الحرب السيبرانية تحتدم بين الصين والغرب

الحرب السيبرانية تحتدم بين الصين والغرب

استعرت حمّى الحرب السيبرانية بين الصين والغرب، حيث أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، كل على حدة، على قائمة العقوبات شركة وشخصين من الصين بسبب القيام بـ "عمليات إلكترونية خبيثة".

واتهم بيان بوزارة الخزانة الأمريكية الحكومة الصينية بدعم أنشطة شركة "Vuhan XRZ" المتخصصة في الصناعات التكنولوجية، وبرر العقوبات بـ"استهداف المؤسسات التابعة لقطاعات البنية التحتية المهمة في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال العمليات السيبرانية الخبيثة".

وأطلقت بريطانيا، والولايات المتحدة، ونيوزيلندا، بصفة متزامنة دفعة جديدة من الاتهامات الموجهة إلى الصين بتنفيذ عملية قرصنة امتدت لسنوات، وأعلنت بالتوازي مع ذلك دفعة جديدة من العقوبات في حقّ أفراد صينيين.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد كشفتا، في وقت سابق، عن أعمال قرصنة صينية وصفتها بـ "الخبيثة" مرتبطة بالتجسّس، واتهمت وزارة العدل الأمريكية 7 مواطنين صينيين بالوقوف وراء ما اعتبرتها "عملية قرصنة عالمية واسعة النطاق" استمرت 14 عامًا تهدف إلى مساعدة الصين في "التجسس الاقتصادي".

وأعلنت أمريكا سابقًا أنها تحقق في 100 عملية تجسس محتملة طالت قواعد عسكرية ومواقع حساسة في الولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية.

ووفق نائبة المدعي العام الأمريكي ليزا موناكو، فإن الحملة تضمنت إرسال أكثر من 10 آلاف رسالة إلكترونية استهدفت شركات أمريكية وأجنبية، وسياسيين، ومرشحين لمناصب مختلفة، وصحفيين.

وأوضحت المسؤولة الأمريكية أن وحدة يطلق عليها اسم "إيه بي تي 31" تقف وراء الهجمات التي وصفتها بأنها "برنامج تجسس سيبراني" تديره وزارة أمن الدولة الصينية من مدينة ووهان، وفق قولها.

وبحسب وزارة العدل الأمريكية فإن الجهات المقرصنة راقبت بعض الحسابات "لسنوات".

وتدرس السلطات في الولايات المتحدة فرض مزيد من العقوبات على شركات صينية بينها شركات لأشباه الموصلات الصينية مرتبطة بشركة "هواوي"، من المنتظر إضافتها إلى اللائحة السوداء.

أخبار ذات صلة
"واشنطن بوست": الصين تطور قدراتها لبث الفوضى داخل الولايات المتحدة

ودخلت بريطانيا على الخط، بعد ساعات فقط من توجيه هذه الاتهامات الأمريكية، وأعلنت الحكومة البريطانية أنه منذ العام 2021، استهدفت مجموعة "إيه بي تي 31" حسابات برلمانيين بريطانيين.

واتهمت الحكومة البريطانية الصين بالوقوف وراء الهجمات قبل الانتخابات التشريعية في البلاد، المقررة، مطلع العام المقبل، أو نهاية العام الحالي.

وأوضح نائب رئيس الوزراء أوليفر داودن، أن "كيانا مرتبطاً بالحكومة الصينية" قد يكون "اخترق" اللجنة الانتخابية البريطانية، لكنه طمأن إلى أنه تم إحباط هذه الحملة بعد أن كانت تشكل "تهديدًا حقيقيًا وخطيرًا".

وفرضت السلطات البريطانية عقوبات على شخصين وشركة على صلة بـ"إيه بي تي 31".

وانضمت نيوزيلندا أيضًا إلى حملة الاتهامات، وكشفت وزيرة حماية الاتصالات في الحكومة، جوديث كولينز، أن قراصنة إلكترونيين مرتبطين بالحكومة الصينية أطلقوا عملية برعاية الدولة الصينية، استهدفت البرلمان النيوزيلندي في العام 2021.

ووصفت كولينز "استخدام عمليات التجسس عبر الإنترنت للتدخل في المؤسسات والعمليات الديمقراطية" بأنه "أمر غير مقبول"، لافتة إلى أن تقييمًا للمركز الوطني للأمن السيبراني نسب هذا النشاط إلى "مجموعة ترعاها الحكومة الصينية تعرف باسم "إيه بي تي 40"، لكن كولينز أوضحت أن بلادها لن تفرض عقوبات على الصين، لأنه ليس لديها قانون يسمح بذلك.

ووفق متابعين، يدخل هذا التوتر والتصعيد في سياق التوجس المتبادل بين الصين وخصومها الغربيين، وضمن الضغوط الغربية لاحتواء المنافسة الصينية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com