حزب الله: قصف قاعدة سوما الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل برشقة صاروخية

logo
العالم

إجلاء وحواجز أمنية في "بيلغورود".. هل انتقل الصراع للأراضي الروسية؟

إجلاء وحواجز أمنية في "بيلغورود".. هل انتقل الصراع للأراضي الروسية؟
21 مارس 2024، 7:01 ص

تشهد مقاطعة بيلغورود الروسية، عمليات إجلاء للسكان ووضع حواجز أمنية، إثر هجمات أوكرانية، الأمر الذي شغل أروقة الإدارات العسكرية والسياسية الروسية، باعتباره تحولًا في الصراع الروسي الأوكراني.

ومازالت المقاطعة التي تحدها أوكرانيا من الغرب، تتعرض لهجمات من "ميليشيات عسكرية أوكرانية" ولقصف أوكراني متواصل، ما دفع السلطات الروسية إلى إجلاء بعض السكان، منهم 9 آلاف طفل، ووضع حواجز أمنية والتشديد على دخول بعض القرى التابعة للمقاطعة، بحسب السلطات الروسية.

تحول خطير في الصراع

وتعقيبًا على ما يجري في بيلغورود، يرى الباحث في الشؤون العسكرية الروسية، كيريل جافريلكو، أن ما يجري في المقاطعة "تحول خطير في الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا، وتجاوز للخطوط الحمراء".

ويضيف جافريلكو، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "منذ عام أو أكثر، اقتصرت الضربات الأوكرانية على استخدام المُسيّرات.. حينها كان ما يجري يعتبر تجاوزًا، لكنه لا يتعدى تحويل المناطق المستهدفة إلى مناطق عسكرية، كون الأضرار كانت محدودة جدًا، وكان هدف كييف حينها إرسال الرسائل لموسكو ليس أكثر".

وأكد أن ما يجري الآن "هو لعب بالنار من قبل كييف، والعواقب ستكون كبيرة جدًا، إذ أصبحت روسيا معنية بتدمير مصادر الخطر، ما يعني قصفا أعنف واستهدافات لمؤسسات عسكرية أوكرانية تحتاجها كييف لتبقى صامدة في الحرب لفترة أطول".

ويشير جافريلكو إلى أن "الصمود الأوكراني خلال الأعوام الأخيرة، كان ناجمًا عن سياسة التروي العسكري الروسي، فإذا قمنا بقياس شدة الضربات الروسية، نرى أن موسكو حذرة جدًا في هذه المعارك، وتحاول عدم تدمير المدن، وتسعى دائمًا إلى الضغط على الانسحاب بدلًا من الضرب العنيف على كل شيء وفق سياسة الأرض المحروقة.. كل هذا يأتي وفق سياسة مستقبلية روسية تخص أوكرانيا، وعلى كييف النظر لهذا الموضوع قبل أن يتبدل جذريًا".

أخبار ذات صلة

مقتل 4 من أسرة واحدة في قصف أوكراني على بيلغورود الروسية

           

ماذا تستفيد كييف؟

وحول ما ستجنيه أوكرانيا من هجماتها على بيلغورود، أوضح الخبير في الشؤون الأمنية الأوروبية، ياروسلاف مايوروف، أن "الفائدة في المقام الأول داخلية، فأوكرانيا اليوم بحاجة لأي نصر أو إنجاز عسكري لتغيير الصورة المتمثلة بخسارتها اليومية للأراضي، وتراجع معنويات جيشها، الذي يفتقر للسلاح والذخيرة، ويشهد حالات فرار من الخدمة العسكرية".

وأضاف مايوروف، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "كييف تحاول أيضًا إرباك الجيش الروسي لإجباره على تحويل هدفه من هجومي داخل الأراضي الأوكرانية إلى دفاعي عن المقاطعات داخل الحدود الروسية"، مؤكدًا أن "هذه حسابات خاطئة، وسينقلب السحر على الساحر، فاليوم ستكون روسيا مجبورة على توسيع اقتحاماتها في عمق أوكرانيا ودرء الخطر عن أراضيها، الأمر الذي سيكلف كييف الكثير".

ولفت مايوروف إلى أن هجمات أوكرانيا على بعض المقاطعات الروسية ناجمة عن "محاولة كييف إقناع داعميها أن لديها القدرة ليس فقط على محاربة الروس على أراضيها، بل محاربتهم في العمق الروسي، لنيل الاستحسان والحصول على دعم أكبر".

وتابع: "عمليًا كييف على شفى خطوة من الإعلان عن الإفلاس العسكري، وما تقوم به عبارة عن محاولات أخيرة لجذب المزيد من القذائف والسلاح والمليارات الغربية".



مبادرة أوكرانية أو ضوء أخضر غربي؟

ويجمع العديد من الخبراء والمراقبين بأن أوكرانيا لم تتحرك باتجاه المقاطعات الروسية دون ضوء أخضر ومباركة غربية.

ويؤكد الباحث في الشؤون الأوروبية، رافائيل كازكشوف، أن الغرب "أعطى ضوءًا أخضر بالتأكيد؛ لأن ما تفعله أوكرانيا أكبر من قدراتها على تحمل توابعه".

ويتابع كازكشوف، في تصريح لـ"إرم نيوز": "هذا ليس تحليلًا فقط لما يجري، بل جميع المراقبين العسكريين في أوروبا توقعوا هذا التصعيد من خلال قراءتهم للخطوة الثانية التي سيخطوها الغرب بعد فشله في أول خطوة بتدمير الجيش الروسي في أوكرانيا".

ويضيف أن "الغرب كما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وإدارته بحاجة لتحقيق أي إنجاز، والخروج من الجمود العسكري، لأن هذا الجمود يعني حربًا أطول وأعباء أكثر أمام القيادات الغربية وناخبيهم".

ولفت إلى أن هذا الجمود "يصب في مصلحة روسيا نوعًا ما؛ لأنها تراهن على تململ الجانب الغربي وتحول أوكرانيا من حليف يقارع روسيا إلى عبء ستتخلص منه أوروبا بالتخلي عن كييف".

وخلص كازكشوف بالقول: "لا أحد يعلم إلى أين تتجه الأمور، لكن في النهاية هذه حرب، وعندما تقع تتغير المفاهيم كلها، وما كان غير متوقع أو مستحيلا وقوعه، يصبح في دائرة الممكن، والمنتصر في النهاية من يملك نفسًا أطول".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC