صحيفة: بوتين ما زال مقتنعا بأن لروسيا حقا تاريخيا في أوكرانيا

وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ما يقوله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "الحق التاريخي" لبلاده في أوكرانيا بأنها "ذرائع قد تكون مغلوطة في كثير من الأحيان".

وأضافت الصحيفة أن المقابلة التي أجراها بوتين مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون، قبل بضعة أيام، كانت غامضة للكثيرين، إذ كان بوتين يشرح وجهات نظره الراسخة حول الماضي التاريخي، التي تختلف فيها تفسيرات المؤرخين بشكل واسع، ما دفعه إلى إثارة الصراع الدامي في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2008، أثناء جلوس بوتين مع الرئيس الأمريكي آنذاك، قال: "ألا تعلم أن أوكرانيا ليست دولة حقيقية حتى؟"، وهو ما أكده مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ما يُظهر هوس بوتين بتاريخ أوكرانيا والشعوب السلافية، بحسب الصحيفة.

ولفتت إلى أن تلك القناعة دفعت بوتين إلى غزو أوكرانيا عام 2014 وضم شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى الحرب الواسعة التي شنتها موسكو في عام 2022.

وتقول الصحيفة أن وجهات نظر بوتين التاريخية ليست فريدة بالنسبة له، وإن لها جذورًا عميقة في السرد التاريخي للإمبراطورية الروسية قبل الثورة الروسية عام 1917؛ إذ كان من غير القانوني ذكر اسم أوكرانيا وطباعة الكتب والصحف باللغة الأوكرانية في روسيا في تلك الفترة، وكان الأوكرانيون يُطلق عليهم رسميًا اسم "الروس الصغار".

ووفقًا لمسؤولي المخابرات الغربية، قضى الرئيس الروسي وقتا كثيرا خلال كوفيد-19 في دراسة النصوص التاريخية، وكانت النتيجة أطروحة بعنوان "حول الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين"، نُشرت في تموز/ يوليو 2021، وقُرئت على كل أفراد القوات المسلحة الروسية قبل الغزو، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

وختمت الصحيفة بالقول إن الدولة التي يصفها بوتين، باستمرار، بأنها "مصطنعة"، تقاوم محاولات موسكو لإنهاء استقلالها منذ ما يقرب من عامين، فقد استعادت نصف الأراضي التي كانت تحت السيطرة الروسية في البداية.