"فورن أفيرز": الحرب في غزة تخدم طموحات إيران
ذهب تقرير لمجلة "فورن أفيرز" إلى أن الحرب في غزة، وما ارتبط بها من صراع في الشرق الأوسط، أدت إلى تمكين طهران وتغذية شعورها بالضعف بشكل أكبر، ما يجعلها تُسرع من جهودها لأن تكون دولة نووية.
ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة، بدت الحكومة الإيرانية متفائلة ومسرورة؛ بل وحتى منتصرة.
وبهذا الصدد، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في خطاب ألقاه الشهر الماضي، في إشارة إلى النكسات الإسرائيلية في ساحة المعركة: إن "هزيمة إسرائيل في هذا الحدث ليست مجرد هزيمة للنظام الصهيوني؛ بل إنها أيضًا هزيمة للولايات المتحدة الأمريكية".
ويُعد تورط عدوها الإقليمي الرئيسي، إسرائيل، في مستنقع حرب طويلة الأمد، وانجرار الولايات المتحدة، الخصم العالمي الرئيسي لإيران، للتركيز على منع تصاعد هذا الصراع، حتى في الوقت الذي تتصدى فيه لتهديدات الميليشيات المتحالفة مع إيران؛ أوضح تفسير للسبب وراء أن طهران تبدو مسرورة.
ورغم أنه يمكن لإيران أن تسبب الفوضى في المنطقة من خلال وكلائها، إلا أنها ليست قوية بما يكفي لشن هجوم حقيقي؛ ما يجعلها تستنتج أن هذا الصراع جعلها تبدو أضعف، وليس أقوى، وأكثر عرضة للخطر، وأنها لا تزال بحاجة إلى حلفائها الإقليميين في المقام الأول للدفاع عن أراضيها.
وبحسب التقرير، قد يدفع إيران للقيام بمحاولة أخيرة للحصول على الردع النهائي: الأسلحة النووية.
ورغم أن الأمر محفوف بالمخاطر، إلا أن النجاح بذلك سيوفر لإيران الحصانة التي تتمتع بها كوريا الشمالية وروسيا في مواجهة الغرب. ومن الممكن أيضاً أن تكون إيران المسلحة نووياً أكثر جرأة في إطلاق العنان لشركائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
ولفت التقرير إلى أن إيقاف إيران، إذا قررت أن تصبح نووية، سيكون صعبًا بحكم أن برنامجها النووي متقدم للغاية بالفعل، ويخضع الآن لرقابة دولية محدودة؛ وبحكم انشغال أمريكا والمجتمع الدولي أيضًا بمحاولة وقف التصعيد في المنطقة وتجنب حرب شاملة.
وفي حال قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية؛ فإنها حتى لو نجحت ففي أفضل الأحوال، ستؤخر توجه إيران نحو التسلح فقط، ولن تقضي على برنامجها النووي.
إضافة إلى أن طهران قد توجه ضربات إلى المصالح الأمريكية في المنطقة، وستلجأ إلى توزيع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى منشآت سرية لمزيد من التخصيب وتصنيع الأسلحة؛ في خطوة ستصعب استهدافه أو العثور عليه بسهولة مستقبلاً.
في المقابل، فإن العواقب التي قد تترتب على تحول إيران إلى قوة نووية تظل محفوفة بالمخاطر إلى الحد الذي يجعل من منعها أمراً يستحق العناء، وهو ما يعني محاولة استئناف الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في غزة.
وبالتالي القدرة على التفرغ لمراقبة إيران وتشديد العقوبات عليها؛ وصولا إلى حرمانها من النجاح بالالتحاق بركب الدول النووية.
