بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية
بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليةرويترز

بين غليان الغرب ونار الحرب.. نتنياهو وحيدا في معركته القضائية

أكدت تقارير وتحليلات سياسية في الأوساط الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفي سبيل تشبثه بالسلطة وتجنب المحاكمة والسجن، بات يطرق حاليًّا كل "أبواب الشر"، ويحاول إشعال المنطقة، لإبعاد شبح المحاكمة وتجنب الاعتقال.

وذكر مراقبون للوضع في إسرائيل أن نتنياهو يريد استمرار حرب غزة بل وتوسيعها إقليميًّا واشتراك أكثر من طرف فيها وانشغال دول أكثر بتداعياتها، وتشارك العدد الأكبر في تحمل تكلفتها، وهو ما توَّجَهُ بضرب فرق الإغاثة الأجنبية مؤخرًا.

وفجرت واقعة قتل إسرائيل لمجموعة من عناصر فريق إغاثي تابع لمؤسسة "المطبخ المركزي العالمي" بضربات صاروخية جوية، حالة من الغليان في بلدان أوروبا، التي استهجنت فعلة إسرائيل وطالبتها بمحاسبات وتحقيقات شفافة تعلن للملأ.

ويحاول نتنياهو، بحسب المراقبين، الدخول في مرحلة "استشفاء"، من خلال تخفيف الضغط داخليًّا، عبر لعبة خطيرة بنظر الكثيرين، تعتمد على "حرق الجميع"، وهو ما قاده لاغتيال محمد رضا زاهدي أحد أكبر جنرالات الحرس الثوري الإيراني.

مبررات الإخلال بالقواعد

ويرى عدد من السياسيين المعارضين لنتنياهو وسياساته في إسرائيل أن اغتيال محمد رضا زاهدي أحد أبرز جنرالات الحرس الثوري الإيراني في مقر السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق، كان محاولة لاستفزاز إيران لأبعد مدى لتوسيع الحرب.

وقال تسفي يحزقيلي محلل الشؤون العربية في القناة الـ13 الإسرائيلية إن "زاهدي له تأثير كبير، فهو من جنّد الميليشيات في العراق وسوريا وحزب الله، إنه الشخص الأكثر أهمية الذي اغتالته إسرائيل بعد قاسم سليماني رغم أن سليماني اغتيال أمريكي".

وبدوره، قال المحلل السياسي أور هيلير في لقاء مع القناة ذاتها، إن "إسرائيل لم تخل بالقواعد في اغتيال زاهدي، لأن الاستهداف كان في خارج المقر الدبلوماسي، بين سفارة إيران وكندا، لكن الحادثة سترفع التأهب في كل سفارات إسرائيل حول العالم.

فشل إدارة الحرب

وقال الصحفي الإسرائيلي أفيعاد غليكمان إن "محاكمة نتنياهو تعود من جديد اليوم، وسيقدم مدير مكتبه شهادته في ملف 1000، وهي إحدى القضايا التي تورط فيها نتنياهو لأجل ابن عمه ميلجين والأمور الشخصية بينهما ومشروع طاطا".

وأضاف أن "مشروع طاطا مملوك لملياردير هندي أراد إقامة ممر تجاري بري ونتنياهو كان يجب أن يربح أموالاً كثيرة من المشروع وكذلك ابن عمه، لكن مدير مكتب نتنياهو حينذاك عارض ذلك بشدة لأنه لا يريد دخول السجن بسبب هذا المشروع".

وردّ، خلال استضافته في القناة الـ13 الإسرائيلية، على منتقدي محاكمة نتنياهو بذريعة الحرب، قائلاً إن "هذا أنسب وقت لمحاكمته، لأن لدينا رئيس حكومة يخضع لملفات وتهم، ويدير لنا هذه الحرب لأنه يخشى من المحاكمة".

وأكمل غليكمان هجومه قائلاً: "نتنياهو قال إنه يستطيع إدارة الحرب في ظل المحاكمة، لكنه فشل في ذلك والسؤال هل هو مؤهل لإدارة هذه الحرب؟ لا أعتقد ذلك".

أخبار ذات صلة
مع اشتعال الاحتجاجات.. هل تسعف جبهات الحرب الخارجية نتنياهو داخلياً؟

الالتفات إلى الجوار

ويقول مراقبون إن بنيامين نتنياهو يحاول الخروج من المأزق الداخلي المعقد، ما بين محاكمته التي ستعود للدوران مجددًا، وما بين المظاهرات المتأججة، ناهيك عن مقصلة غزة، التي قد تكون السبب في الإطاحة برأسه من على كتف الحكومة.

ورأى مختصون بالشأن الإسرائيلي أن نتنياهو لم يلجأ لإصدار بيان يطالب فيه مصر وقطر بالضغط على حماس للموافقة على القبول بأي تسوية تقود لإنهاء الحرب، إلا لأنه يحاول إخماد جذوة النار الكبرى التي أشعلها بنفسه وامتدت نارها وباتت تهدده.

وكشف المحلل السياسي الإسرائيلي بوغاز جولان عن "رسالة خرجت في الساعات الأخيرة لشكر وساطة مصر، لم تصدر رسالة مثلها لشكر قطر على وساطتها، وربما هذا الأمر مقصود لتوصل رسالة لقطر أنهم لم يفعلوا شيئًا وربما قطر تستيقظ بعد هذه الرسالة".

وأضاف في لقاء مع القناة الـ14 الإسرائيلية: "لا يوجد صفقة على الطاولة، هناك فجوة كبيرة جدًّا، حماس تطالب بضمانات لإنهاء الحرب وسحب القوات من غزة، وعودة دون رقابة لسكان شمال غزة، وهذا يعني عودة سلطة حماس لشمال القطاع، وتحرير 1000 أسير فلسطيني".

أخبار ذات صلة
بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية.. عبداللهيان: نتنياهو "فقد عقله"

المصالح الشخصية أولوية

وتؤكد أوساط سياسية إسرائيلية أن نتنياهو يدير الحرب والمفاوضات المتعلقة بالصفقة التي يهرول الجميع للتوصل إليها من منطلق مصالح شخصية بحتة، لا علاقة لها بأهداف الحرب ولا نتائجها، بل كان يمكن التوصل برأيهم لصفقة منذ وقت طويل.

وقال عيران عتسيون، نائب رئيس الأمن القومي السابق في لقاء مع القناة الـ13 الإسرائيلية: "الذين يديرون المفاوضات كانوا يصرّحون بصوت منخفض لكنهم يصرخون بصوت عال الآن (النجدة) المفاوضات تدار من منطلق مصالح ليست ذات صلة بالصفقة".

وأضاف: "أفراد فريق التفاوض قالوا إنه لو تم قبول توصياتنا لكانت تمت الصفقة منذ وقت طويل، وهم يقولون الآن حول الصفقة الموجودة على الطاولة وتضمن تحرير 40 محتجزًا في غزة، هولاء ليس لهم مصالح شخصية وهم أدرى بالجانب الآخر".

واستدرك قائلاً: "لكن نتنياهو يتجاهل الجميع، يتجاهل مجلس الحرب، ولو قمنا بتجريد كل الأمور الكارثية التي نراها في هذا المشهد سنرى أن هناك إدارة فاشلة للمفاوضات، لذا يجب علينا استبدال من يدير الحكومة بأسرع وقت أو إجباره على توقيع الصفقة التي وافق عليها المستوى المهني".

حافة الانكسار والخذلان

ومن جانبه، قال دفير كريف المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي "الشاباك": "الشعور المتولد اليوم هو شعور الخذلان والتعب، نحن على حافة الانكسار والشعور الأقوى هو شعور باليتم، لا يوجد لنا قائد ولا أحد يضع يده على كتفنا".

وأضاف: "نحن نرى لقاءات لمخطوفين عادوا وعندما سألوهم ما الذي يزعجكم قالوا إنه، لا أحد تواصل معنا وسألنا عن حالنا، هناك 38 وزيرًا لم يتصلوا بهم ولا حتى نتنياهو، لا أحد يتواصل مع المخطوفين".

واستطرد: "الرئيس الأمريكي اتصل بهم ورئيس إسرائيل كأنه في استراحة، نحن دون قيادة، والشعور بأننا أيتام بارز جداً.

أخبار ذات صلة
إسرائيل.. تجدد المظاهرات أمام الكنيست ومطالبات باستقالة نتنياهو

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com