روسيا تواصل "شل" طاقة أوكرانيا.. وأكراد سوريا يستغيثون بأمريكا
YURIY DYACHYSHYN

روسيا تواصل "شل" طاقة أوكرانيا.. وأكراد سوريا يستغيثون بأمريكا

أوردت الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، آخر مستجدات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن مواصلة روسيا إستراتيجيتها بشأن "شل" قدرات شبكة الطاقة الأوكرانية، بعدما قصفت عموم البلاد في هجوم هو الأعنف منذ بدء الغزو.

وتناولت الصحف أيضًا تطورات التوغل التركي المرتقب في شمال سوريا، إذ ناشد الأكراد الإدارة الأمريكية للتدخل لمنع الهجوم البري.

كما ناقشت الصحف تقارير أخرى كشفت فيها عن إستراتيجية ألمانية "أكثر تشددًا" تجاه الصين.

"شل" طاقة أوكرانيا

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الضربات الصاروخية المكثفة التي استهدفت المدن الأوكرانية، الأربعاء، تعد استمرارًا لإستراتيجية موسكو التي تهدف لـ"شل" قدرات شبكة الطاقة بأوكرانيا، واصفة موجة القصف بـ"الأعنف" منذ بدء الحرب قبل تسعة أشهر.

جاء ذلك بعدما أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت أكبر وابل من الصواريخ في أنحاء البلاد، حيث قطعت الضربات على البنية التحتية الحيوية إمدادات الكهرباء والمياه في العاصمة، كييف، وبضع مدن أخرى، بينها ميكولايف وخيرسون، مشيرة إلى أن الهجمات أسفرت عن مصرع 6 أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أوكرانيين قولهم، إن انقطاع التيار الكهربائي أجبر السلطات على إغلاق جميع محطات الطاقة النووية الثلاث التي تسيطر عليها أوكرانيا حاليًّا، على الرغم من عدم وجود أضرار واضحة للمنشآت نفسها.

موسكو تستهلك المعدات والذخيرة والأسلحة بمعدلات أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية ومدة استمرار حربها ضد أوكرانيا.
وول ستريت جورنال

وأشارت إلى أن الهجمات الروسية الأخيرة جاءت تزامنًا مع تصويت البرلمان الأوروبي على قرار يعتبر روسيا "دولة راعية للإرهاب"، إذ قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي "يجب عزل روسيا على جميع المستويات ومحاسبتها من أجل إنهاء سياستها طويلة الأمد للإرهاب في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم".

وقالت الصحيفة، إن "الضربات تعد جزءًا من إستراتيجية روسية لاستهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا لضرب الطاقة والإمدادات الأخرى مع حلول فصل الشتاء، وهو تكتيك يقول المحللون إنه يهدف إلى تآكل مرونة الأوكرانيين في الوقت الذي يحاول فيه الكرملين استعادة زمام المبادرة في ساحة المعركة".

وأضافت أن "كثافة الضربات في الأسابيع الأخيرة قد أضرت بمخزونات الصواريخ الروسية، إذ يقول المحللون إن موسكو تستهلك المعدات والذخيرة والأسلحة بمعدلات أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية ومدة استمرار حربها ضد أوكرانيا".

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الولايات المتحدة عمدت إلى دعم الدفاعات الجوية الأوكرانية، إذ أرسلت شحنة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة 400 مليون دولار، وذلك بهدف إحباط موجات من الصواريخ الروسية التي تقصف البنية التحتية لأوكرانيا.

وأوضحت الصحيفة، أن دفعة المساعدات الأخيرة من المعدات العسكرية تشمل ذخيرة للدفاعات الجوية والمدفعية بعيدة المدى، و150 رشاشًا ثقيلًا مدعومًا بنظام حراري خاص للمساعدة في إسقاط الطائرات دون طيار ذاتية التدمير، بالإضافة إلى ذخيرة لنظام دفاع جوي يُعرف باسم نظام "ناسامز".

وقالت إنه يمكن لنظام "ناسامز" إسقاط الطائرات المسيرة والمروحيات والطائرات النفاثة وصواريخ الكروز.

وأشارت إلى أنه تم نشر نظامين، إلى جانب أطقم أوكرانية دربتها النرويج، في القتال في وقت سابق من الشهر الجاري.

كما تشمل حزمة المساعدات الأمريكية، والتي ترفع القيمة الإجمالية للأسلحة والمعدات التي تم إرسالها إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي إلى أكثر من 19 مليار دولار، ذخيرة لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس).

بالإضافة إلى ذلك، تتضمن حزمة الأسلحة الأمريكية، وفقًا لـ"نيويورك تايمز"، 200 طلقة مدفعية دقيقة التوجيه عيار 155 ملم، وأكثر من 200 مولد كهربائي، وأكثر من 250 مركبة، و10 آلاف قذيفة هاون عيار 120 ملم، و20 مليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة.

أكراد سوريا يستغيثون

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن جيبًا مدعومًا من الولايات المتحدة في شمال شرق البلاد يستعد لهجوم بري جديد من قبل القوات التركية، إذ دعا القائد الأعلى للمنطقة واشنطن لبذل المزيد لمنع التوغل التركي المرتقب.

وشنت تركيا ضربات جوية بطائرات مسيرة وأخرى بالمدفعية على بلدات ومدن شمال شرق سوريا لليوم الرابع، حيث قتل نحو 18 مدنيًّا و3 جنود، بحسب "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من واشنطن في المنطقة.

وقالت الصحيفة، إن الهجمات التركية الأخيرة قد تسببت في موجات من الخوف في منطقة ليست غريبة على تهديدات جارتها.

وأشارت إلى أن أنقرة قاتلت المسلحين الأكراد في الداخل منذ عقود، كما إنها تنظر إلى "قسد" على أنها تهديد لأمنها القومي.

وكانت آخر مرة غزت فيها القوات التركية الجيب السوري في عام 2019، بعدما حصل الرئيس رجب طيب أردوغان، على الضوء الأخضر من نظيره الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب.

أخبار ذات صلة
البنتاغون: الضربات التركية في سوريا تهدد سلامة الجنود الأمريكيين
أصبحت الولايات المتحدة في مأزق صعب للغاية يجعلها تفكر في كيفية الموازنة بين مواصلة دعم الفصيل الكردي، وعدم المجازفة بخسارة تركيا كحليف.
واشنطن بوست

ويهدد أردوغان بتكرار الهجوم مجددًا، بزعم أنه انتقام لهجوم وقع وسط إسطنبول منتصف الشهر الجاري أسفر عن مقتل 6 أشخاص.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، حث الجنرال مظلوم كوباني عبدي، قائد "قسد" وأقوى حليف لواشنطن في سوريا، الحلفاء الغربيين على معارضة المزيد من الهجمات التركية بقوة، بحجة أن الضغط الغربي يمكن أن يمنع عملية برية.

وقال عبدي "لا يخفى على أحد أن أردوغان يهدد بشن العملية البرية منذ أشهر، لكنه يصر على تنفيذها الآن. هذه الحرب، إذا حدثت، لن تفيد أحدًا. سيؤثر ذلك على العديد من الأرواح، وستكون هناك موجات نزوح هائلة وأزمة إنسانية".

وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه بعد أن أعلنت "قسد" أنها ستتوقف مؤقتًا عن عملياتها ضد تنظيم "داعش" للتركيز على محاربة الهجوم التركي، أصبحت الولايات المتحدة في مأزق صعب للغاية يجعلها تفكر في كيفية الموازنة بين مواصلة دعم الفصيل الكردي، وعدم المجازفة بخسارة تركيا كحليف.

ونقلت الصحيفة، عن محللين قولهم إن الحرب في أوكرانيا قد زادت الأمور تعقيدًا، إذ تتطلع واشنطن إلى أنقرة للحصول على دعمها في انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعزل روسيا اقتصاديًّا، وتعزيز اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية لدعم الإمدادات الغذائية في العالم.

وقال خبير في الشأن التركي للصحيفة إن أوكرانيا تمثل الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الحفاظ على إبقاء العلاقات مع أنقرة أصبح موضع نقاش، خاصة بعد أن أصبحت العلاقات بين البلدين الحليفين في "الناتو" مشحونة بشكل متزايد بمرور الوقت.

وذكرت الصحيفة في تحليل إخباري لها "ينظر المحللون إلى التهديد التركي الأخير تجاه الأكراد على أنه جزء من سياسات عام الانتخابات، حيث يواجه أردوغان حملة إعادة انتخاب صعبة محتملة أوائل العام المقبل ويأمل في حشد الناخبين ذوي العقلية القومية".

وتابعت "الخوف من تضاؤل ​​اهتمام واشنطن بشمال شرق سوريا جعل قوات سوريا الديمقراطية تعتمد بشكل متزايد على الحكومة السورية وحليفتها روسيا في الحماية ضد تركيا."

برلين تسعى لتبنّي موقف أكثر تشددًا تجاه بكين وانتهاكاتها الجسيمة المزعومة بشأن حقوق الإنسان، ضمن إستراتيجية جديدة تعتزم وزارة الخارجية الألمانية تطبيقها.
بوليتيكو

إستراتيجية ألمانيا مع الصين

ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن برلين تسعى لتبني موقف "أكثر تشددًا" تجاه بكين و"انتهاكاتها الجسيمة المزعومة بشأن حقوق الإنسان"، وذلك ضمن إستراتيجية جديدة تعتزم وزارة الخارجية الألمانية تطبيقها خلال الفترة المقبلة.

وقالت الصحيفة، إن مسودة الإستراتيجية – التي حصلت على نسخة منها – تهدف إلى مزيد من التدقيق في تعامل ألمانيا مع الصين، إذ تريد الخارجية الألمانية اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين ودفع الشركات لتقليل اعتمادها على الدولة الآسيوية، مع تعزيز جهود الاتحاد الأوروبي للتفاوض على اتفاقية استثمار مع تايوان.

وتساءلت الصحيفة الأمريكية "ما إذا كان موقف الوزارة الألمانية سيحدِث أي فرق في نهاية المطاف في سياسة الصين الراسخة لدى برلين؟. وأوضحت أنه لطالما كانت ألمانيا في طليعة الدفع بسياسة الاتحاد الأوروبي الحذرة تجاه الصين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الشركات المصنعة لها لديها استثمارات كبيرة هناك.

ووفقًا لتقرير "بوليتيكو"، تحذر المسودة الألمانية المقرر اعتمادها أوائل العام المقبل، من أن القيادة الصينية "مستعدة وقادرة" على توظيف سوقها "كوسيلة ضغط" لانتزاع تنازلات من دول أخرى. وتنتقد المسودة "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" في منطقتي التبت وشينجيانغ المتمتعتين بالحكم الذاتي في الصين، واللتين تضمان أقلية الأويغور المسلمة.

وأوضحت الصحيفة أن المسودة – المكونة من 61 صفحة - تمت صياغتها من قبل وزارة الخارجية، مشيرة إلى أنه لا يزال يتعين اعتمادها رسميًّا بعد المشاورات مع الوزارات الأخرى والمستشارية؛ ما يعني أنه لا يزال من الممكن حدوث تغييرات.

وجاء في المسودة الألمانية "نهدف إلى استخدام الأدوات القائمة على السوق لتغيير هيكل الحوافز من أجل التنويع للشركات الألمانية بحيث يصبح تقليل الاعتماد على الصادرات أكثر جاذبية." وأضافت "بالنسبة للشركات التي تتعامل أكثر مع بكين، فهي ملزمة بتحديد وتلخيص التطورات والأرقام المتعلقة بالصين ذات الصلة بموجب متطلبات الكشف الخاصة بها."

وبحسب ما نقلته "بوليتيكو"، تابعت المسودة "سوف نفحص ما إذا كان يتعين على الشركات المتضررة إجراء اختبارات ضغط منتظمة من أجل تحديد المخاطر الخاصة بالصين في مرحلة مبكرة والقدرة على اتخاذ إجراءات علاجية".

وفقًا لنص المسودة، ستدرس ألمانيا أيضًا إمكانية إنشاء أساس قانوني يسمح للحكومة، أو الاتحاد الأوروبي، بفحص الاستثمارات الأجنبية "الحساسة للأمن" من قبل الشركات الألمانية أو الأوروبية في الصين، "وهو إجراء يمكن أن يمنع الشركات من نقل البنية التحتية الحيوية لبكين، وبالتالي زيادة التبعيات".

وتدعو المسودة إلى "تعزيز" العلاقات مع تايوان، قائلة "نحن نؤيد دعوة البرلمان الأوروبي بشأن اتخاذ إجراءات سريعة وواسعة النطاق، وتقييم الأثر لاتفاقية استثمار ثنائية مع تايوان." ورأت الصحيفة الأمريكية أن التحرك نحو صفقة استثمارية كهذه سيثير عداء الصين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com