بين الصين وأوروبا.. خلافات تجارية تغذيها الصراعات الجيوسياسية
تسود حالة من التوتر في العلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي لعدة اعتبارات، منها ما يرتبط بالجانب الاقتصادي، ومنها ما يتعلق بالتطورات الجيوسياسية في العالم.
ولا تقتصر طبيعة الخلافات بين الطرفين على ما ينعكس من توتر بين بكين وواشنطن فحسب.
ويذهب خبراء إلى القول إنّ الخلافات بين الصين وأوروبا تستند إلى مشاكل تجارية حقيقية، حيث تشعر الاقتصادات الأوروبية المتقدمة بالضغط نتيجة تباطؤ اقتصاداتها مقابل معدلات نمو الصين.
منافسة شديدة
وإضافة إلى ذلك، هناك عامل المنافسة الشديدة وتهديد الصين للصناعات المحلية الأوروبية، مع تدفق المنتجات الصينية بأسعار رخيصة إلى الأسواق الأوروبية؛ ما يؤدي إلى فقدان فرص العمل وتشويه المنافسة العادلة، كما يقول خبراء.
كما تلعب العلاقات الدولية دورا كبيرا في هذه الخلافات، فالصراعات الجيوسياسية بين القوى الكبرى تؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية بين الدول.
وبالنظر إلى العلاقات بين بكين وواشنطن، فإن أي تصعيد في الصراع التجاري بينهما يلقي بظلاله على أوروبا، سواء بسبب تغيرات في السياسات التجارية، أو نتيجة للتطورات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.
كما تلعب ملفات ذات علاقة بحقوق الإنسان والقضايا البيئية والأمن السيبراني في تشكيل العلاقات المتوترة بين أوروبا والصين، ولا سيما أنّ القيم والمبادئ التي تدافع عنها الدول الأوروبية تجعلها أكثر صرامة في سياساتها تجاه بكين، ويؤدي كل ذلك إلى تصاعد التوترات التجارية.
مستقبل ضبابي
والصيف الماضي، خيمت الضبابية على مستقبل العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، بعد إعلان سفير الاتحاد الأوروبي لدى بكين، خورخي توليدو، أن المفاوضات مع الصين فشلت في تحقيق نتائج مرضية في القضايا التجارية خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وعبّر السفير عن "حزنه" لعدم تحقيق المفاوضات التجارية بين الجانبين أية نتائج جوهرية ولو حتى تقدما محدوداً، على مدار السنوات الماضية.
وتمر العلاقات الأوروبية الصينية بحالة من "الترقب الحذر" بين الطرفين لأكثر من عام، وزادت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية في تعقيد الوضع، وأعلن الاتحاد الأوروبي العام الماضي تعديل موقفه تجاه الصين لتقليل الاعتماد الاقتصادي عليها، في ظل الشكوك المرتبطة بعلاقات بكين وموسكو فيما يخص الحرب في أوكرانيا.
