مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جيك سوليفان
مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جيك سوليفانرويترز

هل يصمد مهندس السياسات الأمريكية أمام تحديات حرب غزة؟

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرًا حول مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جيك سوليفان، وقدرته على تقييم الأوضاع في الشرق الأوسط، وأثر ذلك على الأحداث والأزمات الدولية.

ففي أعقاب فوز جو بايدن بالرئاسة العام 2020، تولى سوليفان منصب مستشار الأمن القومي، وهو المنصب الذي تم إعداده له لسنوات، إذ أشاد به بايدن باعتباره "مثقفًا لا يحدث إلا مرة واحدة في كل جيل".

وقد كانت مسيرة سوليفان المهنية تسير في مسار تصاعدي، لكنه واجه سلسلة من التحديات التي اختبرت قدراته وحكمته منذ توليه الدور المحوري في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة مع استلامه عالم تغير بشكل عميق بسبب ترامب، مع تصاعد التوترات مع الصين، ووباء كوفيد-19، والعديد من الأزمات الخارجية.

وبصفته وجه فريق السياسة الخارجية لبايدن، لم يكن تألق سوليفان الفكري موضع شك قط، إذ اعترف الخبراء به باعتباره الموظف البارز في الإدارة الأمريكية، إلا أن عدم قدرته على توقع الأزمات ومعالجتها بشكل فعال قد أسهم في تضرر سمعته، خاصة بعد أن أكد في مقال نشره في مجلة فورين أفيرز في تشرين الأول/أكتوبر، أن الشرق الأوسط أصبح "أكثر هدوءًا" مما كان عليه منذ عقود.

بعدها بأيام، اندلع الصراع بين إسرائيل وحماس، مما أثار انتقادات من معارضي بايدن.

وتضرر سجل سوليفان بسبب كارثة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، إذ إن عدم قدرة الإدارة على توقع انهيار الجيش الأفغاني في مواجهة تقدم طالبان في العام 2021 أضر بشدة بمعدلات تأييد بايدن.

ووصف النقاد، ومن بينهم بريت بروين، المسؤول السابق في البيت الأبيض، ذلك اليوم بأنه "اليوم الأكثر إحراجًا في تاريخ مجلس الأمن القومي“.

وعلى الرغم من هذه النكسات، استمر سوليفان في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة استجابةً للأزمات الناشئة، خاصة في الحرب الروسية الأوكرانية عندما حول تركيزه إلى ردع العدوان الروسي وتأمين الدعم العسكري لأوكرانيا، مؤديًا دورًا رئيسيًا في حشد الحلفاء لهذه القضية.

وبحسب التقرير، يعتبر الدور الحالي الذي يلعبه سوليفان أساسيًّا في إدارة تحديات السياسة الخارجية، فبالإضافة إلى إدارة تورط الولايات المتحدة في حروب متعددة، تم تكليفه بمعالجة الخلافات مع الصين وفرنسا، والتصدي للهجمات الإلكترونية، والدفع من أجل السلام بين إسرائيل والسعودية.

ومع ذلك، أثارت الأزمات المتصاعدة تساؤلات حول مدى استدامة نموذج بايدن-سوليفان لإدارة تحديات السياسة الخارجية المتعددة.

ويجادل النقاد بأن إصرار بايدن على تشكيل السياسة الخارجية شخصيًا قد يحد من قدرة سوليفان على تقديم وجهات نظر معارضة، مما قد يضع قيودًا على مدى استجابته للمشهد الدولي المعقد.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com