رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونيأ ف ب

جورجيا ميلوني.. "مُستضعَفة" تحولت إلى أقوى الشخصيات السياسية في أوروبا

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن رئيسة الوزراء الإيطالية "جورجيا ميلوني" صورت نفسها في البداية على أنها ذلك الشخص المستضعَف الذي كافح ضد الصعاب لتصبح أول رئيسة للوزراء في بلادها. لكن وبعد مرور عام على إشغالها المنصب، تحولت إلى واحدة من أقوى الشخصيات السياسية في أوروبا.

 ولفتت الصحيفة إلى اختفاء الإشارات التي تُرجع ميلوني إلى روابطها السابقة مع الفاشية الجديدة أو انتقادها اللاذع تجاه المهاجرين أو المثليين أو أي شخص يلطخ رؤيتها المعلنة للمسيحية والوطنية في إيطاليا.

تنقل الصحيفة عن مواطنة إيطالية من روما قولها إن "ميلوني" أصبحت أكثر ليونةً بمرور الوقت، وعلى الرغم من أنها محاطة بشخصيات تحوم حولها علامات الاستفهام، إلا أن الناس شعروا بشيء آخر. فقد بدأوا يشهدون بعض الاستقرار الحكومي بعد سنوات من وصول حكومات لا فائدة منها، حتى أن بعض اليساريين بدأوا يعجبون بشخصيتها.  

  وتضيف الصحيفة "مع تجاوز شعبيتها لحدود قاعدتها اليمينية المتطرفة، فإن تحولها الظاهر لم يكن واضحًا، الأمر الذي ترك الكثيرين يحاولون جاهدين فك رموز من تكون حقًا".

 استخدمت "ميلوني"، وفقًا للغارديان، لهجةً واقعية ومطمئنة في تعاملها مع سائر الدول الأوروبية وغيرها. وقد كانت ثابتة في دعمها لأوكرانيا في حين قدمت نفسها كمدافعة عن الاتفاقيات الكبيرة في أفريقيا؛ سواء المتعلقة بالطاقة أو تلك الأكثر جدلًا المتمثلة بالهجرة.  

وفي ذات الوقت - تقول الصحيفة - عملت على تعميق العلاقات مع حلفائها من أجنحة اليمين في أوروبا، فقد آزرت حزب "فوكس" قبل الانتخابات الإسبانية في تموز/ يوليو. وفي الأسبوع الماضي التقت بنظيرها وحليفها الهنغاري "فيكتور أوربان" في بودابست، حيث تحدثت عن الدفاع عن العائلة التقليدية وعن الرب من أجل صالح البشرية.

وذكرت "الغارديان" أن ائتلاف ميلوني الحاكم عمل في الداخل على خفض المزايا المقدمة للأشخاص من ذوي الدخل المنخفض أو العاطلين عن العمل، ووضع قواعد صارمة ضد سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات غير حكومية، وضد الوالدين من نفس الجنس، وتوسيع الحظر على تأجير الأرحام لتجريم الإيطاليين الذي يسعون إلى هذا الفعل خارج إيطاليا. 

 تقول "لويزا ريزيتلي" ناشطة في مجال الحقوق النسوية والمثلية إن تغير وجه "ميلوني" أغرى الناس على نسيان ماضيها الأكثر تشددًا. وأضافت أن لميلوني أسلوبها في إنجاز الأمور بدهاء شديد حتى وإن بقيت موالية لغرائزها الطبيعية، لكن تأثير سياساتها خطير لأنها تعمل على تطبيع الأمور.

وتضيف "لقد اختلف أسلوبها بالكامل، وبدت أقل عدوانية، وأكثر قربًا إلى ما يشبه من كونها صاحبة توجه يميني لين، وهذا يمنحها القوة للتأثير في الرأي العام حيال سياسات هي في حقيقتها خطيرة".   

المصدر: "الغارديان" 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com