عرض عسكري لأبخازيا الانفصالية
عرض عسكري لأبخازيا الانفصاليةرويترز - أرشيفية

قاعدة في أبخازيا.. تهديد روسي على ضفاف البحر الأسود

"الأمن يأتي أولاً".. بهذه الجملة أعلن رئيس جمهورية أبخازيا الانفصالية عن جورجيا، أصلان بجانيا، توقيع بلاده اتفاقية لافتتاح قاعدة عسكرية روسية في خليج أوتشامشيرا على البحر الأسود.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن الرئيس الأبخازي قوله: "لقد وقعنا اتفاقا، وفي المستقبل القريب ستكون هناك قاعدة دائمة للبحرية الروسية في منطقة أوتشامشيرا، وكل هذا يهدف إلى زيادة مستوى القدرة الدفاعية لكل من روسيا وأبخازيا... فالأمن يأتي أولا".

ووفقا لبجانيا، تم توقيع الاتفاقية مع روسيا في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما احتفلت أبخازيا بالذكرى الثلاثين "لعيد النصر في الحرب الجورجية الأبخازية 1992-1993 ويوم الاستقلال".

توسع في البحر الأسود

رغم أن الحديث عن افتتاح القاعدة لم يمض عليه ساعات، ولا يحتوي على أي تفاصيل توضح الموعد والقدرة الاستيعابية لهذه القاعدة، أو حتى أهدافها، فإن العديد من الخبراء رأوا أن هذا تطور لافت في التواجد العسكري الروسي في البحر الأسود، وهو مرتبط بالحرب الدائرة بشكل وثيق.

ويقول الخبير العسكري الروسي سيرغي كراسنينلوف في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "وجود قوات بحرية روسية في أبخازيا ليس بالأمر الجديد، حيث ترسو سفن تابعة لخفر السواحل الروسي في ميناء أوتشامشيرا الذي من المقرر أن يستضيف القاعدة العسكرية الجديدة".

ويتابع: "هناك سببان أساسيان لهذه الخطوة، السبب الأول: مضاعفة التواجد العسكري البحري الروسي في البحر الأسود نتيجة كثرة التهديدات التي أطلقتها دول غربية منها بريطانيا التي عرضت حماية للسفن الأوكرانية التي تحمل الحبوب في البحر الأسود".

ويضيف كراسنينلوف: "السبب الثاني هو: دعم أسطول البحر الأسود المتمركز في شبه جزيرة القرم، فتواجد قاعدة خلفية لهذا الأسطول يزيد من الحماية، وقد شاهدنا كثافة الهجمات التي تشنها كييف وداعموها على هذا الأسطول وقطعاته البحرية".

وحول ما إذا كان لهذه الخطوة أن توتر الوضع مع جورجيا، يقول الخبير الروسي: "سيزعج الموضوع جورجيا، لكنها تعرف ضمنيا أن الأمر غير مرتبط بها، وأن الموضوع مرتبط بالحرب الدائرة في المنطقة".

رئيس أبخازيا الانفصالية مع بوتين
رئيس أبخازيا الانفصالية مع بوتينريا نوفوستي - أرشيفية

الانضمام إلى روسيا

ما من تقدم في العلاقات بين روسيا وأبخازيا، إلا وينظر له من قبل المراقبين على أنه خطوة نحو الانضمام إلى روسيا، حيث كثرت الشائعات مطلع العام الجاري في وسائل الإعلام، أن أبخازيا ستصبح جزءًا من روسيا، الأمر الذي نفته سلطات أبخازيا بشكل قاطع وقالت إن الانضمام يخالف الأسس الدستورية.

لكن الجميع متفق أنه لولا روسيا لما كانت "دولة أبخازيا" ولا كان لها أن تحتفل "بذكرى الاستقلال الثلاثين".

ويعود الأمر إلى تسعينيات القرن الماضي، فأبخازيا منطقة متنازع عليها تقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود، وأعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1991، ما تبعه الصراع الجورجي الأبخازي، الذي وقفت فيه روسيا إلى جانب الأبخاز، ما أجبر القوات الجورجية في عام 1993 على الانسحاب تاركين وراءهم جمهورية جديدة مستقلة فعليا عن الوطن الأم، لكن هذه الجمهورية لا تحظى باعتراف دولي إلا من عدد قليل من الدول هي روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو وسوريا.

ويرتبط اقتصاد أبخازيا بموسكو بشكل وثيق، والعملة الرسمية المتداولة هي الروبل الروسي. يضاف إلى ذلك أن الجمهورية لا تملك مطارا دوليا، وأغلب سكانها يحملون بالإضافة لجواز السفر الأبخازي جوازا روسيا لتسهيل حركتهم خارج البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com