السفينة "دالي".. تاريخ من "المشاكل" قبل حادثة جسر بالتيمور
أثار حادث اصطدام السفينة "دالي" بجسر بالتيمور شرق الولايات المتحدة الأمريكية وتسببها في انهياره تساؤلات عن هذه السفينة التي تملك "سوابق" في الحوادث البحرية.
وتم بناء جسر بالتيمور قبل نحو 50 عاما بمواصفات تسمح بمرور سفن أصغر بكثير من السفينة "دالي" التي تصنف ضمن السفن الضخمة، وكانت تحمل على متنها لحظة الاصطدام 4900 حاوية .
وكشفت تقارير إخبارية غربية أن سفينة الشحن "دالي" عانت من "مشكلة كهربائية خطيرة" أثناء رسوها في بالتيمور قبل أيام، وفق ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن أحد عمال الميناء.
وذكرت جولي ميتشل، المديرة المشاركة لشركة "كونتاينر روايلتي" المتخصصة في شحن البضائع في تصريح لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية أن السفينة كانت راسية في الميناء لمدة 48 ساعة على الأقل قبل الحادث.
وأكدت ميتشل أنه "في هذين اليومين، كانت السفينة تعاني من انقطاع شديد في التيار الكهربائي، وكان لديها مشكلة كهربائية حادة بلغت حد الانقطاع التام في الطاقة، وفقدان قوة المحرك، وكل شيء" وفق تعبيرها.
وأوضحت أن "الصناديق المبردة عطلت القواطع الموجودة على متن السفينة في عدة مناسبات، وكان الميكانيكيون يحاولون إصلاح المشكلة قبل أن تُبحر"، لكنها أكدت أنها لا تعرف ما إذا كان قد تم حل المشكلة عندما انطلقت السفينة قبل أن تصطدم بالجسر أم لا.
وقبل هذه الحادثة عانت السفينة التي تم بناؤها سنة 2015 من مشكلات تقنية تم التدخل لمعالجتها، وشهدت أيضا حالة اصطدام بحري على الأقل.
وفي يونيو 2023، كشف فحص روتيني للسلامة في سان أنطونيو، في تشيلي، عن مشكلات تتعلق ببعض أجهزة القياس ومقاييس الحرارة المرتبطة بآلات الدفع والآلات المساعدة في "دالي"، وفق ما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية.
لكن قاعدة بيانات "إكواسيس" البحرية أكدت أن فحصا للسفينة أجراه خفر السواحل الأمريكي في وقت لاحق من العام الماضي لم يجد بها أي عيوب.
وقالت الحكومة السنغافورية في بيان من جانبها إن السجلات والشهادات القانونية تظهر السلامة الهيكلية للسفينة "دالي" وأن وظائف معداتها كانت صالحة ساعة وقوع حادث بالتيمور. وقد تم بيع السفينة لشركة "غراس أوشن" ومقرها سنغافورة منذ عام 2016.
وخلال تلك السنة شهدت السفينة حادثة اصطدام بجدار حجري بميناء أنتويرب أثناء محاولتها فكّ الرسو، وتعرضت لأضرار في مؤخرتها لكنها ظلت طافية ولم تغرق حتى تم إصلاحها.
