تقرير عبري: مع اقتراب الانتخابات.. لابيد يسعى لقيادة المعارضة لا الحكومة

تقرير عبري: مع اقتراب الانتخابات.. لابيد يسعى لقيادة المعارضة لا الحكومة


رأى موقع "سروغيم" الإخباري الإسرائيلي أن ثمة تناقضا في السياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء يائير لابيد، إزاء الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرا إلى أن زعيم حزب "هناك مستقبل" ربما هو من يتسبب بنفسه في احتمال نجاح زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو، في تشكيل الحكومة المقبلة.

وأشار الموقع إلى أنه في حال لم يتخذ لابيد قرارا نهائيا بشأن شركائه في كتلة اليسار – الوسط، فإن الطريق ستكون ممهدة لعودة نتنياهو إلى السلطة، لا سيما أن التحديات التي يواجهها الأخير أقل صعوبة.

ووفقًا للموقع، تُظهر استطلاعات الرأي، قبل قرابة 10 أيام من انطلاق انتخابات الكنيست الخامس والعشرين، تزايد فرص "هناك مستقبل"، ليصبح هذا الحزب الوسطي الليبرالي بزعامة لابيد، هو ثاني أكبر حزب بعد "الليكود"، وأنه الأجدر بقيادة الكتلة المناهضة لنتنياهو.

إلا أن الموقع على قناعة بأن لابيد، يعمل بشكل منفرد، ولا يضع بالاعتبار أن كون حزبه هو الأكبر من بين الأحزاب التي تمثل يسار – الوسط، لا يعني أنه لا يبتعد بشكل متزايد عن تشكيل الحكومة المقبلة.

وأشار إلى أن كل الدلائل ترجح أن لدى لابيد رغبة في قيادة المعارضة في الكنيست المقبل وليست الحكومة.

ووفقًا للموقع، فإنه على خلاف المعركة الانتخابية السابقة في عام 2021، يبدو أن لابيد لا يكترث بالشراكات المستقبلية، مع أحزاب الكتلة، وهي الشراكات التي قد يفقد بعضها.  

ومن النواحي العملية، فشل لابيد في خطوة الدمج بين قائمتي "العمل" و"ميرتس" اليساريين، إذ رفض الحزبان خوض الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة، كما انفصلت "القائمة العربية المشتركة" بشكل غير متوقع.

وبعدها شارفت أحزاب تشكل كتلة اليسار – الوسط، على الوصول إلى منطقة الخطر؛ إذ أظهرت غالبية الاستطلاعات عدم عبور بعض هذه الأحزاب نسبة الغلق.

ودلل الموقع على عمق التناقض والأزمة التي تواجهها تلك الكتلة، بامتناع بعض الأحزاب التي تتشكل منها عن توقيع اتفاقات فائض أصوات مع بعضها البعض، ومثلًا لم يوقع حزب "إسرائيل بيتنا"، بزعامة وزير المالية أفيغدور ليبرمان على مثل هذا الاتفاق، ولم توقع عليه الأحزاب العربية.

ويعني عدم توقيع تلك الأحزاب، ومنها "القائمة العربية المشتركة" التي تُحسب دائمًا على الكتلة المناوئة لنتنياهو، إهدار الكثير من أصوات الناخبين الداعمين لهذه الكتلة.

أكبر نفوذ ممكن

ويقول الموقع إن الغريب في الأمر هو أن لابيد يواصل العمل من أجل زيادة فرص حصول حزبه "هناك مستقبل" على المزيد من المقاعد، دون أن ينظر خلفه، ليدرك أن تلك الزيادة لن تمكنه من تشكيل الحكومة، طالما كان هذا هو الوضع الراهن بالنسبة لشركائه.

وعلل ذلك بأن ثمة افتراض بأن لابيد يعمل فقط من أجل زيادة نفوذ حزبه، من منطلق إدراكه الكامل أنه لن يُشكل الحكومة المقبلة، مستهدفًا قيادة المعارضة بالكنيست بأكبر نفوذ محتمل، بما يحقق مصالحه في جميع الأحوال.

وذهب إلى أنه لو تحقق سيناريو نجاح نتنياهو في الحصول على 61 مقعدًا، ومن ثم أُلقيت عليه مهمة تشكيل الحكومة، ونجح في ذلك، فإن لابيد سيصبح زعيم معارضة قويا، وسيستغل هذا الأمر للعودة لرئاسة الحكومة عقب انتخابات الكنيست السادسة والعشرين.

ورأى الموقع أنه لو كان لابيد يسير وفق هذا النهج بشكل متعمد، فإن ضعف أحزاب اليسار أو حتى اختفاءها من المشهد يصب في مصلحته، إذ سيقود كتلة اليسار الوسط بلا منافسين.

ومن جانب آخر، في حال لم ينجح نتنياهو في تشكيل الحكومة، ومن ثم تقرر الذهاب إلى انتخابات جديدة، والتي ستكون هي السادسة في غضون أربعة أعوام، سيصب الأمر في مصلحته، إذ ستتزايد قوة حزبه بشكل أكبر.

10 أيام حاسمة

وأوضح الموقع أن الأفعال التي سيُقدم عليها لابيد خلال الأيام العشرة المقبلة هي التي ستحسم النتائج النهائية للانتخابات، مضيًفا أنه لو فشل حزب واحد من أحزاب الكتلة التي يقودها في تخطي نسبة الغلق، سيعني ذلك تقديم الفوز لنتنياهو على طبق من فضة.

ومضى قائلًا إن التحديات التي يواجهها نتنياهو في المقابل أصغر بكثير، تتعلق بمدى قدرته على حشد داعمين إضافيين أو في المقابل تدمير فرص وزيرة الداخلية إيليت شاكيد.

ونظم نتنياهو كتلة اليمين التي يقودها، بشكل أفضل من لابيد، حسب ما يراه الموقع، ومن ثم تراجع الحديث عن إمكانية فشل أحد أحزاب الكتلة التي يقودها نتنياهو، في تخطي نسبة الغلق، كما أنه لم يعد يواجه خطرًا مستقبليًا يتعلق باختفاء أحد هذه الأحزاب من الخريطة السياسية.

وتضم كتلة نتنياهو إلى جانب "الليكود"، أحزابا هي: "الصهيونية الدينية" الموحدة، والحزبان الحريديان القويان "شاس" و"يهدوت هاتوراه"، وقد وقعت جميع أحزاب الكتلة على اتفاقات توزيع فائض الأصوات، ما يُسهل مهمة نتنياهو.

إلا أن التحدي الأكبر الذي أشار إليه الموقع، بالنسبة لنتنياهو، يبقى زعيم "عوتسما يهوديت" الناشط السياسي المتطرف إيتامار بن غفير، والذي يعمل على تحسين موقفه على حساب حزب "الليكود" ولا ينوي التنازل لصالح نتنياهو بأي حال من الأحوال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com