الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أ ف ب

محلل روسي لـ"إرم نيوز": لا سلام في أوكرانيا إلا بشروط بوتين

‏أثار فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية 2024، بنسبة عالية تخطّت الـ 80%، تساؤلات عدة تتعلق بالمسار الروسي في المستقبل وعلاقات موسكو مع الدول الغربية، وما إذا كانت الصورة السياسية ستشهد أيّ تغيّرات على الصعد المختلفة، سواء داخل روسيا وخارجها.

‏في ذلك السياق، رأى الكاتب والمحلّل السياسي الروسي المخضرم أندريه أونتيكوف، في اتصال مع "إرم نيوز"، أنّ نتائج الانتخابات الروسية أظهرت أنّ للرئيس فلاديمير بوتين شعبية كبيرة، إذ إنّ أكثر من نصف السكّان الذين يحقّ لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، عبّروا عن إرادتهم في عودة الرئيس بوتين إلى سدّة الرئاسة حتّى العام 2030".

وأشار إلى أنّ الانتخابات "تعنّي أنّ فلاديمير بوتين يمتلك كل الأوراق التي تخوّله الاستمرار بما كان يقوم به، على المستويين الداخلي والخارجي".

الكاتب والمحلّل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف
الكاتب والمحلّل السياسي الروسي أندريه أونتيكوفإرم نيوز

‏ولدى سؤاله عن مسار الحرب في أوكرنيا، ردّ أونتيكوف بالقول إنّ تلك الحرب مستمرة، إذ إنّ الجميع يقول ذلك، وفي الوقت نفسه يرى كثيرون أنّ تلك الحرب يجب أن تتوقف، ولكن بشروط روسيا ووفق المصالح الروسية".

واعتبر أنّ الروس يعرفون أنّ هناك ضغوطًا كبيرة من قبل الغرب على موسكو، إلّا أنّ الانتخابات أثبتت أنّ روسيا قادرة على الاستمرار بما تقوم به، وأنّ الاقتصاد الروسي قادر على الصمود في وجه كل المحاولات لتركيعه".

‏وأضاف المحلل السياسي الروسي في حديثه لـ "إرم نيوز"، أنّ "كلّ الأمور ستحسمها التطورات الميدانية، وأنّ مسار الحرب رهن التطورات القتالية، إذ لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هناك تقدمًا أحرزته القوات الروسية في أوكرانيا، وقد حقّقت القوات الروسية إنجازًا جديدًا ومهمًّا حتّى قبل انطلاق الانتخابات الروسية، لا سيّما في المناطق الإستراتيجية التي تعتبر خطّ قتالٍ متقدمًا في منطقة المعارك، فيما على الجهة المقابلة تعلم روسيا أنّ هناك خلافًا اليوم في صفوف الدول الغربية في ما يتعلق بأوكرانيا ودعم قواتّها وعمليات إيصال التعزيزات".

قانون في أوكراينا يمنع الجلوس إلى طاولة الحوار مع الروس

وعن العرض الذي تقّدم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا، بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في أوكرانيا طوال فترة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس من الـ26 من يوليو حتى الـ11 من أغسطس، اعتبر أونتيكوف أنّ ذلك العرض يمكن وضعه في إطار المناورة من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون من أجل إتاحة الفرصة أمام تمرير الدعم للقوّات الأوكرانية واستقدام التعزيزات العسكرية لها.

‏وأوضح أنّ في أوكراينا قانونًا يمنع الجلوس إلى طاولة الحوار مع الروس، وبالتالي في حال ستكون هناك مفاوضات في المستقبل، يجب إلغاء ذلك القانون على الأقل، وإلّا فكيف يمكن مناقشة أيّ أمر كعرض ماكرون وغيره، أو مناقشة أيّ شروط للتهدئة".

في لقاء لماكرون مع بوتين
في لقاء لماكرون مع بوتينأرشيفية

وعن شكل العلاقات مع الدول الغربية خلال ولاية الرئيس بوتين الجديدة، أوضح أونتيكوف أنّ "الكرة ليست في ملعب الروس بل هي في ملعب الدول الغربية، التي يجب أن تقْدِم على خطوات إيجابية حيال روسيا، فهي التي فرضت العقوبات، وهي التي تدعم القوات الأوكرانية، وبالتالي فإن أيّ خطوات تتخذها روسيا تستند إلى تصرفات تلك الدول الغربية، فيما روسيا مستعدة لأيّ حوار ونقاش، وإنّما بشروطها هي".

السلطة الروسية تسعى إلى تعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط والدول الآسيوية

وختم أونتيكوف حديثه مع "إرم نيوز" بالقول إنّ "هناك عددًا من الخطوات التي ستقوم بها روسيا على الصعيد الداخلي، لناحية بعض التعيينات الجديدة بعد حصول عدد من الشواغر، ولناحية المتغيّرات على صعيد إعادة تشكيل السلطة الحكومية.

أمّا على الصعيد الخارجي، فالعملية العسكرية في أوكرانيا مستمرة، وفي الوقت ذاته ستقوم السلطة الروسية بتعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط والدول الآسيوية، كما ستعمل على تطوير العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرهما".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com