تقرير: أوروبا "فقدت البوصلة" وتواجه تفككًا غير مسبوق

تقرير: أوروبا "فقدت البوصلة" وتواجه تفككًا غير مسبوق

أكّد تقرير نشرته مجلة "لوبوان" الفرنسية، أنّ أوروبا فقدت بوصلة القيادة في واحدة من أسوأ المراحل التي تمرّ بها بسبب أزمة الطاقة، مشيًرا إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يعد لديه شركاء أقوياء في ألمانيا، أو إيطاليا، أو إسبانيا.

وأوضح التقرير أنّ تحديات غير مسبوقة تواجه أوروبا في هذه المرحلة، بدءًا بالحرب، بما في ذلك تهديدات الأسلحة النووية، وأسعار الطاقة التي ترتفع بشكل متصاعد، بينما يتم البحث عن أسواق أخرى ولكن بأسعار لا يمكن تحمّلها بالنسبة إلى الأسر الأوروبية، ما ينذر بتحركات اجتماعية ومظاهرات.

وتسترجع "لوبوان" فترة مواجهة جائحة كورونا، معتبرة أنّ الثنائي ماكرون ـ ميركل تمكّنا من إظهار قدرات قيادية، وتغلّبا على جميع الصعوبات، الداخلية والخارجية، سواء في اللقاحات أو على التعافي الاقتصادي، وإغلاق ديون مشتركة على مدى 30 عامًا.

لكن إدارة أزمة الطاقة، اليوم، لا تشهد نجاحًا مماثلًا.

ويوضح التقرير أنّ هناك افتقارًا إلى القيادة، وأنّ الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من تجاوز صدمة ما بعد رحيل أنجيلا ميركل، مستحضرًا جهود ماكرون الذي قال إنه يحمل مشروعًا أوروبيًا طرق به باب برلين لكن بلا جدوى في ظل "برود" المستشار الجديد أولاف شولتز، بحسب وصف المجلة.

وبحسب "لوبوان" يبدو الاتحاد الأوروبي مفككًا، "كل رجل لا يهتم إلا بنفسه" وفق تعبيره، وينقل عن دبلوماسي أوروبي قوله إنّ "ألمانيا تملك الوسائل لدفع ثمن الغاز الباهظ، والمستشار أولاف شولتز يعتقد أنه على حقّ وهو لا يخشى العزلة في المجلس الأوروبي".

وبينما تنتظر باريس وبرلين التوصل إلى اتفاق بشأن التعاطي مع نقص الطاقة، تقترح المفوضية الأوروبية حلولًا متوسطة المدى لن تحل المشكلة، لكنها ربما تقلل من ارتفاع الأسعار، وفق التقرير.

وجاء في التقرير: "نحن نتحدث هنا عن الإصلاح التقني، حيث تم تكليف شركة تابعة للمنظمة الأوروبية للطاقة بإعداد دراسة لتحسين وإكمال مؤشر أسعار الغاز للعام المقبل.

ووفق المقترح سيتم توقيع اتفاقيات قياسية بين الدول بحيث تتعاون على إمداد بعضها البعض بالطاقة في حالة الطوارئ، مثل الاتفاقية الفرنسية الألمانية (باريس تزود الغاز وتتكفل برلين بالكهرباء).

وتحذّر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من أن "هناك 6 اتفاقيات ثنائية فقط حتى الآن ، وهذا لا يكفي".

وتعتزم المفوضية أيضًا السماح للشركات بتشكيل اتحاد من أجل شراء الغاز بشكل مشترك، ولكن فقط لفصل الشتاء 2023-2024.

وبحسب التقرير، تبذل المفوضية الأوروبية ما بوسعها لكنها لا تجرؤ على إثارة غضب برلين، وتنتظر تسوية الخلاف بين ماكرون وشولتس، وهذه مشكلة في حد ذاتها لأنّ دور المفوضية ليس انتظار حل النزاعات بل يجب أن تقدم مقترحات لخدمة المصلحة الأوروبية العامة وعندها فقط تساعد في تشكيل تنازلات معقولة من خلال التعامل مع اعتراضات قد يبديها البعض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com