فرنسا ترفع مستوى التحذير الإرهابي إلى أعلى المستويات بعد هجوم موسكو
فرنسا ترفع مستوى التحذير الإرهابي إلى أعلى المستويات بعد هجوم موسكورويترز

بعد تبني "داعش" هجوم موسكو.. ماذا على أوروبا أن تفعل؟

على حين غفلة، جاء الهجوم الإرهابي على مجمع "كروكوس" القريب من العاصة الروسية موسكو، ليعيد بحجمه تسليط الضوء على خطر الإرهاب الذي ابتعد لفترة طويلة عن القارة الأوروبية. وكان مقتصرًا في السنوات الأخيرة على هجمات محدودة هنا أو هناك.

وبعد الجمعة الدامية التي عاشتها موسكو، سارعت الدول الأوروبية لاتخاذ إجراءات مكثفة لرفع المستوى الأمني، والتأهب لمنع حدوث أي عمل مشابه.

أخبار ذات صلة
ماكرون: المسؤولون عن هجوم موسكو حاولوا تنفيذ عمليات في فرنسا

ويرى خبراء ومختصون في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن القارة ككل لم تكن بمنأى في يوم من الأيام عن الأعمال الإرهابية، مشبهين حالة "الهدوء" الذي شهده الغرب في الآونة الأخيرة بـ"الهدنة المؤقتة".

موسم مناسب للإرهاب

يرى الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية دينيس خوتوروف، أن الدول الأوروبية ما زالت في "دائرة الخطر الإرهابي"، ذاكرا في حديث لـ"إرم نيوز"، أن المعطيات كلها "تشير إلى أن هذا التيار الإرهابي لم يتوقف بل أخذ وقته لإعادة ترتيب صفوفه".

ويضيف: "باعتقادي أن عودة الإرهاب في هذا التوقيت لها عدة مسببات، الأول هو الموسم المناسب، فإذا رأينا ما جرى خلال الأعوام الأربعة الماضية، نرى أن الآن هو الوقت المناسب لعودة الإرهاب الدولي، فمنذ مطلع العقد الحالي 2020، كان العالم يعيش تبعات فيروس كورونا، وحينها كانت المطارات العالمية شبه مغلقة، ولا تجمعات أو فعاليات كانت تُجرى في تلك الفترة وهي تعد بيئة جاذبة للإرهابيين، لذلك أخذت التنظيمات الإرهابية هدنة من جانب واحد".

ويتابع خوتوروف، في هذا السياق: "لم تنتهِ جائحة كورونا، حتى اندلعت الحرب في أوكرانيا، وأيضا في ذلك الوقت كان التشديد الأمني داخل أوروبا، مرتفعًا، وكان الجميع يترقب أن تتطور الأحداث إلى حرب عالمية، وحينها أيضًا كانت التنظيمات الإرهابية تراقب ما يجري لتحديد تحركاتها المستقبلية".

ويعتقد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن المرحلة الزمنية الحالية "هي الأكثر مناسبة ليعود الإرهاب وينفذ ضرباته، خاصة أن الموسم السياحي في أوروبا قد اقترب، وهناك الكثير من المهرجانات التي تعد جاذبة للإرهابيين، يضاف إلى ذلك الألعاب الأولمبية التي تنظمها فرنسا".

لا مبالاة غربية

فيما يعتقد الخبير في الشؤون الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط نيكولاي فيريمشوك، أن هناك مسببات كثيرة أدت إلى عودة الإرهاب الدولي، أبرزها ما وصفه "باللامبالاة الغربية"، إزاء هذا التحدي الذي ظهر منذ عقود.

وفي حديثه لـ"إرم نيوز" يقول فيريمشوك: "لا شك بأن النظر إلى هذا الهجوم يقودنا إلى العودة إلى الوراء وتحديدا في بداية القرن الواحد والعشرين، حينما تبنت الولايات المتحدة والدول الأوروبية مسؤولية محاربة الإرهاب الدولي، ليأتي السؤال هل تعاملت هذه الدول بطريقة صحيحة؟ النتائج توضح الجواب: لا لم تكن السياسة الغربية في محاربة هذه الآفة مناسبة أبدًا".

أخبار ذات صلة
قلق غربي بعد هجوم موسكو.. هل يوسع "داعش خراسان" دائرة استهدافاته؟

ويتابع في السياق ذاته: "شن الغرب بقيادة الولايات المتحدة عدة حروب في المنطقة الإسلامية، وبداية في أفغانستان، ما الذي جرى؟ انسحبت الولايات المتحدة بعد عشرين عامًا، ولم تكمل مهمتها وفشلت. بعدها دخلت العراق والنتيجة نفسها تقريبا، تحول العراق لبيئة حاضنة للإرهاب، ووصولا إلى سوريا، هم أنفسهم الغربيون، وباعترافهم قاموا بدعم بعض التيارات، التي انقلبت في النهاية وتحولت لتهديد إرهابي دولي، كل هذه السياسات الخاطئة أدت للوصول إلى ما نحن عليه الآن".

أخبار ذات صلة
العراق.. تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة مواطنين بتهمة الإرهاب

وبشأن السياسة الأنجح التي كان من الممكن أن يتعامل معها الغرب، يقول فيريمشوك: "بالتأكيد يجب الذهاب إلى المسببات الحقيقية لظاهرة الإرهاب، الدراسات التي أجريت خاصة الغربية منها، وصلت لعدة نقاط أساسية حول ظاهرة الإرهاب، في البداية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، للأسف لم ينظر الغرب إلى هذه النقطة الحساسة، ولو عمل عليها وعلى تطويرها في الدول الفقيرة، لما وصلنا إلى هنا، فالفقر والعازة هي من تدفع الكثير من شباب المنطقة إلى الالتحاق بركب الإرهاب، وكما يقول المثل المنتشر في المنطقة العربية (الجوع كافر) هذه العبارة تكفي لتلخيص ما يمكن أن يفعله الإنسان إذا ما جاع".

ويتطرق الباحث إلى نقطة "الصراع على النفوذ" بين الدول الغربية، مشيرًا إلى أن هذا الصراع "هو من أوصل المنطقة لتكون بؤرة للجماعات الإرهابية، ففي كل دولة بالعالم دون استثناء تظهر تيارات متشددة سواء على أساس ديني أو عرقي، وتدفع الأطماع السياسية لاستغلال كل شيء، وبالفعل انتهج البعض سياسة دعم التيارات المتشددة لبسط النفوذ أكثر، وهذا ما جرى في عدد من الدول الإسلامية، قامت بعض الدول بدعم تيارات متشددة بالمال والسلاح وبالطبع استفادت هذه الدول من هذه التيارات، لكن بعد انتهاء الاستفادة، انقلب السحر على الساحر، والآن العالم كله يدفع الثمن".

كيف ستتصرف أوروبا؟

يعتقد الخبير في الشؤون الأوروبية ألكسندر سموكوفينكو، أن مرحلة "ما بعد هجوم كروكوس ليست كما قبلها، مشيرًا إلى ضرورة انتهاج الغرب "سياسة جديدة اتجاه مكافحة الإرهاب".

ويقول سموكوفينكو في حديثه لـ"إرم نيوز": إنه "لا شك تتطلب المرحلة الحالية سياسة جديدة يجب على الغرب انتهاجها، فللأسف، التهى الغرب بصراعه مع روسيا، وحلمه في تقويض نفوذ روسيا، وأهمل كل الملفات الأخرى، وأخشى ما أخشاه أن يكون البعض متورطا بشكل أو بآخر بما جرى في موسكو، هذه السياسة الغربية يجب أن تتغير".

ويتابع: "إذا لم يدرك الغرب بعد، أن الإرهاب لعبة خطرة، وأن تجفيف منابعه، ضرورة دولية بعيدًا عن أي صراع يدور حاليًا سواء في أوكرانيا، أو في غيرها فسيكون هو المتضرر الأكبر". ويضيف: "هناك تهديد حقيقي موجود في أوكرانيا بتحولها إلى بيئة مناسبة لنمو الإرهاب، وإذا لم تتعامل أوروبا بعقلانية في هذا الملف فهي تقرب الزيت من النار".

ويتابع: "فوضى السلاح في أوكرانيا كفيلة وحدها بخلق ألف تيار إرهابي، واستقدام المرتزقة من كل أنحاء الأرض أيضا يخلق بيئة مناسبة، خاصة أن القادمين ليسوا أطباء ومهندسين بل مسلحين، فماذا يفعل هذا المقاتل بعد انتهاء الحرب أو انقطاع الأموال؟ هذا سؤال يجب أن تنظر له أوروبا بتمعن وتجيب عليه بطريقة عملية".

وخلص سموكوفينكو، إلى القول: إن" أوروبا اليوم معنية بشكل جدي، بإنشاء قاعدة دولية يكون هدفها محاربة الإرهاب، بالتعاون مع كل الدول وأخص هنا القوى العظمى، ويجب وضع النقاط الأساسية التي أوصلت الإرهاب إلى هذه القوة، وبعدها إيجاد حلول لكل مسبب، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية، وحينها نستطيع القول إن العالم يكافح الإرهاب بشكل حقيقي، وإلا ستبقى كل العواصم بما فيها الأوروبية، مقصدًا للعمليات الإرهابية".

أخبار ذات صلة
مصفف شعر وعامل.. تفاصيل جديدة عن المتهمين في هجوم موسكو

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com