كشف وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، أن الأموال الإيرانية كانت وراء وصول حركة طالبان الأفغانية إلى السلطة، حسب موقع "iranintl".
وأقر ظريف في "مذكراته" التي صدرت مؤخرا، بـ"أخطاء في التقديرات" من جانب إيران في تقييم التعامل بين "طالبان" والولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر أن حركة طالبان سيطرت على أفغانستان "بالمال الإيراني"، لكن بعد سقوط الحكومة الأفغانية السابقة وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كانت حركة طالبان "متطاولة" في تعاملها مع إيران.
وقدم ظريف، في هذا الكتاب، الذي حمل عنوان "طريق الصبر.. انطباعات ثماني سنوات في الوزارة"، تفاصيل حول قوة ونفوذ "الرؤية العسكرية" في القرارات الإيرانية المتعلقة بأفغانستان، بدلاً من اعتماد القنوات الدبلوماسية.
وأكد أن خطأ إيران في دعم "طالبان"، هو أنها أعطت الأولوية لخروج أمريكا من أفغانستان، على كل شيء آخر، وهذا "أدى إلى تدمير كل إنجازات إيران في أفغانستان".
ووصف جواد ظريف مفاوضات حركة طالبان مع الولايات المتحدة، بأنها سوء تقدير من جانب إيران، وكتب أن "طالبان استفادت بشكل غير مبرر من دعمنا، لكنها تفاوضت مع أمريكا، واستطاعت بسط سيطرتها في أفغانستان على حسابنا. في هذه العملية، كنا ندفع بعدة طرق لعدة سنوات".
ولم يقدم وزير الخارجية الإيراني السابق تفاصيل حول هذه "التكلفة"، ولم يوضح نوع المساعدة، التي قدمتها طهران لـ"طالبان"، وعلى أي مستوى تم ذلك، بحيث يمكِّن طالبان من سيطرتها على أفغانستان.
ومع ذلك، فقد نُشرت تقارير عديدة عن الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه إيران لحركة طالبان خلال سنوات الوجود الأمريكي في أفغانستان.
وصرح مسؤول كبير سابق بوزارة الدفاع الأمريكية، لـ"أفغانستان إنترناشيونال"، بأن إيران قدمت ما لا يقل عن 100 مليون دولار سنويًا لحركة طالبان منذ عام 2012.
وقال المستشار السابق لحلف شمال الأطلسي، كارتر مالكاسيان، إن مساعدات إيران لـ"طالبان" كانت صغيرة في العقد الأول من الوجود الأمريكي في أفغانستان، لكن بعد عام 2012، زادت مساعدات طهران لهذه الحركة بشكل كبير.
وأكد ظريف وفق موقع "iranintl"، أن إيران أنفقت الكثير لتوريط أمريكا في أفغانستان، وكان ذلك خطأ طهران.
خطأ إستراتيجي
واعترف ظريف بخطأ إستراتيجي آخر ارتكبته إيران تجاه حركة طالبان، قائلاً: إن طهران اعتقدت أنها من خلال دعم حركة طالبان بشكل كبير، ستتجنب هذه الحركة أي تفاهم مع الولايات المتحدة.