الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري.. أصل أشهر شعارين سياسيين
غيتي

الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري.. أصل أشهر شعارين سياسيين

في موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية، يتسيد المشهد شعاران باتا معروفين على نحو واسع في دول العالم، وهما صورتا الحمار والفيل، اللتان تمثلان شعاري الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مثلما يُستخدم اللونان الأزرق والأحمر للتعبير عن الثقل الانتخابي لكل منهما في الولايات الأمريكية.

وربما يشعر كثيرون، لا سيما العرب، بالغرابة من استخدام الحمار شعارا للديمقراطيين، وأقل من ذلك اتخاذ غرمائهم الجمهوريين شعار الفيل؛ فالحمار يمثّل صورة نمطية تقترب من تقليل الشأن أو حتى حد استخدام اللقب لتوجيه الإساءة والذم.

الحمار الديمقراطي

شعار الديمقراطيين
شعار الديمقراطيينمتداولة

لمعرفة كيف اختار الحزبان الأمريكيان، اللذان يهيمنان على الحياة السياسية في الولايات المتحدة منذ بدء الانتخابات الرئاسية، هذين الشعارين، نعود إلى العام 1828؛ ففي هذا العام ترشح طامح من الحزب الديمقراطي يدعى أندرو جاكسون لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، واتخذ "لنترك الشعب يحكم" شعارا لحملته الانتخابية، ما عرّضه لسخرية منافسه الجمهوري آنذاك متهما إياه بأنه شعبوي رخيص، فما كان من جاكسون سوى وضع صورة حمار رمادي اللون وتحته شعار حملته، ووضعها على ظهره وأخذ يتجول بين الناس في المدن والقرى المجاورة؛ ليبين لهم بأنه قريب منهم ومن همّ الشعب.

ولكن اتخاذ الحزب الديمقراطي لحمار جاكسون شعارا تطلب مرور 42 عاما؛ إذ في عام 1870 أقدم رسام كاريكاتور يدعى توماس ناست على رسم كاريكاتير يعبّر عن الصراع المحموم على الرئاسة بين الديمقراطيين والجمهوريين، فرسم حمارا أسود عنيدا للتعبير عن الديمقراطيين، وهو يصارع فيلا ضخما يمثّل الجمهوريين.

كاريكاتور توماس ناست
كاريكاتور توماس ناستمتداولة

هذا الرسم استقبله الديمقراطيون بالترحيب وتبنوا الحمار شعارا لهم، يذكرهم بجاكسون الذي حمل حماره قبل أكثر من 40 عاما على ظهره، بل وصل الأمر حد تنظيم الديمقراطيين فعاليات ومسابقات لمعرفة أفضل من يرسم بورتريه لحمار الديمقراطيين، مثلما انتشرت صورة الحمار الديمقراطي على النظارات وعلّاقات المفاتيح والقمصان والأقداح.

الفيل الجمهوري

شعار الجمهوريين
شعار الجمهوريينمتداولة

أما قصة الفيل الجمهوري فبدأت عام 1860 عندما كانت الولايات المتحدة منقسمة بين الشمال والجنوب، فقرر أبراهام لينكلن الترشح للانتخابات الرئاسية أملا في توحيد البلاد المنقسمة؛ بسبب ملف "العبيد" ومطالبات تحريرهم.

وفي هذه الانتخابات ظهر الفيل شعارًا للجمهوري لينكولن لدعمه وتشجيعه، لكن لم يتم اعتماده رمزا للجمهوريين على نحو واسع قبل عام 1870، وهو العام الذي رسم فيه رسام الكاريكاتور الشهير آنذاك توماس ناست كاريكاتور يعبّر فيه عن سخطه على الجمهوريين، يظهر به فيل ضخم جامح يكسر كل ما حوله، وكتب عليه "الصوت الجمهوري".

كاريكاتور توماس ناست
كاريكاتور توماس ناستغيتي

ورغم أن الرسم كان انتقادا، إلا أنه لاقى إعجاب الجمهوريين، ليعتمدوا الفيل الضخم شعارا للحزب حتى يومنا هذا.

الأزرق والأحمر

غيتي

أما عن قصة اللون، وكيف أصبح الأزرق يعبّر عن الثقل الانتخابي للديمقراطيين، والأحمر للغريم الجمهوري، فهي أقل تعقيدا وتعود لبداية الستينات.

قبل ذلك التاريخ، لم يكن هناك تلفزيونات ملونة، وكان يتم عرض صور توضيحية لنسب الأصوات التي حصل عليها كل من الجمهوريين والديمقراطيين عبر استخدام تظليل الولايات بنسب مختلفة من الدرجات، ما كان يُحدث لبسًا لدى المشاهد، بحسب ما أوردته فوكس نيوز.

لكن بعد دخول وانتشار التلفزيونات الملونة، عمدت شبكة  "سي.بي.سي" إلى استخدام طريقة جديدة لعرض النتائج الانتخابية، عبر تظليل الولايات التي يفوز فيها الجمهوريون  باللون الأحمر، والأزرق للديمقراطيين.

هذه الطريقة لاقت ترحيبا واسعا من المشاهدين، أجبر الشبكات الإخبارية الأخرى على اتباعها، ليصبح هذان اللونان يعبران رسميًا عن الحزبين؛ لذلك نسمع عن الولايات ذات الثقل الانتخابي الجمهوري مسمى "ولاية حمراء"، ويُطلق مسمى "ولاية زرقاء" على تلك التي تحظى بثقل انتخابي ديمقراطي، كولاية واشنطن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com