ظاهرة تسمم طالبات المدارس تتسع في إيران

ظاهرة تسمم طالبات المدارس تتسع في إيران

تعرضت أكثر من 100 طالبة للتسمم بالغاز، الأربعاء، في مدارس بإيران، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية، بعد سلسلة من الحالات المماثلة المسجلة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فيما ألقى نواب ومسؤولون باللوم على من وصفوهم بـ"المعارضين والأعداء".

وبذلك تكون هذه الحالات قد توسعت بشكل لافت بعد أن بدأت من مدينة قم المقدسة قبل أن تصل حتى الآن إلى ثماني مدن على الأقل في جميع أنحاء إيران.

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، عن رئيس خدمة الاستشفاء في البلاد، أن طالبات من 7 مدارس للبنات في مدينة أردبيل (شمالا) استنشقن صباحا مكونات غازية، وتم نقل العديد منهن إلى المستشفى، موضحا أن الحالة العامة للطالبات في تحسن.

ففي مدرسة ثانوية في محافظة كرمنشاه، أصيبت طالبات "بالتسمم جراء رش نوع من الرذاذ"، على ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء عن آباء الطالبات.

من جانبها، قالت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية: "أصيبت يوم الأربعاء طالبات مدرسة للبنات في مدينة كرمانشاه غربي البلاد، بالتسمم، وتم إرسال خدمات الطوارئ إلى المكان".

كما أصيبت 11 طالبة بالتسمم في مدرسة "رضوان" بمدينة فرديس، جنوبي طهران، ونقلت 7 منهن إلى المستشفى لتلقي العلاج، بحسب وكالة أنباء "تسنيم".

وأصيبت أيضا طالبات في مدرستي "يارجاني" الابتدائية بطهران، و"13 أبان" الثانوية، بالتسمم.

غضب

وأثارت هذه القضية غضبا في البلاد، وندد البعض بما أسموه "صمت" السلطات عن العدد المتزايد من المدارس التي شهدت هذه الظاهرة.

ونشر موقع قناة "إيران انترناشيونال" المعارضة، مقطع فيديو يظهر احتجاج أهالي طالبات تعرضن للتسمم.

ونقلت القناة عن والدة إحدى التلميذات في مدرسة "يارجاني"، قولها إن "مسؤولي المدرسة يقولون فقط تعالوا وخذوا بناتكم، فيما الشرطة اكتفت بالتفرج ولا تفعل شيئًا".

كما نشرت القناة مقطع فيديو آخر، يظهر تمركز سيارات إسعاف حول مدرسة "سيزده أبان" في طهران، وسط ترديد تلميذات هتافات مناهضة للنظام.

جماعة متطرفة

تقع قم، حيث جرى الإبلاغ عن أول حالة تسمم، على بعد حوالي 160 كيلومترا جنوب طهران، وهي مدينة محافظة ومتشددة دينيا، وتعد موئلا لرجال الدين وتضم أبرز المدارس الدينية التي درس فيها معظم قادة ورؤساء البلاد.

وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو تحالف من المعارضين الإيرانيين بالخارج يضم جماعة مجاهدي خلق، قد أعلن في وقت سابق أن "جماعة متطرفة ضد تعليم الفتيات، هددت بالتوسع في تسميمهن في المدارس الثانوية بجميع المدارس في أنحاء إيران".

وأوضح المجلس على موقعه الإلكتروني، أن جماعة "فدائيي الولاية" بقم قالت في رسائل ليلية نشرتها يوم 17 فبراير، إن "تعليم البنات حرام"، وهددت بأنه "إذا لم يتم إغلاق مدارسهن فسوف تتوسع في تسميم فتيات المدارس الثانوية بجميع المدارس في أنحاء إيران"، مبرزا أن "هذه الجماعة المتطرفة سبق أن نفذت هجمات في وقت سابق".

الجماعة المتطرفة  تدعى" فدائيي الولاية"، وتنشر رسائل ليلية منذ 17 شباط الجاري، وتذكر فيها " تعليم البنات حرام واستمراره يعني محاربة إمام الزمان" .

 وهددت الجماعة بأنه إذا لم يتم إغلاق مدارس البنات فسوف تتوسع في تسميم فتيات المدارس الثانوية في جميع المدارس في أنحاء إيران.

اتهامات لـ"المعارضة والأعداء"

من جانبهم ألقى نواب ومسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام تابعة للنظام، المسؤولية في حوادث التسمم، على من وصفوهم بـ"الأعداء والمعارضين".

واعتبر أحمد راستينه، عضو اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني والمتحدث باسمها، أن حوادث التسمم "استمرار لأعمال الشغب التي نشأت في بلادنا وتسعى إلى تدمير الأمن النفسي لمجتمعنا"، بحسب ما نقلت "إيران انترناشيونال".

وزعم راستينه أن "يد الأجانب والعدو في زعزعة استقرار أجواء المجتمع، تتجلى في هذه الظاهرة.. ليس لدي شك في أن الجماعات المناهضة للثورة متورطة في هذا الأمر".

وأضاف: "يُزعم أن هذه القضية قامت بها بعض الجماعات الدينية لإجبار الفتيات على البقاء في المنزل.. لكن كل القوى الثورية والمجتمع الإيراني المتدين والمتحضر يدينون بشدة هذه الظاهرة".

من جانبها، وصفت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، ردود الفعل على تسميم الطالبات بـ"حفل تنكري"، واتهمت المعارضة ووسائل الإعلام بـ"تسميم الأجواء".

أما صحيفة "همشهري"، فقد وصفت حوادث تسمم الطالبات، بأنها "جزء جديد من الحرب المركبة لأعداء النظام الإيراني"، بحسب تعبيرها.

وزعمت الصحيفة أن "أعداء الثورة يحاولون بث الخوف في نفوس الناس من خلال استغلال مشروع تسميم الطالبات".

غاز النيتروجين

قدرت المتحدثة باسم لجنة الصحة البرلمانية في إيران، زهراء شيخي، الأربعاء، إصابة نحو 800 طالبة في مدينة "قم" منذ تسجيل أولى حالات التسمم عبر الجهاز التنفسي، في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، و400 في بروجرد (غربا).

وأظهرت نتائج فحوصات السموم التي توصلت إليها وزارة الصحة، ونقلها نائب، أن المادة السامة المستخدمة في "قم" تتكون بشكل خاص من غاز النيتروجين N2، المصنوع بشكل أساسي من النيتروجين والمستخدم في الصناعة أو كسماد زراعي.

وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، للصحافيين، الأربعاء، إن السلطات ما زالت تحقق مع "المسؤولين المحتملين" عن حالات التسمم، لكن لم يتم توقيف أي أحد حتى الآن.

وأضاف وحيدي: "حتى الآن ليس لدينا تقرير نهائي يشير إلى استخدام مادة معينة ذات طبيعة سامة" لتسميم الطالبات.

وكلف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وحيدي "متابعة القضية في أسرع وقت ممكن، وإطلاع الناس على سير التحقيق من أجل تبديد مخاوف الأهالي"، بحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة.

وأعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، شهریار حيدري، الأربعاء، أنه "حتى الآن، أصيب ما يقرب من 900 طالب من مختلف محافظات البلاد، بالتسمم".

وأضاف حيدري: "وصلتني هذه الإحصائية من مصدر موثوق، ولا توجد لدي إحصائيات حول عدد القتلى في هذا الحادث، وعلى وزارة التربية والتعليم التحقيق في هذا الأمر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com