خبير روسي: "نصر بوتين" يمهد لبناء نظام عالمي جديد

أكد خبير جيوسياسي روسي أهمية "النصر الكبير" الذي حققه الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أنه يمهد لبناء "نظام عالمي جديد".

وأوضح رئيس مركز الأبحاث الجيوسياسية في موسكو كريس رومن، في حديثه مع "إرم نيوز"، أنه "بوجود شخص قوي على رأس السلطة في روسيا مثل بوتين، وعندما ينتهي الصراع في أوكرانيا، فإنّنا نستطيع أن نبني نظاماً عالمياً جديداً، لكن ليس ذلك النظام الذي يتضمن الصراعات".

وأضاف أن النظام العالمي الجديد "يجب أن يُبنى على الحياد وتحييد القوّة العسكرية، ويكون فيه كلّ شعوب العالم مهمّين، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. ذلك هو عالم السلام والتوافق"، مشددا بالقول "مع بوتين نستطيع أن نصنع ذلك العالم".

إلى ذلك، رأى رومن أن فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة يمثل "رسالة قوية للغرب".

وأوضح أن المقصود بالغرب هنا "القيادات والرأسمالية الغربية، الذين يروّجون أشياء غير جيّدة عن روسيا والرئيس بوتين".

وأردف أن "فلاديمير بوتين والشعب الروسي أعطوا مؤشّرا كبيرا مغايرا لما اعتقده الغرب بأنّ الصراع والحرب في أوكرانيا سيجعلان الروس يقفون في وجه بوتين، وأنّ العقوبات سوف تدمّر اقتصاد روسيا".

وقال رومن: "اعتقد الغرب أنّ ذلك سيوقف الصراع والحرب بسهولة وبسرعة، لكن النتيجة كانت العكس تماما".

وأكد أن "الجيش الروسي في الوقت الراهن أكبر وأقوى ممّا كان عليه قبل عامين، والاقتصاد الروسي حاليا أكبر وأقوى ممّا كان عليه قبل عامين، وبالتالي فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو اليوم أكثر شعبية ممّا كان عليه قبل عامين".

ورأى رومن أن بوتين يعتبر في هذه المرحلة "الحلّ الوحيد" في ظلّ غياب أيّ شخص آخر يمكن أن يكون قادراً على قيادة روسيا.

وقال: "بالنسبة لروسيا، يعتبر فوز فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة مؤشّرا جيّدا، لأنّ ذلك يعطي ضمانة بأنّ السنوات المقبلة داخل دولة روسيا الاتحادية ستكون مستقرّة".

وأشار رومن إلى فترة حكم الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسن، في التسعينيات من القرن الماضي، بالقول "كان الروس في الواقع فقراء، وكان الكثير منهم يُعاني من الجوع، إذ لم يكن هناك طعام ولا توجد رواتب، ما فرض عليهم أن يعتاشوا من زراعة حدائق بيوتهم فقط".

وخلص إلى أنّ "بوتين استطاع أن يوجد نسخة حقيقية من الشعب الروسي"، بحسب وصفه.

وأضاف: "فكّر بوتين بشكل واضح وقال إنّ الروس لا يملكون خيارًا آخر، وإنّهم إذا لم يخوضوا المغامرة مع باقي دول العالم، فلن يستطيعوا أن يكونوا دولة رائدة مجدّداً".

وكان فلاديمير بوتين فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة ساحقة، ليضمن بذلك بقاءه في الكرملين 6 سنوات إضافية، حتى العام 2030.

وحصل بوتين على 87.43% من الأصوات في الانتخابات، متجاوزا نسبة 77% التي حصل عليها في انتخابات العام 2018.