سياساتها التي كانت مبنية على الاستعلاء وتجاهل طموحات الشعوب الأفريقية في استغلال ثرواتها وتحسين واقعها، والاقتصار على تدخلات عنيفة تحت غطاء مكافحة الإرهاب".

أخبار ذات صلة
النيجر.. انتقال سياسي "غامض" وانقسامات داخل المجلس العسكري

وتستمر هجمات الجماعات المتشددة في دول الساحل الأفريقي على غرار بوركينافاسو ومالي لتوقِع المئات من القتلى، وسط تساؤلات عن أسباب عجز الجيوش النظامية عن التصدي لهذه الهجمات.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في تموز/ يوليو، إن هناك إشارات عن أن قادة الانقلاب في النيجر يستعدون للاستعانة بمرتزقة "فاغنر" الروسية، وإن هذه المجموعة شبه العسكرية تستغل الأوضاع المضطربة في نيامي.

وذكر مونكيلاي، أن "الغرب اقتصر على هذه التصريحات والاتهامات لفاغنر وهو أمر لم يعد يكفي لاستعادة ما فقده، خاصة أن روسيا تواصل تقدمها في القارة الأفريقية بلا هوادة، على الغرب مراجعة سياساته".

واستنتج أن "الغرب فقد بالفعل القيادة في الساحل الأفريقي، وقد يفقدها في أماكن أخرى في القارة مثل تشاد، وموريتانيا، اللتان لطالما كانتا حليفتان له".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com