الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتينرويترز

5 سيناريوهات للانتشار الفرنسي في أوكرانيا

لا تزال تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا تثير الجدل، ولا سيما بعد الوعيد الروسي في حال اتخاذ تلك الخطوة.

ورد ماكرون في وقت سابق، عند سؤاله حول إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا قائلا: "واجبنا هو الاستعداد لجميع السيناريوهات"، محذرا من أنه "لا ينبغي استبعاد أي شيء"، بحسب صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية.

أخبار ذات صلة
ماكرون ملاكمًا.. هل هي رسالة للرئيس الروسي؟

وفي التفاصيل، طرحت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عدة سيناريوهات لهذا التدخل على لسان محللين غربيين على النحو التالي:

السيناريو الأول: إنشاء مصانع فرنسية في أوكرانيا

إنشاء فرنسا مصانع أسلحة، سواء للإنتاج أو للصيانة في حالة التشغيل، في أوكرانيا، ووقعت شركة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية عقدًا لإنتاج الأسلحة الصغيرة، وخططت شركة Rheinmetall الألمانية لإنشاء مصنع لإصلاح الدبابات. 

ولدى الجيش الفرنسي هيكل للحفاظ على معداته في حالة تشغيلية، ومع ذلك، من المرجح أن يتم إنشاء المصانع، مثل شركة BAE وRheinmetall، من قبل المدنيين. 

من جانبه، قال الجنرال فرانسوا شوفانسي، مستشار الجغرافيا السياسية، والمتخصص في علوم المعلومات والاتصالات:"لدي شكوك كبيرة حول مثل هذا المشروع، مضيفاً: "ستكون عقود التأمين مرتفعة للغاية بحيث تجعل تنفيذها غير محتمل".

أخبار ذات صلة
قلق أوكراني بسبب ضعف إنتاج فرنسا من الذخائر

وستمثل هذه المصانع، التي تنتج معدات ذات قيمة عالية جدًّا، هدفًا رئيسًا للجيش الروسي. وأكد المصدر العسكري أن "نتائج عملية الزرع لن تؤتي ثمارها إلا بعد عدة أشهر". 

وبالتالي فإن المصانع في دولة مجاورة، ولكنها عضو في حلف شمال الأطلسي، من الممكن أن تكون أكثر كفاءة، ومن المؤكد أن "الضربة السياسية" ستكون أقل.

السيناريو الثاني: إزالة الألغام وتدريب وتشغيل معدات معينة

جاء ذلك بعد أن قال وزير الخارجية الفرنسي سيباستيان ليكورنو، في تصريحات لقناة "إر.إم.سي" الفرنسية، إن باريس تدرس إزالة الألغام وتدريب الجنود الأوكرانيين على أراضيهم".

كما يتم بالفعل تدريب الجنود الأوكرانيين في فرنسا وبولندا على يد الجيش الفرنسي، وسيكونون على أرضهم.

ونقلت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن مصدر عسكري قوله: "إنه أمر ممكن من الناحية الفنية، لكن علينا أن نتساءل عما إذا كان هذا التدريب سيسرع من انخفاض سقوط عدد القتلى من الجانب الأوكراني؟ 

السيناريو الثالث: حماية أوديسا

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 21 فبراير/شباط في قصر الإليزيه وفقًا لصحيفة "لوموند": "على أي حال، في العام المقبل، سأضطر إلى إرسال رجال إلى أوديسا". 

وأوضحت صحيفة "لوكانارد أونشيني"، أن ماكرون يخشى ارتفاع أسعار الحبوب وامتداد الصراع نحو مولدوفا في حالة الغزو الروسي لميناء أوديسا. 

وشكلت موانئ أوديسا الثلاثة 64.8% من إجمالي الصادرات و67% من الواردات الأوكرانية في عام 2019، مرت عبره 91.4 مليون طن من البضائع، بالإضافة إلى ذلك، فهي تسمح بتصدير الحبوب الضرورية لتجنب المجاعة العالمية.

السيناريو الرابع: إقامة منطقة حماية

في هذا السيناريو، ستذهب فرنسا لإغاثة الجنود الأوكرانيين في المناطق المحررة، مثل الحدود البيلاروسية أو خيرسون أو خاركيف، وهذا من شأنه أن يرسل إشارة إلى الروس لإثنائهم عن المضي قدمًا. 

من جهته، قال العقيد السابق في الجيش الفرنسي، ميشيل جويا، "إن عملية توفير ملاذ آمن في قلب أوكرانيا هي حاليًّا حلم بعيد المنال".

وأضاف: "سيتم نشر القوات تحت السلطة الأوكرانية لضمان مهمة حماية المنطقة. وفي هذه الحالة، يجب أيضًا إعلان منطقة حظر الطيران".

أخبار ذات صلة
فرنسا.. "جلسة ساخنة" في البرلمان بسبب دعم أوكرانيا

وتابع: "ومع ذلك، لا تستطيع فرنسا سوى نشر لواءين لتغطية جبهة يبلغ طولها 80 كيلومترًا، وهناك أيضًا مسألة الرد في حالة تعرض قواتنا لضربات. وتثير لوجستيات مثل هذا النشر للقوة تساؤلات أيضاً.

وكشفت صحيفة "لوموند" أن ألمانيا منعت الدبابات الفرنسية من استخدام الطريق للذهاب إلى رومانيا، مما اضطر الجيش إلى استخدام القطارات، وستصبح فرنسا أيضًا طرفًا فعليًّا في الصراع.

السيناريو الخامس: المواجهة المباشرة في الخنادق

وهذا السيناريو، وهو الأكثر احتمالا، سيشهد قتال القوات الفرنسية إلى جانب الأوكرانيين في مواجهة الروس.

جوليا جرينيون، أستاذة القانون في جامعة لافال في كيبيك والباحثة في مركز الأبحاث الاستراتيجية التابع للمدرسة العسكرية "إيرسم"، قالت: "سنكون طرفاً في النزاع لأننا سنشتبك مع قوات مسلحة ضد عدو مشترك، وهذا سيكون بمثابة إعلان الحرب على روسيا".

واعتبرت جرينيون، "أن التكلفة السياسية ستكون كبيرة، سيكون الرئيس مضطرًّا سياسيًّا إلى طلب التصويت البرلماني؛ لأن الرأي العام لن يفهم أن نعوش الجنود الفرنسيين تعود بشكل جماعي دون التشاور.

وبالتالي، يتعين على فرنسا، إذا شاركت في مثل هذه العملية، أن تجد الدعم من حلفائها.

وقال أوليفييه دوزون، مستشار قانوني للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لـ"إرم نيوز"، إن كل هذه السيناريوهات لا تظهر من يهمه الأمر.. من يناضل من أجل السلام.. فرنسا ليس لديها دعوة لشن حرب في أوكرانيا؛ لأن فرنسا موجودة بأي حال من الأحوال، والتهديدات موجهة لأوكرانيا.

وقال دوزون: لقد حان الوقت لخفض التصعيد، موضحاً أن مهمة فرنسا هي أن تصبح وسيطًا... يجب أن تحقق السلام.

وتابع: "اليوم.. من الواضح أن إيمانويل ماكرون لا يعرف حقًّا ما هي الحرب ويجب تجنب الأخيرة بأي ثمن. سوف يدرك إيمانويل ماكرون أخيرًا أن شن الحرب ليس مثل لعب "البلاي ستيشن"، مشدداً على أن "التفاوض مع بوتين ليس سهلاً بالتأكيد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com