الكونغو الديمقراطية على شفا كارثة إنسانية بسبب الجوع

حذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء من تفاقم الجوع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مبينة أن الوقت بدأ ينفد وأيضًا أموال وموارد المساعدات.

ووفق أحدث توقعات برنامج الأغذية العالمي، فإن "25.8 مليون شخص في الكونغو سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام الحالي، وهو أعلى رقم في جميع أنحاء العالم".

وكشف البرنامج أنه بحاجة إلى 870 مليون دولار لتمويل استجابته الانسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولم يتلق منها حتى الآن سوى 15%، ولا يزال يحتاج إلى 738.5 مليون.

وأكد المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في منطقة الجنوب الأفريقي تومسون فيري في تصريح للصحافيين في جنيف، صعوبة الأوضاع خصوصًا في شرق البلاد حيث يسعى برنامج الأغذية العالمي "للوصول إلى 3.6 مليون شخص خلال الأشهر الستة المقبلة".

وكشف فيري أن "هناك فجوة كبيرة بين عدد الأشخاص المحتاجين وأولئك الذين يتم إيصال مساعدة غذائية إليهم".

وشدد المسؤول الأممي على أن الكارثة الإنسانية تعد "مثالًا تقليديًّا على حالة طوارئ منسية"، وقال "تتوافر في المنطقة كل مقوّمات الكارثة الإنسانية من نزاع وتقييد وصول (المساعدات) وأزمة اقتصادية- اجتماعية وأزمة مناخ ونقص حاد في التمويل".

وأشار إلى نزاع دائر في شرق الكونغو الديمقراطية مع جماعات مسلّحة؛ ما يفاقم دوّامة العنف الحالية والأوضاع الإنسانية الهشة أصلًا، ويؤدي إلى نزوح كثيف للسكان.

وبين فيري أن الأمر يستغرق من برنامج الأغذية العالمي يوًا كاملًا إلى أربعة أيام لتوصيل المساعدات الغذائية من غوما، عاصمة الشرق، إلى مكان يسمى بيني، على بعد 241 كيلومترًا. و"لكن بسبب انعدام الأمن يستغرق الأمر منا ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر للقيام بذلك".

وتشهد الكونغو الديمقراطية توترات سياسية وأزمة أمنية ومتاعب اقتصادية؛ ما يثير قلقًا كبيرًا في أكبر دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وشهد هذا العام  نزوح نحو مليون شخص من شرق الكونغو الديمقراطية وفق تقرير أصدرته الثلاثاء المنظمة الدولية للهجرة، مشيرة إلى هجمات مسلّحة ضد مدنيين وإلى انعدام استقرار متزايد.

وتنشط عشرات الجماعات المسلحة المحلية والأجنبية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، نتيجة الحروب الإقليمية التي دارت في التسعينيات ومطلع القرن الحادي والعشرين.