جندي من النيجر يرافق جنودًا أمريكيين إلى قاعدتهم في مدينة ديفا النيجرية
جندي من النيجر يرافق جنودًا أمريكيين إلى قاعدتهم في مدينة ديفا النيجريةرويترز

بين زحمة الوساطات وحصار العقوبات.. ما سيناريوهات أزمة النيجر؟

أثار طلب النيجر وساطة من توغو للتدخل من أجل تخفيف عقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" وتسهيل استكمال الانسحاب الفرنسي من البلاد، تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة بهذا البلد الذي يعيش أزمة محتدمة بعد إسقاط الرئيس المنتخب محمد بازوم عبر انقلاب عسكري في يوليوالماضي.

وقال المحلل السياسي النيجري عبد الرحمان نوحو إن: "الأزمة في النيجر مفتوحة على عدة سيناريوهات لكن أسوأها أن يستمر الوضع على حاله، سيعاني الشعب كثيرًا بسبب العقوبات الاقتصادية وغياب حلول عاجلة لحل الأزمة الاقتصادية".

وطلب النظام العسكري الحاكم في النيجر تدخل توغو للعب دور الوساطة في المنطقة وتخفيف تداعيات عقوبات "إيكواس" وتسهيل استكمال الانسحاب الفرنسي من البلاد، بحسب تقرير نشرته مجلة "جون أفريك"، أمس الثلاثاء.

وأضاف نوحو لـ "إرم نيوز" أن: "المجلس العسكري لم يرسل إشارات حول تقديم تنازلات لذلك قد يستمر الوضع على ما هو عليه، أما السيناريو الثاني، وهو المستبعد في الوقت الحالي على الأقل، فهو أن يقدم تنازلات تتمثل أوّلًا في إخلاء سبيل الرئيس الشرعي للبلاد المعتقل وتنظيم حوار وطني".

أخبار ذات صلة
النيجر تلجأ إلى توغو للتوسط من أجل تخفيف العقوبات

وأشار إلى أن "هذا السيناريو مستبعد لكن اللجوء إلى توغو قد يكون إشارة عن إمكانية الذهاب فيه، لننتظر ونرَ خاصة بعد غلق كل المنافذ على البلاد وخضوعها لحصار اقتصادي وسياسي كبير".

أما المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية سلطان البان فقال إنه "في الفترة الأخيرة برز اسم توغو كوسيط لحل الأزمات في أفريقيا بعد نجاحها في بضع أزمات استعصت على مجموعة "إيكواس"، وحصل ذلك مثلًا في الأزمة بين مالي وساحل العاج على خلفية اعتقال باماكو جنودًا إيفواريين تتهمهم بالسعي لزعزعة أمنها واستقرارها''. 

وتابع البان قائلًا لـ "إرم نيوز" إن "النيجر تحاول أن تتمسك بورقة أمل تقودها توغو للخروج من الحصار الاقتصادي الخانق الذي يضع المجلس العسكري الانتقالي في نيامي تحت تهديد مباشر، في غياب قنوات اتصال مع مجموعة "إيكواس"، ويكون نجاح هذه الوساطة بداية لعودة الشراكات التي قام بها النيجر مع الغرب بعد فرض الأخير عقوباتٍ على نيامي وقطعوا مساعداتهم عنها، وكان لهذا وقع كبيرعلى النيجر التي تعتمد 40 في المئة من ميزانيتها السنوية على المساعدات الخارجية".

وبيَّن البان أن "لجوء النيجر إلى وساطة توغو يعكس إحساسًا من المجلس العسكري بضغط العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه وغياب الحلول وهو ما يهدد بقاء العسكريين في السلطة لأنهم سيصبحون جزءًا من المشكل''.

وأوفد النظام العسكري الحاكم في النيجر مبعوثين إلى رئيس توغو "فور غناسينغبي"، الإثنين، لدعوته للعب دور الوسيط في المنطقة بانتظام.

وهذه الوساطة ستكون الثانية في غضون أيام قليلة بعد وساطة طرحتها الجزائر، لكنها تراوح مكانها بعد سجالات بين مسؤولي البلدين بشأن الموافقة على خريطة طريق تدوم 6 أشهر.

ويعتقد المحلل البان: " أن نجاح وساطة توغو مرهون بحجم التنازلات التي سيقدمها المجلس العسكري الحاكم في النيجر، وعلى رأس هذه التنازلات إطلاق سراح الرئيس بازوم وتقديم جدول زمني بشأن فترة انتقالية تحترم مدتها وتنظيم انتخابات تسلم من خلالها السلطة للمدنيين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com