الرئيسان الصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيسان الصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرونأ ف ب

نيويورك تايمز: الصين تغتنم الفرص لتحرير أوروبا من الهيمنة الأمريكية

يزور الرئيس الصيني ثلاث دول أوربية في خطوة استراتيجية تهدف إلى اغتنام الفرص لتخفيف روابط القارة العجوز مع الولايات المتحدة، وتشكيل عالم متحرر من الهيمنة الأمريكية.

وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن زيارة الرئيس شي جين بينغ، هي الأولى منذ 5 سنوات، حيث سيزور فرنسا وصربيا والمجر، مشيرة إلى أن هذه الدول تنظر بارتياب إلى النظام الأمريكي، فيما ترى الصين ثقلا موازنًا ضروريًّا، وتتوق إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية معها.

وجاءت الزيارة، في وقت يتسم بالتوترات مع معظم أوروبا، بشأن احتضان الصين "غير المحدود" لروسيا على الرغم من الحرب في أوكرانيا، وحالة المراقبة التي تمارسها بكين وأنشطتها التجسسية الواضحة التي أدت إلى اعتقال أربعة أشخاص في ألمانيا مؤخرا.

لكن شي جين بينغ، الذي وصل إلى فرنسا الأحد، يُريد إظهار نفوذ الصين المتزايد في القارة، فيما يسعى إلى تحقيق تقارب عملي.

وبالنسبة لأوروبا، ستختبر الزيارة توازنها الدقيق بين الصين والولايات المتحدة، حيث إن المبدأ الرسمي للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 عضوًا يُحدد الصين باعتبارها شريكا للتعاون، ومنافسا اقتصاديا، ومنافسا نظاميا".

وقالت الصحيفة: "إذا كان هذا يبدو متناقضًا لفظيًّا؛ فذلك لأن القارة ممزقة بين كيفية تحقيق التوازن بين الفرص الاقتصادية في الصين ومخاطر الأمن القومي، ومخاطر الأمن السيبراني، والمخاطر الاقتصادية لمختلف الصناعات".

وأضافت تقول: "واشنطن، بلا شك، ستنظر للزيارة على أنها جهد مدروس من جانب الرئيس شي لتقسيم الحلفاء الغربيين".

وقال الرئيس شي في بيان صدر بعد وقت قصير من وصوله إلى باريس، إن "العلاقات الصينية الفرنسية أسست نموذجًا للمجتمع الدولي للتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن "الرئيسين الفرنسي والصيني تجمع بينهما كيمياء تكمن أساسًا في وجهة نظر مفادها أن نظام ما بعد الحرب يحتضر ويجب استبداله ببنية جديدة تأخذ في الاعتبار تحول السلطة".

وعلى الرغم من أن شي يكاد يكون هو الزعيم الأكثر قمعاً واستبداداً في تاريخ الصين الحديث، وتكثيف التهديدات العسكرية الصينية لتايوان، إلا أن ذلك لم يتسبب بالتفريق بين الرجلين.

أخبار ذات صلة
الرئيس الصيني: بكين وباريس تبحثان عن حل للحرب الأوكرانية

ولفتت الصحيفة إلى أن "شي سينتقل من فرنسا إلى الحضن الدافئ في صربيا، حيث تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدولة، ومن ثم إلى المجر التي دعم رئيس وزرائها فيكتور أوربان، استثمارات صينية هائلة، واستخدم مكانة بلاده، كعضو في الاتحاد الأوروبي، لتخفيف الانتقادات الموجهة لبكين".

وعلى الرغم من كل الاختلافات الجوهرية في الحكم بين دولة الحزب الواحد في الصين والديمقراطية الليبرالية الغربية، يبدو أن زعماء الدول الأوروبية الثلاث يتبنون وجهة النظر الصينية التي عبر عنها وزير الخارجية الصيني.

وقال وزير الخارجية الصيني: "طالما أن الصين وأوروبا متعاونتان، فلن تحدث مواجهة بين الكتل، ولن ينهار العالم، ولن تندلع حرب باردة جديدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com