تدريبات للجيش الأوكراني في كييف
تدريبات للجيش الأوكراني في كييفأ ف ب

"غير المحتمل صار واردا".. هل تتجه روسيا إلى حرب مباشرة مع الغرب؟

لم يستبعد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن يتم إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، مؤكدا أن "تطور الصراع يظهر أن ما هو غير محتمل في البداية أصبح حقيقة".

وأوضح أوربان في تصريحات إذاعية: "الألمان قالوا إنهم غير مستعدين لإرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، وفي البداية تم إرسال معدات وخوذ للجنود، والآن يجري الحديث على أن ألمانيا ستنقل إلى أوكرانيا أنظمة صاروخية يمكن استخدامها لضرب مناطق بعيدة مثل موسكو أو على الأقل داخل روسيا".

أخبار ذات صلة
ردا على ماكرون.. روسيا تحذر الغرب من إرسال قوات إلى أوكرانيا

وكان رئيس الأركان العامة الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد قد قال، "إن دور الدول الغربية في أوكرانيا قد لا يقتصر على توريدات الأسلحة، بل قد يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك".

الأبعد من ذلك برأي بوركهارد هو ضرورة إظهار الغرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أنه لن يستطيع الاعتماد على هذا المنطق (الاكتفاء بإرسال الأسلحة)؛ لأن هذه الفكرة غير صحيحة".

وأوضح بوركهارد أن نية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "جعل فلاديمير بوتين يفهم أننا على علم بما هو على المحك في أوكرانيا".

الروس والغرب وجها لوجه في أوكرانيا

ومع ارتفاع أصوات طبول الحرب تتباين آراء الخبراء والباحثين الروس حول حقيقة اندلاع هذه الصراع من عدمه، فالباحث في الشؤون العسكرية رافائيل روستوفسكي، يرى أن "حديث رئيس الوزراء المجري عن ثلاثة أشهر لبدء إرسال القوات إلى أوكرانيا هي ليست تكهنات، فالغرب بات مجبورا بأن يدخل الحرب بشكل مباشر ضد القوات الروسية؛ لأن الحرب الروسية ضد القوات الأوكرانية شارفت على انتهائها مع الانهيار المتتالي للمدن التي تسيطر عليها أوكرانيا"، على حد قوله.

ويضيف روستوفسكي لـ"إرم نيوز"، حول شكل هذه الحرب ودور القوات الغربية فيها بأن" معالمها الأولية لم تتشكل بعد، لكن باعتقادي ستأخذ القوات الغربية إذا ما تم إرسالها طابع القوات الرديفة للمقاتلين الأوكران، فالدخول المباشر وجها لوجها قد يكلف هذه القوات الكثير، لكن تدعيم القوات الأوكرانية على خطوط التماس قد يكون أنجع".

ويتابع: "هذه الحرب ستكون نوعا ما معقدة، خاصة أن هذه القوات ستأتي وسلاحها معها، يعني أن القوات الروسية ستكون مضطرة بشكل أو بآخر، أن تتعامل مع عدة جيوش في معركة واحدة، وبتكتيكات وإمكانيات عسكرية مختلفة".

ويستبعد روستوفسكي، أن يكون "لإرسال هذه القوات أي تأثير على الأرض إلا في حال إرسال أعداد ضخمة من الجنود والمعدات، حينها سيكون هناك اختراق كبير للجبهة وقد يكون هناك تغيرات على الأرض".

في المقابل يرى الباحث في الشؤون الأمنية الغربية ميخائيل سفيريدوف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الحديث الغربي لا يتعدى مستوى التهديد، وإرسال الرسائل"، ومن وجهة نظره فـ"الغرب غير قادر فعليا على خوض أي حروب في الوقت الراهن، لعدة أسباب أهمها أنها ستمهد لحرب عالمية ثالثة سيكون عنوانها الأسلحة النووية".

ويتابع: "الأمر الآخر له علاقة بالرأي العام الأوروبي، لن يقبل أي مواطن أوروبي أن يموت من أجل أوكرانيا، وهو لا يشعر بأي تهديد حقيقي على بلده؛ لذلك نرى أن الغرب بات يعتمد على ضخ الكثير من المعلومات، بأن الروس يريدون احتلال أوروبا كلها، وقصف المدن الغربية بالصواريخ النووية، والكثير من الأمور التي تجعل المواطنين الأوروبيين يستشعرون الخطر".

"المرتزقة" عنوان المرحلة

وقال الباحث في الشؤون الأمنية الغربية ميخائيل سفيريدوف: "إنهم سيتعاونون مع المرتزقة بلا شك، وبعض الشركات الأمنية، أتحدث هنا عن مرتزقة قادمين من جهتين أساسيتين الأولى من أوروبا الشرقية، خاصة من التيارات القومية، والذين يحملون صورة راسخة في عقولهم عن زمن الاتحاد السوفيتي، الذي ينظرون له بأنه زمن صعب عاشته عائلاتهم في الجوع والخطر في بعض المراحل".

وأضاف سفيريدوف: "أما الجهة الثانية فهي الدول الفقيرة والتي دمرتها النزاعات، كبعض الدول الأفريقية، أو كدول واقعة في آسيا والشرق الأوسط منها سوريا وأفغانستان، هنا سيكون الدافع لقدوم هؤلاء هو المال لا أكثر".

وحول التأثير المباشر للمرتزقة في الحرب يشير الخبير في الشؤون العسكرية دينيس خوتوروف، إلى أنه في كل الحروب يكون قتال الشوارع هو الأصعب لدى الجيوش النظامية، لكن في الحالة الأوكرانية، لم تشهد أي منطقة حتى الآن شارك بها مرتزقة هذا النوع من القتال؛ لأن القوات الأوكرانية ما زالت رأس حربة في المعارك، لكن إذا قرر الطرف الأوكراني الغربي إدخال المرتزقة وإعطاءهم دورًا أكبر ستكون روسيا مضطرة حينها لتغيير تكتيكات قتالها على الأرض".

ويتابع: "عمليا الجيش الروسي لديه خبرة واسعة في قتال الشوارع على عكس الجيوش الغربية، خاصة بعد خوض الجيش الروسي لبعض المعارك في سوريا، وتشكلت لديه خبرة جيدة في هذا المجال".

وخلص خوتوروف إلى القول بأن "إرسال المرتزقة بدأ مع بداية الحرب، والأرقام التي كشفتها وزارة الدفاع مؤخرا عن وجود أكثر من 13 ألف مرتزق في أوكرانيا، يؤكد ذلك، لكن ستتضاعف هذه الأرقام قريبا، وهذا يبقى رهينة ما يقرره الغرب، وكيف سيتعامل مع القوات الروسية هل بجنوده أم بمرتزقة".

الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد!

من جانبه، يرى الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية الروسية ايغور بورونوف، "أن روسيا قطعت مسافات كبيرة في رسائلها، وكان آخرها ما تطرق إليه بوتين بالحديث عن جهوزية الثالوث النووي الروسي، وإمكانية استخدامه في حال كان هناك تهديد وجودي لروسيا كدولة".

وأوضح لـ"إرم نيوز"، "هل الهزيمة في أوكرانيا أمر وجودي؟ بالتأكيد روسيا تخوض حربا وجودية، والهزيمة فيها يعني نهاية روسيا إلى الأبد، لذلك سيعتمد الرد الروسي على تأثير وجود أي قوات غربية على سير المعارك، يعني إذا كان يمكن القضاء عليهم بقذيفة دبابة لن أستخدم صاروخا فتاكا، هذه القاعدة أعتقد ستحكم التصرف الروسي".

ويختم حديثه بالقول: "الرد سيعتمد على الفعل، وكل الخطوط الحمراء قد تتخطاها روسيا في لحظة واحدة، ولا أحد يتخيل الى أين ستسير الأمور، فالحرب الحقيقية لم تبدأ بعد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com