خبراء إيرانيون يرسمون سيناريوهات الرد الإسرائيلي

مع تصاعد مستوى التوتر بين تل أبيب وطهران على خلفية الهجوم الذي شنته الأخيرة فجر الأحد الماضي على أهداف عسكرية في إسرائيل، رسم خبراء إيرانيون سيناريوهات الرد الإسرائيلي، مستبعدين أن يكون من ضمنها استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

كبير الخبراء في القضايا النووية وباحث العلاقات الدولية الإيرانية رحمن قهرمان بور يؤكد أن "خيار الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية أمر مستبعد، لأن ذلك يفاقم الأوضاع المتوترة في المنطقة"، على حد تعبيره.

وأوضح قهرمان بور لـ"إرم نيوز"، أن "إيران لم يكن رد فعلها قاسياً حتى الآن، كونها لا تريد الدخول في الصراع بشكل كامل، ومن ناحية أخرى فإن إسرائيل لن تتجاهل هذه القضية وستحاول الرد بأي طريقة تراها ضرورية دون توسيع دائرة الاشتباك".

ولفت إلى أنه "لا يستبعد الرد الإسرائيلي ضد إيران"، مبيناً "من الممكن أن يكون رد فعل إسرائيل على مستوى رد فعل إيران، أي أنها ستفعل الأشياء نفسها التي فعلتها إيران أو سترد بأي طريقة أخرى".

وأضاف: "الحقيقة هي أن هناك مجموعات مختلفة لها طرق تفكير مختلفة في إسرائيل، ومن الطبيعي أن الجماعات اليمينية المتطرفة، مثل وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، تريد ردود فعل قوية للغاية، لكن يد إسرائيل ليست مفتوحة والضغوط من الولايات المتحدة، إلى جانب مطالب الدول الأوروبية المرتكزة على ذلك، ألّا ترفع إسرائيل من مستوى التوتر، ونظراً لهذه الظروف، تواجه إسرائيل قيوداً ولا يمكنها بسهولة ترك جميع الخيارات على الطاولة، ولهذا السبب، أعتقد أن خيار مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية مستبعد".

الخيارات المطروحة أمام إسرائيل

بدوره، رأى الخبير الإيراني في قضايا غرب آسيا علي رضا تقوي في حديثه، أن الخيارات المطروحة أمام إسرائيل للرد المحتمل على إيران محدودة.

وقال تقوي في حديث لـ"إرم نيوز": "يمكن أن يكون الرد الإسرائيلي يشمل الهجوم السيبراني، أو العمليات التخريبية والإرهابية، أو الهجوم على القوات الإيرانية في سوريا، أو هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية دون أن يستهدف المنشآت النووية".

واعتبر تقوي أن "هجوم إسرائيل المباشر على إيران هو غباء محض وغير عقلاني؛ لأن هذا النظام لا يستطيع أن يتسامح مع تلقي 1000 صاروخ باليستي و2000 طائرة مسيرة في الوقت نفسه".

إيران لن تتسامح والرد سيكون بالمثل

بدوره، قال عضو لجنة الأمن القومي الإيراني في البرلمان جليل رحيمي جهان آبادي، إن "أي هجوم إسرائيلي سواء كان على منشآت نووية أو غيرها سيواجه برد حاسم وقوي ومباشر".

وأشار جهان آبادي في تصريحه لـ "إرم نيوز" إلى أن القوة الصاروخية الإيرانية أكبر بكثير من مجرد التحذير الذي وجهته إلى إسرائيل، لافتاً إلى أنه "بعد رد إيران، ظهرت موجة من السعادة والأمل في نفوس الناس بأننا لم نذل في الشرق الأوسط، وعندما اغتيل كبار مسؤولينا في سوريا وفي نفس مدينة طهران، نشأ شعور في المجتمع أدى إلى الشعور بالضعف، لكن الضربة الأخيرة قلبت كل الموازين".

ولفت إلى أن "عملية الوعد الصادق، جعلت إسرائيل تتفاجأ بالهجمة الإيرانية"، منوهاً "رغم أن هذا الرد كان من الممكن أن يأتي من حلفاء إيران لكنها قررت التنفيذ بنفسها وتضرب العمق الإسرائيلي مباشرة".

وعن إمكانية مهاجمة منشآت نووية إيرانية، أجاب جهان آبادي "هذا مستبعد وإن حصل فسوف تهاجم إيران منشآت نووية إسرائيلية، لأن الرد سيكون بالمثل في المرحلة المقبلة".

وفي وقت سابق قال مصدر إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن الرأي الإسرائيلي في الوقت الحالي هو أنه لا ضرر من تأخير الرد وإبقاء إيران في حالة تخمين بشأنه.

تحذير من هجوم على المنشآت النووية

وكان عضو لجنة الطاقة النووية في البرلمان الإيراني فريدون عباسي أفاد في وقت سابق الثلاثاء، بإمكانية أن تهاجم إسرائيل منشآت نووية بطرق مختلفة، مبيناً إن "هناك جواسيس إسرائيليين داخل إيران".

وقال عباسي في حديثه لموقع صحيفة "آرمان" الإصلاحية، "لا يمكن إنكار وجود جواسيس يعملون لصالح إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية وبالتالي هناك إمكانية لاستهداف المنشآت النووية بطرق مختلفة كما حصل في السنوات الماضية".

وأوضح "رغم أن الدفاع المدني جيد في إيران، لكن حصلت في السنوات الماضية هجمات على المنشآت النووية والبنية التحتية من قبل إسرائيل"، لافتاً إلى أن "إسرائيل قد تلجأ إلى تنفيذ تفجيرات أو القيام باغتيالات، ونتيجة لذلك، علينا أن نهتم بأمننا في الداخل".