"لوموند": تغيير قائد الجيش الأوكراني خطر استراتيجي وسياسي
وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية قرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باستبدال القائد العسكري الشعبي، الجنرال فاليري زالجوني، بالجنرال أولكسندر سيرسكي، بأنه خطر استراتيجي وسياسي كبير.
وقالت الصحيفة في تقرير إن تغيير القيادة العسكرية في زمن الحرب ليس بالأمر غير المألوف، لكن قرار زيلينسكي "جريء بشكل ملحوظ"، ولاسيما بالنظر إلى الطريق المسدود الذي وصل إليه الصراع مع روسيا، وقلة الحماس للتعبئة.
وأوضحت أن استبدال زالجوني، الشخصية المحبوبة في أوكرانيا، بسيرسكي، الأقل شهرة وإثارة للجدل داخل الجيش، يسلط الضوء على خطورة الوضع.
وأشارت الصحيفة إلى أن دعوة زيلينسكي إلى "التجديد" تأتي وسط الهجوم المضاد الفاشل الأخير الذي شنته أوكرانيا، ونقص الذخيرة، والمخاوف بشأن التحولات المحتملة في القيادة الأمريكية، مبينة أن تصاعد الخلاف بين زيلينسكي وزالجوني، الذي بدا واضحاً منذ الهجوم الفاشل، جاء بسبب الخلافات حول الاستراتيجية العسكرية والتجنيد.
وبحسب الصحيفة، فإن خطوة زيلينسكي ربما كانت في طور التخمير، لكنها خلقت التوترات حول المناقشات الأخيرة بالنسبة لتعبئة الجنود، مشيرة إلى أنه من المرجح أن تتعلق القضية الأساسية بشعبية كلا الزعيمين، حيث يتفوق زالجوني على زيلينسكي في الرأي العام، لاسيما داخل الرتب العسكرية؛ مما يثير شائعات عن طموحات سياسية.
وأضافت أنه وعلى الرغم من موقف زيلينسكي السلبي الأولي بشأن المسائل العسكرية، فقد تطور ليصبح زعيمًا مرئيًا في زمن الحرب، ويشارك بنشاط في الجلسات الاستراتيجية ويزور القوات على الخطوط الأمامية، على الرغم من أنه يواجه انتقادات بعد الهجمات الفاشلة.
"سمحت أزمة الأيام العشرة ببعض المصالحة، حيث دعا زالجوني، على الرغم من تهميشه، إلى الوحدة في محاربة روسيا، إلا أن رحيله يهدد بتفاقم السخط؛ نظرًا لشعبيته واعتداله، وينذر كذلك بانتهاء الإصلاحات في الجيش الأوكراني"، وفقًا للصحيفة الفرنسية.
وأكدت "لوموند" أن تعيين سيرسكي يعد تحولًا نحو شخصية أقل شعبية ولكنها تحظى بالثقة، ومكلفة باستعادة الأراضي التي ضمتها روسيا، لافتة إلى أن "مقامرة زيلينسكي، بانفصاله عن قائد شعبي، تضعه مباشرة في طليعة الصراع، ما يشير إلى الالتزام باتخاذ إجراءات حاسمة".
وختمت قائلة: "زيلينسكي يبرز في هذه الفترة المضطربة، كزعيم أساسي في زمن الحرب، إذ يتغلب على التحديات العسكرية والسياسية المعقدة من خلال تغيير محسوب ولكنه محفوف بالمخاطر في القيادة".
