كيف يؤثر "نازحو الزلزال" في انتخابات الرئاسة التركية؟

كيف يؤثر "نازحو الزلزال" في انتخابات الرئاسة التركية؟

اعتبر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن أصوات الناخبين المنحدرين من المناطق التي ضربها زلزال 6 فبراير المدمر في تركيا ربما تكون حاسمة في اختيار الرئيس المقبل للبلاد.

وذكرت الصحيفة أن "الانتخابات الأهم في تركيا منذ جيل تأتي بعد أسوأ كارثة تشهدها البلاد منذ قرن: الزلازل التي قتلت أكثر من 56000 شخص على امتداد 200 ميل من تركيا وسوريا؛ مما أدى إلى واحدة من أكثر الانتخابات غرابة في الآونة الأخيرة".

ولفتت إلى أن الكارثة "أفرغت مدنًا بأكملها من السكان في تركيا، وتشتت ملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، حيث وجدوا مأوى في حاويات الشحن والخيام المؤقتة والفنادق ومنازل الأقارب.. والآن، سيحاول مئات الآلاف من الأشخاص العثور على طريقة للعودة إلى منطقة الزلزال للإدلاء بأصواتهم، وقد تكون الصدمات الجماعية والاضطراب الناجم عن الكارثة حاسمة في الانتخابات".

أخبار ذات صلة
انتخابات الرئاسة في تركيا.. استفتاء حول حكم أردوغان

وأشار التقرير إلى أن الموعد النهائي لنقل الأتراك لمقراتهم الانتخابية انتهى في مارس الماضي، دون علم المواطنين من منطقة الزلزال الذين ما زالوا يبحثون عن أحبائهم المفقودين تحت الأنقاض ويسارعون لإيجاد مأوى.

وقد تجاهلت الحكومة التركية دعوات من أحزاب المعارضة لإنشاء مراكز اقتراع نائية لضحايا الزلزال.

وقالت الصحيفة إن من بين تسعة ملايين ناخب يعيشون في منطقة الزلزال، نقل 133 ألفًا فقط تسجيل ناخبيهم إلى مقاطعة أخرى، وفقًا للمجلس الأعلى للانتخابات في تركيا.

وتقدر نسبة الناخبين المسجلين في تركيا في مناطق الزلزال بنحو 14 % من إجمالي الناخبين.

وفي محاولة لاستغلال الثقل الانتخابي لأهالي المناطق المنكوبة، تسعى بلدات تسيطر عليها المعارضة التركية لتسهيل عملية الاقتراع على النازحين لمحاولة ترجيح كفة مرشحيها على حساب الحزب الحاكم ورئيسه أردوغان.

وبحسب الصحيفة، تعد مرسين، المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون شخص وتقع على ساحل البحر المتوسط، في قلب أزمة النزوح في البلاد؛ إذ تدفق أكثر من 600 ألف شخص إلى المدينة في الأيام التي تلت زلزال 6 فبراير، وفقًا لمسؤولين محليين. وما يقرب من 400 ألف لا يزالون في المدينة.

وحاليا، تستعد سلطات المدينة، التي يسيطر عليها حزب المعارضة الرئيسي في تركيا (الشعب الجمهوري)، لإرسال حافلات لمساعدة الضحايا على التصويت في مسقط رأسهم. لكن مسؤولي المدينة يقولون إنهم لا يملكون القدرة على إعادة الجميع.

وقال فهاب سيسر، عمدة المدينة: "لن يتمكن العديد من ضحايا الزلزال من التصويت لأنهم إما لن تكون لديهم الوسائل للعودة إلى مقاطعتهم، أو لن يكون لديهم الشجاعة للعودة إلى مسقط رأسهم المدمر.. لن يكونوا مستعدين نفسيا".

وتشير وول ستريت جورنال إلى أن الزلزال تسبب في انخفاض مبدئي في أرقام استطلاعات الرأي الخاصة بالرئيس رجب طيب أردوغان، لكن، ضاق الفارق بينه وبين مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو البالغ من العمر 74 عامًا في الأسابيع الأخيرة.

وأظهر استطلاع حديث أجرته شركة MetroPOLL للاستطلاعات، أن حكم الجمهور على الاستجابة للزلزال تراجع إلى حد كبير على أساس حزبي، حيث قال المؤيدون الحاليون للحزب الحاكم إن أردوغان لا يزال الرجل المناسب للمساعدة في إعادة بناء منطقة الزلزال.

 وما زالت خطابات أردوغان تلقى رواجا وسط مؤيديه التقليديين، حيث قال مؤخرًا: "على الرغم من أننا لا نستطيع إعادة الأشخاص الذين فقدناهم، فإننا مصممون على تسليم منازل جديدة لإخوتنا وأخواتنا ضحايا الزلزال في أسرع وقت ممكن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com