بحسرة وألم.. سودانيون يروون مأساة الحرب واللجوء

بحسرة وألم.. سودانيون يروون مأساة الحرب واللجوء

بحسرة كبيرة وعينين دامعتين، عبَّرت آمنة محمد عن حزنها لمفارقة منزلها في حي الصحافة جنوبي الخرطوم والعودة إلى مسقط رأسها في مدينة دنقلا بالولاية الشمالية بصحبة أبنائها الصغار..

تركت آمنة والدتها المسنّة وشقيقاتها بعد فشل كل المحاولات في إقناع والدتها بمغادرة المنزل، إذ تغلغل الرعب بسبب عمليات القتال، التي أرهبتهم وأرهبت صغارهم وباتت جزءًا من روتين حياتهم اليومي؛ فينامون ويستيقظون على أصوات المدافع وهدير الطائرات العسكرية وفقدان الأعزاء.

تقول آمنة لـ"إرم نيوز"، وهي تهم بالصعود إلى مركبة في محطة السفريات بمنطقة أبو آدم بالخرطوم حالها حال كثيرين تجمعوا هناك: "طفلي عمره أربع سنوات، دخل في حالة نفسية قاسية، فقد شهية الأكل تمامًا، وظل ملتصقًا بي على غير عادته، شاردَ الذهن، مذعورًا طيلة اليوم، كما صعُب عليه النوم ليلاً بسبب الكوابيس، وعندما استشرت طبيبًا نفسيًّا نصحني بالمغادرة حتى لا أفقد طفلي مع استمرار الحرب واشتداد حدتها".

وتضيف: "بالفعل ها أنا أغادر مرغمة، وقلبي معلق بوالدتي، وأشعر بالخوف عليها وعلى عائلتي، خاصة مع استمرار الاشتباكات وانتقالها لداخل الحي وتضرر عدد من المنازل القريبة منا بقذائف طائشة، وانتشار ظاهرة السلب والنهب".

لم تكن آمنة أفضل حالًا من لمياء عبد الله، التي فقدت والدها بقذيفة داخل منزلهم في منطقة بحري، وأحالت جزءًا من منزلهم إلى تراب، ما صعبت عليهم حدة الاشتباكات داخل الحي إسعافه ليفارق الحياة أمام عجزهم، ولم يتمكنوا من مواراة جسده في التراب لساعات عدة وآثار دمائه تناثرت على جدران المنزل.

وتقول لمياء لـ"إرم نيوز": "مشهد أبي وهو غارق بدمائه ونحن حوله، جعلنا نفكر في مغادرة السودان إلى الأبد؛ فلن نستطيع العيش هنا بعد مقتل أبي دون ذنب".

وتضيف: "فعلاً، بعد دفن أبي غادرنا منزلنا في ثاني يوم إلى منزل خالتي بجنوب الخرطوم، ومن هناك قررنا السفر إلى مصر، حيث سنستقر، وبعد أن تهدأ الحرب سنعرض منزلنا للبيع".

وتؤكد لمياء أنهم عاشوا أيامًا قاسية داخل منزلهم الذي كان مثالًا للدفء والسعادة والحب، قبل أن تفوح منه رائحة الموت من كل جانب".

أخبار ذات صلة
بدء هدنة في السودان لمدة أسبوع بعد موافقة الجيش السوداني والدعم السريع

حياة مأساوية يعيشها السودانيون في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، جراء استمرار الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، والتي دخلت شهرها الثاني، بجانب انتشار عصابات النهب والسلب في الأحياء وحرق الأسواق والمصانع واقتراب السودانيين من شبح الجوع مع ظهور ندرة توفر الغذاء.

 وهذا فضلًا عن إغلاق عدد من المستشفيات وصعوبة الحصول على الخدمات الطبية والعلاج وانقطاع التيار الكهربائي وخدمات المياه لأسابيع عدة في عدد من الأحياء؛ ما قاد مئات الآلاف من السودانيين لمغادرة منازلهم في العاصمة نحو الولايات، مع لجوء ميسوري الحال إلى الدول المجاورة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com