لقاء بارزاني وبلينكن في واشنطن
لقاء بارزاني وبلينكن في واشنطنالخارجية الأمريكية (تويتر)

"بارزاني" يزور واشنطن وسط جدل متصاعد حول الوجود الأمريكي بالعراق

ربط محللون عراقيون بين زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الأخيرة إلى الولايات المتحدة وملف إخراج القوات الأمريكية من العراق، معتبرين أن "أربيل أقرب لواشنطن من بغداد".

وقد أثارت زيارة بارزاني إلى واشنطن ولقاء مسؤولين رفيعين هناك، تساؤلات كثيرة عن سبب إجرائه الزيارة قبل زيارة مقررة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

ووسط اهتمام ملحوظ من الإعلام الأمريكي بالزيارة، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عقب لقائه بارزاني، عن مواصلة بلاده دعم إقليم كردستان.

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة لا تزال تدعم إقليم كردستان باعتباره "حجر الزاوية في علاقتنا مع العراق... إقليم كردستان منطقة نموذجية في الشرق الأوسط، لذلك تقدّر واشنطن شراكتها مع الإقليم".

وقبل أسبوع، تلقى السوداني للمرة الثانية دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض ولقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، دون تحديد موعد رسمي لها.

وكان السوداني قد تلقى دعوة مماثلة في شهر سبتمبر/ أيلول من السنة الماضية، بعد مرور عام على تشكيل حكومته.

ويقول السياسي العراقي ناجح الميزان، لـ"إرم نيوز"، إن "موقف الولايات المتحدة الأمريكية من دعم إقليم كردستان واضح، وهو ليس بجديد، فهي تعتبر دعمه قوة لها في العراق، وهو أقرب إليها من بغداد، بسبب سيطرة الإطار التنسيقي والفصائل على القرارات السياسية وحتى الأمنية في الحكومة الاتحادية".

واشنطن تعتبر دعم إقليم كردستان قوة لها في العراق وهو أقرب إليها من بغداد
ناجح الميزان، سياسي عراقي

وبين الميزان أنه "غير مستبعد في حال تم إخراج القوات الأمريكية من العراق بقرار من الحكومة العراقية، ألا تخرج هذه القوات من أربيل، وربما تم نقل القوات المتواجدة في بغداد وقاعدة عين الأسد في الأنبار إلى قاعدة حرير في أربيل، خاصة أن موقف الإقليم واضح بأن هناك ضرورة لبقاء هذه القوات".

وأضاف أن "ملف إخراج القوات الأمريكية، ربما يكون ملفا خلافيا جديدا ما بين بغداد وأربيل ويثير مشاكل، وربما تعود عمليات القصف على مدن أربيل كورقة ضغط من قبل بعض الفصائل ضد إقليم كردستان، حتى يلتزم بأي قرار بشأن الوجود الأمريكي".

وأشار إلى أن بارزاني أكد خلال زيارته إلى واشنطن "ضرورة بقاء القوات الأمريكية في الإقليم إلى أمد طويل لوجود حاجة ملحة لذلك".

زيارة بارزاني إلى واشنطن قبل رئيس الحكومة العراقية ظاهرة تحدث لأول مرة
أحمد الكبيسي، باحث في الشأن السياسي

"حكومة فصائل"

من جهته قال الباحث في الشأن السياسي والأمني أحمد الكبيسي، لـ"إرم نيوز"، إن "الولايات المتحدة تعتبر الحكومة العراقية الحالية مدعومة من إيران، ولهذا فهي حذرة في التعامل معها".

وأشار إلى أنه لهذا السبب "حتى الآن لم تحدد أي موعد لزيارة السوداني إلى واشنطن، خاصة بعد إخفاقه في منع الهجمات ضد المصالح والأهداف الأمريكية التي شنتها الفصائل"، وفق المصدر ذاته.

وبين الكبيسي أن "زيارة بارزاني إلى واشنطن قبل رئيس الحكومة العراقية، ظاهرة تحدث لأول مرة".

وقال إن هذا "يؤكد أن أمريكا تثق بحكومة الإقليم أكثر من حكومة بغداد، كما أن أمريكا ستعمل في حال انسحابها من المدن العراقية على البقاء في أربيل، ومن المؤكد أن هذا الملف كان أبرز محاور بارزاني مع المسؤولين في واشنطن".

وأضاف أن "ملف التواجد الأمريكي سيكون محل خلاف ما بين بغداد وأربيل، كما أن هذا الملف سيكون محلا للخلافات حتى ما بين الأطراف السياسية في بغداد".

وأشار إلى "أن هناك تحفظا على هذا الانسحاب من قبل الأطراف السياسية السنية، وحتى بعض الأطراف الشيعية، فهناك خشية كبيرة من تداعيات هذا الانسحاب على مجمل الأوضاع في العراق خلال المرحلة المقبلة".

وجاءت زيارة الرئيس بارزاني إلى واشنطن في ظل المحادثات ما بين بغداد وواشنطن بشأن إخراج القوات الأمريكية وإنهاء عمل التحالف الدولي.

أخبار ذات صلة
السوداني: العراق يسعى لإخراج قوات التحالف بشكل سريع

وتصاعدت دعوات إخراج القوات الأجنبية من العراق وإنهاء عمل التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، مع تزايد الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف الفصائل المسلحة الموالية لإيران وقادة تلك الفصائل، التي اغتيل خلالها مؤخرًا أبرز قادة ميليشيا حزب الله، أبو باقر الساعدي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com