رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي
رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكيرويترز

هل تمرد نتنياهو على ضغوط أمريكا والغرب بشأن اجتياح رفح؟

رغم التحذيرات الدولية بشأن عدم الإقدام على أي خطوة عسكرية في رفح، إلا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب صادقوا على عملية عسكرية وصفوها بالمحدودة في المدينة، بدأت مع إعادة السيطرة على معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني.

وجاءت العملية عقب الهجوم الذي نفذه عناصر من حركة "حماس" على موقع كرم أبو سالم العسكري بعدد من قذائف الهاون أدى لمقتل 4 جنود وإصابة 12 آخرين.

وأفادت تقارير دولية بأن هناك "حالة فتور" في العلاقة بين الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن والحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، حول إصرار الأخير على اقتحام رفح، في ظل وجود مئات آلاف من النازحين دون تقديم خطة لإجلائهم.

نتنياهو يريد انتزاع موافقة أمريكية لتشكيل جسم بديل يساهم في فصل غزة.
الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني طلال أبو ركبة

وعلّق الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني طلال أبو ركبة على تمرد نتنياهو، مبينا بأنه "شكلي ودعائي أمام جمهوره في اليمين المتطرف".

وأضاف أبو ركبة، لـ"إرم نيوز": "نتنياهو يحاول توظيف هذا التمرد للحصول على مكاسب أكبر مرتبطة برؤيته لليوم التالي بعد الحرب خصوصًا، في ضوء اختلاف الرؤى مع الأمريكيين حول عودة السلطة، وهو ما يرفضه نتنياهو".

ولفت إلى أن "عملية رفح هي ورقة مساومة مع كل الأطراف، بمن فيهم الإدارة الأمريكية حول عودة السلطة وتوحيد الأراضي الفلسطينية"، وأن "إسرائيل لم تخض هذه الحرب لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد المؤسسات الفلسطينية".

ولفت الباحث في الشأن الفلسطيني إلى أن "نتنياهو يريد انتزاع موافقة أمريكية لتشكيل جسم بديل يساهم في فصل غزة، من خلال قوة دولية وعربية وإدارة محلية فلسطينية من خارج فتح وحماس".

المفاوضات بالنسبة لنتنياهو ورقة لكسب الوقت في تنفيذ مخططاته بعمليات عسكرية توسعية ومستدامة.
المحلل السياسي محمد العطار

وقال المحلل السياسي محمد العطار، إنه "من المحتمل أن يكون نتنياهو تمرّد على الإدارة الأمريكية، ولكنه تمرد محمود بالنسبة للأمريكان حتى لا يقال عنهم مستقبلاً إنهم كانوا شركاء في أكبر مجزرة بالقرن الحالي".

وأضاف العطار، لـ"إرم نيوز"، أن "مجلس الحرب الإسرائيلي يتخذ خطواته بتنسيق كامل مع وزارة الدفاع الأمريكية ووفق تحالف استراتيجي، وهذا ما ظهر في الهجوم الأخير على إسرائيل من قبل طهران ردًا على قصف إسرائيلي استهدف مبنى السفارة الإيرانية بدمشق".

وأوضح أن "التمرد الإسرائيلي على السياسة الأمريكية، تمرد محدود كون الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على حماية أمن واستقرار إسرائيل وسط الجبهات المحيطة بها، لا سيما مع تهديدات إيران والميليشيات التابعة لها في دول المنطقة".

وأكد أن "المفاوضات بالنسبة لنتنياهو ليست سوى ورقة لكسب الوقت في تنفيذ مخططاته في عمليات عسكرية توسعية ومستدامة لكافة مناطق قطاع غزة، وأن عامل الوقت ليس في مصلحة الجانب الفلسطيني على الإطلاق".

هنالك غضب دولي وأمريكي تحديداً، رغم الذرائع التي قدمتها إسرائيل لاجتياح رفح.
الوقت ليس في مصلحة الجانب الفلسطيني على الإطلاق".

ويرى الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، أن "حكومة الحرب الإسرائيلية استغلت عملية معبر كرم أبو سالم لاجتياح رفح بشكل محدود، كما استغلت سابقاً عملية 7 أكتوبر لتدمير غزة وتهجير سكانها قسراً".

وأضاف قاعود، لـ"إرم نيوز": "رغم عملية التفاوض للوصول إلى صفقة التي باتت أصعب مما كانت عليه نتيجة المتغيرات في قطاع غزة كالسيطرة العسكرية على معبر رفح، وتهجير أهلها والنازحين والمشردين إليها إلى مواصي خانيونس ودير البلح، لكن نتنياهو أصرّ على اجتياح رفح كضرورة عسكرية لتحقيق أهداف الحرب واستمرار الضغط العسكري على حماس".

وتابع قائلا: "هنالك غضب دولي وأمريكي تحديداً، رغم الذرائع التي قدمتها إسرائيل لاجتياح رفح، وهذا لا يعني بأن موقف الولايات المتحدة من دعم الحرب الإسرائيلية سيتغير، وإنما هي توصيات وضغوطات من أجل ضبط عملية القتل في قطاع غزة لا أكثر".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com