قاعدة عسكرية أمريكية في النيجر
قاعدة عسكرية أمريكية في النيجرCNN

الولايات المتحدة تبحث عن وجهة لنقل قاعدتها من النيجر

على خطى نظيرتها الفرنسية، تكاد تكتمل فصول رحيل القوات الأمريكية من أكبر قاعدة عسكرية للطائرات بدون طيار في الساحل الأفريقي، بعد مضي 5 سنوات على افتتاحها بهدف مكافحة نشاط المتطرفين في المنطقة، وهو ما أثار التكهنات بشأن وجهة هذه القاعدة.

بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الموافقة على طلب نظام نيامي سحب الجنود الأمريكيين من النيجر، خرج متظاهرون في أغاديز في شمال البلاد للمطالبة برحيل القوات الأمريكية.

أخبار ذات صلة
"هنا أغاديز وليس واشنطن".. تظاهرة في النيجر تطالب برحيل القوات الأمريكية

وفي هذه المدينة التي شهدت احتجاجات متظاهرين حملوا أعلام النيجر وبوركينا فاسو ومالي وروسيا، تؤوي قاعدة كبرى للطائرات بدون طيار للجيش الأمريكي، والتي تعطل عملها منذ استيلاء النظام العسكري الحاكم على السلطة في انقلاب نفّذه جنود في 26 يوليو 2023.

وسيكون على القاعدة التي تم افتتاحها في نوفمبر 2019 بعد بنائها بتكلفة قدرها 110 ملايين دولار، المغادرة أيضا حيث تضم مدرجا بطول 6200 قدما مصمما لاستيعاب طائرات "ام كيو 9 ريبر" والطائرات المأهولة.

ومن المقرر أن تعيد القوات الأمريكية تمركزها في غرب أفريقيا خلال الفترة المقبلة من خلال البحث عن خيارات بديلة تضمن استمرار نفوذ واشنطن العسكري؛ إذ تفيد تقارير إعلامية أن أحد البدائل المطروحة هي غانا وكوت ديفوار وبنين بحيث يتم نقل قاعدة الطائرات من دون طيار لإحدى هذه الدول، فضلا عن إجراء الولايات المتحدة مشاورات مع فرنسا بشأن إقامة قواعد مشتركة في أفريقيا.

لكن خبراء شككوا في نجاعة تلك الخيارات بسبب الشكوك حول الوصول السريع الذي تتيحه القواعد الأمريكية الحالية في النيجر، حيث سيقيّد نقل القاعدة إلى أقصى الغرب الأفريقي، في كوت ديفوار على سبيل المثال من قدرة الطائرات على الوصول لحوض بحيرة تشاد. في المقابل، فالوضع الداخلي المضطرب حاليًّا في تشاد ربما يجعلها شريكا غير مستقر وبديلا مُستبعدا بالنسبة للولايات المتحدة.

وأشارت وكالة "سي أن أن" الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل سحب عدد من قواتها في النيجر في أعقاب الانقلاب العسكري الذي شهدته نيامي منتصف العام الماضي. وهو ما يتسق مع بعض التقديرات الأخيرة التي قدرت عدد القوات الأمريكية في النيجر بنهاية ديسمبر 2023، بحوالي 648 جنديا مُقابل 1100 قبل الانقلاب العسكري.

وما زاد من امتعاض السلطات النيجرية انتقادها لاتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة واعتبارها بـ"غير المتوازنة"، وأن واشنطن فشلت في تبادل المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها باستخدام أسطول الطائرات من دون طيار، فضلا عن قيامها بإجبار نيامي على دفع التكلفة الباهظة لصيانة هذه الطائرات.

وسيتكرر سيناريو الفرنسيين مع الأمريكيين على خلفية مطالبة المجلس العسكري في نيامي من باريس بسحب قواتها من نيامي، وبالفعل اضطرت لاحقا إلى سحب 1500 جندي لها كانوا متمركزين في النيجر.

في المقابل، وجه الوفد الأمريكي لدى زيارة نيامي تُهماً للمجلس العسكري الحاكم بعقد صفقة سرية مع روسيا وإيران لتعزيز التعاون والشراكة معهما، ملوحًا بإمكانية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة من قبل الولايات المتحدة حال استمرار نيامي في التقارب مع موسكو وطهران. ولعل هذا ما يُفسر تصريحات المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري الحاكم في نيامي، الذي كشف عن تهديدات وجهها الوفد الأمريكي للسلطات النيجرية.

ويرى الناشط التشادي والخبير في الشؤون الأفريقية إبراهيم زين كونجي، أن القاعدة الأمريكية داخل النيجر كان يرتكز نشاطها على مراقبة الجماعات المسلحة، مؤكدا أنه لو القيادات العسكرية الأمريكية تعاملت مع السلطات العسكرية في النيجر بتقدير لدولة ذات سيادة لَتعاطوا معهم بشكل إيجابي، وهو ما دأبت عليه فرنسا وعجّل برحيلها أيضا.

ويؤكد زين كونجي لـ"إرم نيوز"، أن ما قاله المجلس العسكري في نيامي بخصوص الاتفاقية بأنها غير قانونية أمر صحيح، بعدما أبرمت الحكومة النيجرية والجيش الأمريكي اتفاقا في عام 2012 كان أقرب الى "الاحتلال" من اتفاقية بين دولتين.

وما عزز من قرارات جلب الفيلق الأفريقي الروسي هو المخاوف من تحرك من جانب فرنسا أو أمريكا لـ"الانتقام"، حيث وصلت وحدة عسكرية وأجهزة مضادة للطيران مؤخرا لحماية المجلس العسكري.

ويرى الباحث الأفريقي أن وجود الأمريكيين وجود نسبي في القارة جنوب الصحراء، ليس له تأثير فعّال على الأرض وبشكل لا يوازي الوجود الروسي أو التركي.

ولا يستبعد الباحث استيلاء القوات الروسية من قبيل الانتقام والاستفزاز على القواعد العسكرية الموضوعة تحت سلطة القوات الفرنسية أو الأمريكية.

أخبار ذات صلة
وول ستريت جورنال: خروج أمريكا من النيجر يُعرقل خططها لمكافحة الإرهاب

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com