الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رويترز

إندبندنت: خطة ترامب حيال أوكرانيا "مزيج خطير من الانعزالية والاسترضاء"

انتقدت صحيفة "الإندبندنت" نهج الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في التعامل مع الحرب في أوكرانيا، ووصفته بأنه "مزيج خطير من الاسترضاء والانعزالية"، وأنه يُضعف التزام أمريكا بالأمن العالمي.

وقالت الصحيفة البريطانية: "يبدو المستقبل قاتمًا، سواء بالنسبة لأوكرانيا أو بالنسبة للنضال الأوسع من أجل الحرية.. وإذا تولى ترامب قيادة أمريكا، فسوف تتجه البلاد نحو الانعزالية وسياسات الحماية، كما ستميل السياسة الخارجية الأمريكية بشدة نحو استرضاء روسيا، وربما الصين".

وأشارت إلى عدم اهتمام ترامب الواضح بدعم المقاومة الأوكرانية في الحرب ضد روسيا، وعدم اكتراثه بتداعيات الحرب في أوكرانيا على استقرار أوروبا وأمنها.

ولفت المقال إلى لامبالاة ترامب تجاه محنة أوكرانيا، واعتباره الحرب إهدارًا للمال وقضية خاسرة، لا يشعر تجاهها إلا بقليل من التعاطف.

وناقشت الصحيفة ادعاءات ترامب بأنه قادر على تأمين السلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 14 ساعة فقط، وأن الحرب لم تكن لتقع لو بقي في منصبه.

وقالت إن "السلام الذي يتصوره ترامب ينطوي على تنازلات كبيرة لروسيا، أهمها التنازل عن شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم للسيطرة الروسية، ما يضفي الشرعية الفعلية على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وإنشاء "جمهوريات" انفصالية في شرق أوكرانيا".

أخبار ذات صلة
خطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا

خطة السلام

وبموجب خطة السلام التي اقترحها ترامب، لن يكون هناك أي مبرر لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وسيكون استرضاء روسيا على حساب المصالح الأوروبية، على غرار ما حدث في الماضي عندما نجح ستالين في إقناع الحلفاء بالسماح له باحتلال أوروبا الشرقية، وفق ما يراه المقال.

في موازاة ذلك، فإن استعداد ترامب للاستجابة لمصالح روسيا من شأنه أن يقوّض أمن أوروبا واستقرارها، ويتركها عرضة للنفوذ الروسي، وفق الصحيفة.

وتحذّر "الإندبندنت" من "مخاطر الثقة بالديكتاتوريين، أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، منتقدة اعتقاد ترامب بأنه قادر على صنع السلام بالتفاوض مع مثل هذه الشخصيات.

وقالت إن "موقف ترامب هذا ساذج، ويتجاهل طموحات بوتين التوسعية".

ولفتت إلى عواقب أوسع لسياسة ترامب الخارجية؛ إذ إن أمريكا تحت قيادته ستتراجع نحو الانعزالية، وتعطي الأولوية لتدابير الحماية؛ ما سيقوض دور الزعامة التقليدي الذي تلعبه أمريكا في العالم، وبالتالي تآكل حلف الناتو.

وتطرق مقال "الإندبندنت" إلى فشل محاولات شخصيات، مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، في إقناع ترامب بالمخاطر التي تشكلها تصرفات بوتين، وأهمية الدفاع عن سيادة أوكرانيا.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتينAP

استرضاء بوتين

وفي حين يرى كل من كاميرون وحلف الناتو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خطة ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا ترقى إلى مستوى الاسترضاء لبوتين، وتشبه الأخطاء التاريخية التي ارتكبت في ثلاثينات القرن الماضي، لا سيما الفشل في الوقوف بوجه الطغاة، ينظر ترامب إلى خطته باعتبارها صفقة عملية تشبه الصفقات التجارية التي يبرمها في سوق العقارات في نيويورك، وفق الصحيفة.

وقالت إنه رغم الجهود المبذولة لتأطير الصراع باعتباره معركة من أجل الديمقراطية والحرية، فإن ترامب وأنصاره ما زالوا غير مقتنعين بالحاجة إلى مواجهة أجندة بوتين التوسعية.

علاوة على ذلك، يحذّر المقال من تداعيات ستنجم عن إهمال ترامب لأوروبا، مستشهدًا بتقاعس الكونغرس فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية لأوكرانيا كدليل على تراجع الالتزام الأمريكي بأمن المنطقة.

ويرى أن رغبة ترامب في إعطاء الأولوية للصفقات الثنائية على التحالفات المتعددة الأطراف، يمكن أن تزيد من إضعاف مكانة أمريكا في العالم، وتشجع الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا والصين.

وفي الختام، يرسم المقال صورة قاتمة للنهج الذي يقترحه ترامب في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، ويصوره على أنه طريق نحو الاسترضاء والانعزالية وتآكل القيم الديمقراطية، داعيًا إلى تجديد الالتزام بالدفاع عن سيادة أوكرانيا.

وأكدت الصحيفة في مقالها أهمية الحفاظ على تحالف قوي عبر الأطلسي؛ لمواجهة التهديدات التي تشكلها الأنظمة الاستبدادية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com