إيران.. من سيخلف جنتي في رئاسة مجلس خبراء القيادة؟

عقد مجلس خبراء القيادة المكون من رجال الدين المجتهدين، مساء أمس الأربعاء، آخر اجتماع له في دورته الخامسة، وهو اجتماع وصفته وسائل إعلام بمثابة وداع لرئيس المجلس آية الله أحمد جنتي الذي يبلغ من العمر 97 عامًا.

وسلطت وسائل الإعلام الضوء على غياب عضو المجلس حسن روحاني وصادق لاريجاني حيث منع الأول من المشاركة، فيما خسر الثاني مقعده في الانتخابات التي جرت، يوم الجمعة الماضي.

ومع عدم خوض الرئيس الحالي لمجلس الخبراء رجل الدين المتشدد أحمد جنتي الانتخابات الأخيرة، بدأ الحديث عن من سيتولى رئاسة هذا المجلس خلفا له.

وقد أعلن جنتي قبل الانتخابات أن عدم ترشحه يعود لتقدمه في العمر، كما أنه من المرجح أن يتنحى عن منصب مجلس صيانة الدستور الذي يعنى بدراسة أهلية المرشحين والمصادقة على الانتخابات.

وتشير المادة 111 من دستور إيران إلى الواجب الأساسي للخبراء وتقول "عندما يصبح القائد غير قادر على القيام بواجباته القانونية أو يفتقر إلى أحد الشروط فسيتم عزله من منصبه، وفي حالة وفاة أو استقالة أو إقالة القائد، يلتزم الخبراء بتعيين وتقديم القائد الجديد في أسرع وقت ممكن".

الأسماء المطروحة

ويقول الباحث السياسي من التيار الأصولي المحافظ "ناصر إيماني" لـ"إرم نيوز"، إنه "وفق المعطيات فإنه سيترشح لرئاسة مجلس خبراء القيادة كل من آية الله علي رضا إعرافي، ومحسن قمي، وحسين بوشهري، ومحمد علي موحدي كرماني، وأحمد علم الهدى".

واستبعد إيماني عند سؤاله فيما إذا رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي سيترشح لشغل هذا المنصب، وقال "الدستور لا يمنع ذلك، لكنه لم يكن لدينا مثل هذه التجربة من قبل، كما لم يتطرق القانون لهذا الأمر، لكن لأهمية المنصب التنفيذي لرئاسة الجمهورية، لا يستطيع رئيسي إدارة منصبين في الوقت نفسه والتخطيط لكليهما".

الجدير بالذكر أن إبراهيم رئيسي يتولى حاليًا منصب نائب أحمد جنتي رئيس مجلس خبراء القيادة في الدورة الحالية.

فيما أشارت بعض التقارير إلى إن "أحمد علم الهدى" الذي يبلغ من العمر 79 عامًا وهو ممثل المرشد علي خامنئي في مدينة مشهد شمال شرق إيران، يمكن أن يكون ضمن المرشحين المحتملين لرئاسة مجلس خبراء القيادة وهو ينتمي إلى التيار الأصولي المتشدد.

ويرى"ناصر إيماني" أن إعرافي يعد المرشح الأبرز لنيل منصب رئيس مجلس خبراء القيادة من بين المرشحين، منوهًا إلى أن موحدي كرماني يمكن أن يكون مرشحًا إلى جانب إعرافي.

محسن قمي

آية الله محسن قمي "63 عاما" هو من الشخصيات المعتدلة، وفي هذه الفترة من انتخابات الخبراء، كان الشخص الأول حتى قبل يوم واحد من إعلان النتائج النهائية، وبعد إعلان النتائج أصبح الشخص الثاني الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في طهران.

كما يحمل في سجله مستشار علي خامنئي وممثله في الجامعات وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وهو ممن أكد في مقابلة ماضية أن المرأة إذا توفرت لها الشروط اللازمة فلا مانع من حضورها في مجلس الخبراء، وهو خطاب كان له تداعيات واسعة.

إعرافي

يعد علي رضا إعرافي، أول شخص في طهران فائز بانتخابات خبراء القيادة، ويعد الشخصية المناسبة لرئاسة المجلس، وهو الوجه المعتدل ولديه علاقات واسعة مع التيار الإصلاحي والمعتدلين، ويبلغ من العمر 67 عامًا وهو من مواليد مدينة ميبد بمحافظة يزد وسط إيران "معقل الإصلاحيين"، وتولى العديد من المسؤوليات من بينها رئيس جامعة المصطفى العالمية في قم، وعضو في المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وحاليًّا هو مدير الحوزات الدينية في إيران.

موحدي كرماني

يبلغ من العمر 92 عامًا وهو من رجال الدين والسياسيين التقليديين المتطرفين وكان أمينًا عامًا لجمعية رجال الدين المناضلين، وسبق أن كان رئيسًا لمجمع تشخيص مصلحة النظام بعد وفاة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وقد شهدت فترته خلافات حادة مع الرئيس السابق حسن روحاني.

وعمل موحدي كرماني سابقًا عضوًا في البرلمان وممثلًا للمرشد في الحرس الثوري، وخطيب صلاة الجمعة في طهران، وحاليًا هو النائب الثاني لرئيس مجلس خبراء القيادة.

حسيني بوشهري

وبوشهري رغم أنه أصولي إلا أنه أكثر اعتدالا من الكثيرين، وللمرة الثالثة على التوالي تم انتخابه ممثلًا عن محافظة بوشهر في مجلس خبراء القيادة.

بديل جنتي في مجلس صيانة الدستور

كما كشفت مصادر مطلعة مقربة من المحافظين لـ"إرم نيوز"، إن "أحمد جنتي" الذي سيغادر منصب رئاسة مجلس خبراء القيادة في مايو المقبل، سيتنحى، كذلك، عن منصب رئيس مجلس صيانة الدستور الذي يعنى بدراسة أهلية المرشحين.

وبحسب المصادر فإنه سيتم تعيين آية الله السيد "محمد رضا مدرسي مصلى" رئيسًا لهذا المجلس ليحل محل جنتي.

وقد تعرض جنتي لانتقادات حادة من قبل الإصلاحيين والأصوليين المعتدلين بسبب عمليات الاستبعادة الواسعة للمرشحين طوال الأعوام الماضية سواء للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو مجلس خبراء القيادة.