جنديان أوكرانيان يجهزان طائرة مسيرة للإطلاق
جنديان أوكرانيان يجهزان طائرة مسيرة للإطلاقرويترز

كييف تتجه لتصنيع أسلحتها بنفسها بعد تراجع الدعم الغربي

في ظل استمرار الحرب الطاحنة مع روسيا، والعقبات أمام استمرار الدعم الغربي، يبدو أن أوكرانيا باتت تراهن بالاعتماد على الذات في تصنيع أسلحتها، بحسب تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية.

وناقش التقرير كيف تحولت أوكرانيا من الاعتماد على الأسلحة الغربية إلى إنتاج أسلحة خاصة بها، مشيرا إلى أنه في "تحول محوري" هذا الشتاء، شرعت أوكرانيا في مرحلة مميزة في صراعها مع روسيا، تميزت بزيادة ملحوظة في ضربات الطائرات المسيرة في عمق الأراضي الروسية.

وقال التقرير: "تضمن هذا النهج غير التقليدي، الذي لفت انتباه العالم، نشر الطائرات المسيرة من قواعد سرية في أوكرانيا أثناء جوف الليل، لاستهداف المنشآت الروسية الرئيسة. ورأى الخبراء هذه العمليات السرية والخاضعة لحراسة مشددة بمثابة شهادة على تصميم أوكرانيا على اختبار وتحسين أسلحتها في مواقف قتالية حقيقية بدلاً من ميادين الرماية التقليدية".

وبحسب التقرير، يؤكد أولكسندر كاميسيهين، وزير الصناعات الإستراتيجية الأوكراني، الذي يشرف على الصناعة العسكرية في البلاد، الحاجة الملحة لاختبار الأسلحة في القتال، قائلاً: "ليس لدينا الوقت لاختبار هذه الأشياء في ميدان الرماية". ويكشف أن الضربات الأخيرة ضد أهداف روسية انطلقت في الغالب من المصانع والورش السرية الأوكرانية؛ ما يمثل جهدًا متعمدًا لتقليل الاعتماد على الأسلحة الغربية.

ليس لدينا الوقت لاختبار الأسلحة المصنعة في ميدان الرماية
أولكسندر كاميسيهين، وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني

إنتاج الأسلحة المحلية

وقد وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإستراتيجية العسكرية لأوكرانيا، نحو تعزيز إنتاج الأسلحة المحلية كوسيلة للتغلب على التحديات التي يفرضها الصراع الذي طال أمده.

ويعترف زيلينسكي بضرورة المزاوجة بين صناعة الأسلحة القديمة في أوكرانيا والتصميمات والقدرات المتطورة من الحلفاء الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة.

وخلال الزيارات الأخيرة إلى البيت الأبيض، حث زيلينسكي الرئيس جو بايدن ليس فقط على المساعدات المالية والعسكرية، ولكن أيضًا على تراخيص مهمة تمكن أوكرانيا من إنتاج وإصلاح الأسلحة الأمريكية.

ورغم أن التعاون مع الولايات المتحدة ممكن من الناحية النظرية بموجب القانون الأمريكي، إلا أنه يواجه عقبات بيروقراطية داخل الحكومة الأمريكية، ويتطلب مساعدات مالية كبيرة لتنشيط صناعة الأسلحة في أوكرانيا.

ويواجه وزير الصناعات الإستراتيجية الأوكراني مهمة صعبة تتمثل في بث الحياة في مصانع الحقبة السوفيتية وإعادة تشكيلها لأغراض جديدة. وتشمل التحديات التغلب على تأثير الضربات الصاروخية الروسية ومعالجة عقود من سوء الإدارة، وفقاً للتقرير.

وعلى الرغم من هذه التحديات، قال التقرير، إن أوكرانيا خطت خطوات ملحوظة في تطوير قدراتها العسكرية، منذ بدء الغزو الروسي. فقد اختبر مهندسو البلاد صواريخ جديدة، وطائرات مسيرة قتالية منتجة بكميات كبيرة، وأعادوا استخدام صاروخ أمريكي قديم للدفاع الجوي. ويعترف كاميسيهين بالحاجة إلى التكنولوجيا المتقدمة، قائلاً: "بغض النظر عن كمية الأسلحة التقليدية التي ننتجها، لا يمكننا اللحاق بروسيا. نحن بحاجة إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة لإيجاد نهج جديد".

وأوضح التقرير أن أحد الإنجازات البارزة التي حققتها أوكرانيا هو تطوير وإنتاج الطائرات المسيرة المقاتلة بكميات كبيرة؛ إذ استثمرت البلاد ما يقرب من مليار دولار في برنامجها المحلي للطائرات المسيرة العام الماضي، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في عام 2024. وقد أثبت استخدام الطائرات المسيرة فاعليته من حيث التكلفة، مقارنة بالأسلحة التقليدية، فيما يؤكد كاميسيهين أهمية تطوير الموارد العسكرية، قائلاً: "تبدو المسألة مملة، ولكن هناك معادلة: التكلفة مقابل القتل".

أخبار ذات صلة
تعثر جديد في ملف تزويد أوكرانيا بالذخائر

ورغم أن هذه الإنجازات لم تنجح في تغيير ديناميكيات ساحة المعركة بشكل حاسم، إلا أن القيادة الأوكرانية تتصور أن التحول نحو الإنتاج المحلي من الممكن أن يوفر ميزة حاسمة في نهاية المطاف. وتتضمن المرحلة الحاسمة التالية في هذه الإستراتيجية جذب الشركاء الأجانب إلى صناعة الأسلحة في أوكرانيا وتأمين التراخيص اللازمة لبناء وإصلاح الأسلحة الغربية، وفقاً للتقرير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com