إجراءات أمنية مشددة في العاصمة الروسية موسكو بعد الهجوم الدامي
إجراءات أمنية مشددة في العاصمة الروسية موسكو بعد الهجوم الدامي رويترز

تداعيات هجوم موسكو.. المهاجرون في روسيا تحت المجهر

وصلت تداعيات الهجوم الدامي الذي ضرب العاصمة الروسية موسكو، ونفذه مواطنون من طاجيكستان، الأسبوع الماضي، إلى طبقة المهاجرين في روسيا؛ إذ اتخذت بعض المقاطعات الروسية عدة قرارات هدفها زيادة التشديد والمراقبة على المهاجرين.

كما نفذت القوات الأمنية الروسية العديد من المداهمات على أماكن تجمع المهاجرين؛ للتأكد من تصاريح عملهم وإقاماتهم.

أخبار ذات صلة
لوموند: هجوم موسكو يدفع باريس لـ"رفع حالة التأهب"

بشأن هذه الإجراءات وتداعياتها، يقول الباحث الاجتماعي المختص بشؤون الهجرة ايغور بوجوريلوف، في حديث لـ"إرم نيوز"، "لا شك أن جنسية المنفذين لعبت دورًا كبيرًا بصورة تشكيل رد الفعل على المستويين الشعبي والرسمي، ونستطيع فهم ما يجري".

ويعتقد بوجوريلوف "أنه على المستوى الشعبي سيكون مؤقتًا، أما الرسمي فهو يأخذ شكل قوانين وأنظمة دائمة أو طويلة الأمد".

ويتابع: "اتخذت فعلا بعض المقاطعات قرارات بمنع المهاجرين من العمل كسائقي سيارات أجرة، وحتى لحافلات النقل، وبعض المهن الأخرى التي يكون فيها اختلاط بين هؤلاء المهاجرين والمواطنين الروس".

كما يرى "أن هذه القرارات مؤقتة، لكنها ستكون طويلة بعض الشيء، وتأتي لمنع حدوث أي ردود غير محسوبة من المواطنين، والتعويل هنا يأتي على الشعب الروسي الذي يدرك تمامًا أن الإرهاب لا دين ولا جنسية له".

يقول بوجوريلوف: "لقد انتشرت أخيرًا الكثير من الصور لمحادثات بين المواطنين وسائقي سيارات الأجرة من خلال التطبيقات التي تتيح طلب خدمات التوصيل، مثلا هناك نماذج ظهرت تسأل السائق عن جنسيته قبل إكمال الطلب، وآخرون وثقوا إلغاءهم لطلب سيارة الأجرة حين يظهر له سائق غير روسي".

ويؤكد تعليقًا على ظهور مواقف من بعض المواطنين الروس صنفها مراقبون بأنها شكل من أشكال العنصرية اتجاه المهاجرين، "أن الأمر لا يتعدى ردود الفعل الشعبية التي ستكون لمدة قصيرة جدًّا، وتعود لثقافة ووعي المواطنين أنفسهم ولا نستطيع التعميم".

روسيا بحاجتهم

وفي سياق ملف المهاجرين، قال الخبير في الشؤون الاقتصادية الروسية أرتيم فيداتوف: "هناك تركيبة يجب فهمها، قبل الحديث عن ملف الهجرة في روسيا سلبا أو إيجابا.. روسيا بالنهاية دولة كبيرة وتحتاج لأيدٍ عاملة وبشكل كبير، وهناك مهن معينة لا يعمل فيها الروس لمردودها المحدود سواء في قطاعات الخدمات أو البناء".

وأضاف: "من ستجلب لتغطية هذه الحاجة؟ بالتأكيد من الخارج، وهنا ننتقل إلى الدولة التي سيأتي منها العاملون، فسكان الدول المحيطة في روسيا أغلبيتهم يجيدون اللغة الروسية، لذلك جل المهاجرين يأتون من هذه الدول، وإلا فأنت بحاجة لاستقدام عاملين إلى روسيا، ومن بعدها تعليمهم اللغة الروسية، ومن ثم توظيفهم في سوق العمل".

وتابع فيداتوف في هذا الصدد: "هؤلاء المهاجرون لديهم امتيازات لذلك وجودهم ضرورة، ومن دونهم سيكون سوق العمل باضطراب كبير سيؤثر على حياة المواطنين، فهم يتحدثون الروسية كما ذكرت، "ويقبلون بالعمل بمبلغ مقبول ومربح لأرباب العمل، على عكس المواطنين الروس الذين يرفض الكثير منهم هذا المقدار من المال، كذلك يقومون بأعمال صعبة جدا، كإزالة الثلوج من الطرقات في درجات حرارة متدنية، والعمل في مجال البناء في مناخ قاسٍ جدًّا، كل هذه المميزات تفرض على سوق العمل عدم استبدالهم أو البحث عن بدائل محلية"، بحسب فيداتوف.

وتشير الإحصائيات الرسمية الأخيرة، التي أعلن عنها المجلس العام التابع لوزارة الداخلية الروسية، إلى أنه في العام الجاري 2024، هناك نحو 6.5 مليون مواطن أجنبي في روسيا.

وبحسب المجلس، انخفض عدد جرائم المهاجرين في روسيا بنسبة 3٪ في عام 2023، وتشير الداخلية في تقريرها أيضًا إلى أن عدد السكان الروس لا يتزايد بشكل ملحوظ، لذلك ستكون هناك حاجة لعدد معين من العمالة المهاجرة المطلوبة من الخارج في المستقبل القريب.

أخبار ذات صلة
تحقيقات "إرم نيوز": من هم منفذو هجوم موسكو وكيف خططوا للعملية؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com