تقرير: إسرائيل "تقترب" من "دولة التوراة" بعد الانتخابات الأخيرة

تقرير: إسرائيل "تقترب" من "دولة التوراة" بعد الانتخابات الأخيرة

توقع تقرير عبري أن تصبح إسرائيل "دولة دينية"، بعد الانتخابات الأخيرة والتي أدت إلى صعود ثلاثة أحزاب دينية.

جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "هآرتس" العبرية، التي نقلت في تقريرها عن حاخامات قولهم إن "إسرائيل بدأت تقترب أكثر من دولة التوراة".

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة إسرائيل القادمة ستكون "إلى حد بعيد الأكثر تدينًا في تاريخ البلاد"، لافتة إلى أنه من بين الأحزاب الأربعة المتوقع تشكيلها في الائتلاف المقبل، هناك ثلاثة أحزاب دينية.

وأوضحت أن "اثنين منهم، وهما يهدوت هتوراة وناخبوه في الغالب أشكنازي، وشاس الذي أغلب ناخبيه من السفارديم، هما حزبان أرثوذكسيان متشددان يمنعان النساء من دخول قوائمهما البرلمانية".

ولفتت إلى أن الحزب الثالث هو "الصهيونية الدينية" الناتج عن اندماج ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة تضم قادتها تلميذًا للحاخام اليهودي المتعصب الراحل مئير كهانا، وهو على الجانب المحافظ من الطيف الديني، ويميل إلى الأرثوذكسية المتطرفة.

وتشكل هذه الأحزاب الثلاثة مجتمعة أكثر من نصف المقاعد في الائتلاف الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، والذي من المتوقع أن يتولى السلطة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

أضف إلى ذلك سبعة نواب من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، وفقًا للتقرير العبري، الذي أوضح أن "40 من بين 65 عضوًا متوقعًا في الائتلاف الإسرائيلي القادم سيكونون من اليهود الأرثوذكس، بنسبة 61٪، وهي أعلى بكثير من حصتهم البالغة 17٪ من عموم السكان".

وبين أن "ما يقرب من ثلثي هذه الطائفة الأرثوذكسية هم من الحريديم".

دولة ثيوقراطية

وقال تقرير الصحيفة: "لهذا السبب، استيقظ الإسرائيليون صباح الأربعاء، متسائلين عما إذا كانت بلادهم على وشك أن تصبح ثيوقراطية".

وذكر الحاخام أوري ريغيف، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة الحدوش، وهي حركة تروج للحرية الدينية في إسرائيل: "لا أرى إسرائيل تصبح دولة توراة كاملة.. لكننا سنقترب أكثر بكثير مما كنا عليه من قبل".

ويوافقه الرأي تاني فرانك، مدير مركز اليهودية وسياسة الدولة في معهد شالوم هارتمان في القدس، بقوله: "سنرى بالتأكيد الأحزاب الحريديم تدفع في هذا الاتجاه.. لكن هذا لن يحدث دفعة واحدة، لأنهم أذكياء بما يكفي لمعرفة أنه سيكون هناك رد فعل عنيف كبير".

واعتبرت "هآرتس" أنه لم يكن هناك أبدًا فصل بين الدين والدولة في إسرائيل، مشيرة إلى أن قضايا الزواج والطلاق، على سبيل المثال، تقع ضمن اختصاص السلطات الدينية.

وأوضحت أنه "مع استثناءات نادرة، لا تعمل وسائل النقل العام يوم السبت، ويتم إغلاق معظم شركات البيع بالتجزئة في ذلك اليوم".

وذكرت أنه "نظرًا لأن اليهودية الأرثوذكسية فقط معترف بها في إسرائيل، فإن حركات الإصلاح والمحافظة ليست مؤهلة للحصول على تمويل من وزارة الخدمات الدينية".

الحرية الدينية

وأشار التقرير العبري إلى أنه "مهما كان التقدم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة في تعزيز الحرية الدينية والتعددية، فقد تم تفويضه من قبل المحاكم في معظمه".

وتابع: "الخوف الأكبر هو أن الأحزاب الدينية في ائتلاف نتنياهو الجديد ستحاول إضعاف القضاء من خلال "بند تجاوز" من شأنه أن يسمح للكنيست بإلغاء قرارات قضائية كهذه".

ورأى أنه "يمكن أن يؤدي هذا إلى إلغاء الكثير من التقدم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة في تعزيز الحرية الدينية في إسرائيل".

"وبالإضافة إلى الضغط من أجل بند التجاوز، من المتوقع أن تشرع الحكومة الجديدة على الفور بإلغاء الإصلاحات الدينية التي أقرتها الحكومة المنتهية ولايتها - وأبرزها إصلاح شامل لنظام إصدار شهادات الكشروت، الذي أثار معارضة شرسة من الحاخامية".

وقالت الصحيفة: "لو أوفت الحكومة المنتهية ولايتها بوعدها بإحياء صفقة حائط المبكى (البراق)، والتي كانت تهدف إلى تسهيل الصلاة على قدم المساواة في الموقع اليهودي المقدس، لكان من المحتمل أن يكون هذا الائتلاف الجديد قد جعل إلغاءها أولوية قصوى".

وأضافت: "لكن نظرًا لعدم إحراز أي تقدم في إحياء الصفقة على مدار الـ 16 شهرًا الماضية، فليس هناك ما يمكن التراجع عنه في هذه القضية على الأقل".

ونقلت "هآرتس" عن أوري كيدار، المدير التنفيذي لـ"إسرائيل هوفشيت"، وهي منظمة غير ربحية نشطة في تعزيز الحرية الدينية والتعددية اليهودية: "دعنا نقول فقط إن هذه الحكومة الجديدة تمثل المسمار الأخير في اتفاق حائط المبكى (البراق)".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com