صحف عالمية: شبح "الكابيتول" يخيم على البرازيل.. والحرب الأوكرانية تنتهي بالمفاوضات "فقط"

صحف عالمية: شبح "الكابيتول" يخيم على البرازيل.. والحرب الأوكرانية تنتهي بالمفاوضات "فقط"

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، أهم القضايا الطارئة على الساحة الدولية، حيث جاء في مقدمتها أصداء انتخاب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسًا للبرازيل، وسط تقارير تتحدث عن مخاوف بحدوث إضرابات عارمة يقودها الرئيس المنتهية ولايته، جايير بولسونارو.

كما ناقشت الصحف تقارير أخرى تعتبر المفاوضات الحل الوحيد لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك في ضوء التصعيد الروسي في الأيام الأخيرة، وفي إيران، أوردت الصحف أن الولايات المتحدة لن تستبعد "الخيار العسكري" كملاذ أخير لمنع طهران من التسلح النووي.

قلق في البرازيل.. ولولا يتأهب للتحديات

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن صمت بولسونارو، عقب نتائج الانتخابات الرئاسية وعدم اعترافه بالهزيمة لصالح منافسه "لولا" قد تسبب في قلق واسع بالبرازيل وأثار المخاوف من اندلاع اضطرابات في واحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم.

وقالت الصحيفة إن القلق يكمن في أن الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته يعتبر زعيماً يمينياً متطرفاً يُقارن غالباً بالرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والذي حذر منذ أشهر من أنه قد لا يقبل الهزيمة؛ ما أثار مخاوف من اندلاع أحداث "6 يناير" مشابهة في أكبر دولة بأمريكا اللاتينية (في إشارة إلى الهجوم على مبنى الكونغرس من قبل أنصار ترامب).

وخسر بولسونارو بفارق ضئيل الانتخابات الرئاسية أمام منافسه اليساري، لولا، وكان ادعى مراراً، دون دليل، أن نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل مليء بالاحتيال وأن اليسار كان يخطط للتلاعب في التصويت.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه نتيجة لذلك، فقد الملايين من أنصار بولسونارو الثقة في نزاهة انتخابات بلادهم، وفقاً لاستطلاعات الرأي، مشيرة إلى أن الكثيرين أعربوا علناً عن استعدادهم للنزول إلى الشوارع تحت قيادة الزعيم اليميني.

وأثار فوز لولا، وفقاً لتقرير الصحيفة "ذكريات جميلة" عن فترتي ولايته في المنصب في العقد الأول من القرن الجاري، عندما كان الفقر ينخفض، وكان يُنظرإلى البرازيل بشكل كبيرعلى أنها "دولة المستقبل".

وتعهد لولا، فور انتخابه رئيساً، بتوحيد البلاد والقضاء على الفقر والجوع والارتقاء بالوضع الاقتصادي للبلاد، لكن اقتصاديين رأوا أن الرئيس المنتخب سيكافح للوفاء بهذه الوعود في ظل المناخ الاقتصادي الحالي.

وفي سياق متصل، عنونت صحيفة "الغارديان" البريطانية أبرز التحديات التي تنتظر لولا فور تنصيبه رئيساً، وقالت إن قضايا الفقر والإسكان وأزمة الأمازون هي أصعب العقبات التي يجب على الرئيس المنتخب تخطيها في يناير.

وقالت الصحيفة إن لولا سيُكلف بإعادة بناء وإعادة توحيد البلاد التي تعرضت للضرر والانقسام المرير بعد أربع سنوات من سياسات بولسونارو اليمينية المتطرفة "الفوضوية"، وذلك بعدما صرح الزعيم اليساري في خطاب النصر أمس، الاثنين، بأن أولويته الأولى ستكون مساعدة 100 مليون برازيلي يعيشون في فقر.

وعن التحديات الهائلة التي تعتبر صداعاً مؤرقاً للرئيس المنتخب، أوضحت الصحيفة أن هناك 33 مليون برازيلي يواجهون الجوع الحاد، ومائة مليون يعيشون في فقر.

وذكرت أنه في الوقت نفسه، أدت سياسات بولسونارو، لا سيما في منطقة الأمازون، إلى أن تصبح البرازيل "منبوذة" دوليًّا.

ونقلت الصحيفة عن لولا قوله "لا يمكننا أن نقبل كالمعتاد أن الملايين من الرجال والنساء والأطفال في هذا البلد ليس لديهم ما يكفي من الطعام. إذا كنا ثالث أكبر منتج للأغذية في العالم وأكبر منتج للبروتين الحيواني، فمن واجبنا أن نضمن أن كل برازيلي يمكنه تناول الإفطار والغداء والعشاء كل يوم".

واعتبرت "الغارديان" أن خطاب لولا يمتلئ بمقترحات طموحة تتمتع بالمصداقية، بما في ذلك المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، وتصفية جميع قوائم الانتظار للعمليات الجراحية والفحوصات الطبية، وتوفير مكان لكل طفل في الحضانة.

وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن الخطة صدرت دون أي تفاصيل أو إعلان تكاليف واضحة، لكن لولا يراهن على أن الناخبين سيثقون في أنه يستطيع تكرار إنجازاته منذ 12 عامًا عندما ترك السلطة.

ومن المتوقع، وفقًا لـ"الغارديان"، أن يقوم لولا ببناء مساكن يسيرة التكلفة ونقل صهاريج الكهرباء والمياه إلى القرى النائية وغير الموصولة، بالإضافة إلى إدارة مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل النقل العام والطاقة والمياه كما كان من قبل، مع توفير التمويل من بنوك الدولة، فضلاً عن إصلاح ضريبي وزيادة الحد الأدنى للأجور.

الحرب تنتهي بالمفاوضات "فقط"

وعن الصراع الروسي الأوكراني، رأت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية أن "الحرب الكبرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية تنتهي فقط بالمفاوضات"، وذلك في ضوء "التصعيد الروسي" الذي أعقب الهجوم المضاد "المذهل" الذي شنته كييف في جنوب وشمال شرق البلاد.

وذكرت المجلة أن "التصعيد الروسي، الذي شمل تعبئة جزئية للجيش وضربات مكثفة على البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا وهجمات صاروخية على مناطق مدنية وتهديدات نووية، قد حطم النبرة التشجيعية التي نظر بها الغرب للجيش الأوكراني المتفوق منذ سبتمبر في ساحات القتال، ودفع بالحرب إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة".

وقالت المجلة إنه منذ بداية الحرب، حافظت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشكل فعال على نهج سياسي واقعي متوازن وذلك بتسليح وتمويل أوكرانيا مع الاستمرار في توضيح أن واشنطن لن تنخرط بشكل مباشر في الصراع.

وأضافت المجلة – في تحليل سياسي نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أن الإدارة، في المقابل، أغفلت أيضاً أحد المجالات الحاسمة لإستراتيجية الحرب تماماً؛ وهو كيف يمكن أن ينتهي الصراع، كما إنها لم تحدد أي مخرج يضمن حقوق أوكرانيا.

وتابعت المجلة "الخبراء وصناع القرار الذين اقترحوا أن واشنطن يجب أن تدعم أيضاً الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تسوية تفاوضية، عوملوا على أنهم خونة ساذجون"، وذلك في إشارة إلى بعض الديمقراطيين الذين دعوا بايدن في وقت سابق من الشهر الجاري إلى التواصل مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الحل الدبلوماسي.

وقالت المجلة "يثير تصعيد موسكو هذا الخريف شبحين من حرب أوسع مع الناتو واستخدام الأسلحة النووية. إن التكاليف الاقتصادية العالمية للصراع هائلة بالفعل ومن المؤكد أنها ستزداد مع بداية فصل الشتاء. ينبغي على إدارة بايدن أن تبدأ في إثارة الحل الدبلوماسي علناً وإقناع شركائها به".

وأضافت "يجب أن تفكر الإدارة في التوقيت المناسب للضغط من أجل المفاوضات، وفي السعي إلى تسوية مستدامة، يجب على الإدارة أيضاً معرفة كيفية الاستفادة من نجاحات أوكرانيا دون تمهيد الطريق لمزيد من الصراع."

وتابعت "وللتحضير لأفضل صفقة، يجب على صانعي السياسة الأمريكيين الحفاظ على جبهة مشتركة بين الغرب وأوكرانيا، ومراعاة السياسات الداخلية الأوكرانية والروسية، وتبني المرونة، لا سيما في تحديد العقوبات ضد روسيا".

وأردفت "إن الحفاظ على دعم أوكرانيا أصبح أكثر صعوبة الآن بعد أن ضاعف بوتين الحرب ووجه تهديدات نووية صارخة ضد الغرب. لقد اختار بوتين تحمل مخاطر جديدة كبيرة بدلاً من التراجع، الأمر الذي يشير إلى أن هذه الحرب لن تنتهي من خلال استسلام روسي محتمل".

واستطردت "كلما كان أداء القوات الأوكرانية أفضل في ساحة المعركة، زادت صعوبة مناقشة تسوية تفاوضية، على الرغم من أنه من مصلحة كييف التفاوض من موقع قوة. ومع تزايد خطر التصعيد الروسي، تزداد أيضاً احتمالية أن يدعو أي زعيم غربي لإنهاء الحرب بأي ثمن".

كما ذكرت المجلة "يجب على صانعي السياسات وضع معايير أساسية واضحة للتسوية، مع التمتع بقدر كبير من المرونة في العديد من التفاصيل، لكن بعض النقاط غير قابلة للتفاوض، من أهمها سيادة أوكرانيا وحماية المواطنين الأوكرانيين، ولا سيما أولئك الذين يرغبون في مغادرة الأراضي المحتلة".

وفيما يتعلق بموسكو، قالت المجلة إنه يجب على صانعي السياسات التفكير مليًّا في كيفية استخدام تخفيف العقوبات للحصول على الامتيازات الروسية، مشيرة إلى أن الخطوة تعد شرطًا أساسيًّا لاتفاق سلام ناجح.

تهديد أمريكي حول "نووي" إيران

من ناحية أخرى، قال مسؤول أمريكي رفيع إن الولايات المتحدة لن تستبعد "الخيار العسكري" لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، وذلك بعد فشل يلوح في الأفق حول المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الذي يعود لعام 2015.

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية عن روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، قوله إن واشنطن لا تزال ملتزمة بمنع التسلح النووي الإيراني من خلال الوسائل الدبلوماسية، لكنه أضاف أنه كملاذ أخير، لن تستبعد بلاده "خياراً عسكرياً إذا لزم الأمر".

وفي حدث أقامته مؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي" أمس، قال مالي "لا يوجد شيء الآن لا نفعله لأننا نفكر في إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي محتمل في المستقبل. نحن لا نقيد أيدينا بسبب هذا الأمل في أن يكون هناك اتفاق في يوم من الأيام".

ووفقاً لتقرير الشبكة الأمريكية، قال مالي إن واشنطن لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية لتقييد برنامج إيران النووي، "لكنها حولت انتباهها بعيداً عن الجهود المتعلقة بالاتفاق النووي وسط احتجاجات كاسحة في إيران وعمليات نقل أسلحة من طهران إلى موسكو لاستخدامها في الحرب الأوكرانية".

ورأت "سي. إن. إن" أن التعليقات الأخيرة للمبعوث الأمريكي الخاص تعكس مدى الركود الذي وصلت إليه المحادثات لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بعدما أعربت الولايات المتحدة وحلفاؤها قبل أشهر فقط عن تفاؤلهم تجاه المفاوضات.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مالي قوله "اقتربنا بضع مرات كثيراً من اتفاقية للانضمام إلى الصفقة. وفي كل مرة اقتربنا فيها، كانت إيران تأتي بمطلب خارجي جديد يؤدي إلى تعطيل المحادثات. هذا هو المكان الذي كنا فيه أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر ولم يكن هناك أي تحرك منذ ذلك الحين".

وأضاف مالي، وفقاً لما أوردته "سي. إن. إن": "الآن، سنقضي وقتنا حيث يمكن أن يكون مفيداً، بما في ذلك دعم المحتجين في إيران، ومحاولة وقف نقل الأسلحة من طهران إلى موسكو لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا".

وتابع "مرة أخرى، نصر على تفضيل الدبلوماسية إذا كان ذلك يمكن أن ينجح، مع أدوات الضغط، والعقوبات على وجه الخصوص. ولكن أيضاً إبقاء جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في حال فشل الدبلوماسية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com