مبنى للشرطة الفرنسية
مبنى للشرطة الفرنسيةرويترز

"لوموند": ملف "الشرطة الفرنسية والعنصرية" يُحتفظ به في الأدراج منذ عامين

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن وفدا وزاريا لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية، احتفظ بتقرير قصير كُتب بمبادرة من المجلس العلمي للهيئة المسؤولة عن مكافحة التمييز في فرنسا، في الأدراج لمدة عامين ولم يُنشر أبدًا، في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون محسوما في شهر تموز/يوليو 2021.

والتقرير، يتضمن مذكرة من 7 صفحات، بعنوان "الشرطة والعنصرية"، إلا أن وزارة الداخلية أنكرت أنها أعطت أدنى تعليمات لـ"إخفاء" المذكرة.

وقالت صحيفة "لوموند"، إن استنتاجات التقرير جاءت بعد 17 جلسة استماع لضباط الشرطة أو القضاة أو الأكاديميين من قبل 7 باحثين لم يكن لديهم أي شيء من الكتيب، بل إن لهجتهم المدروسة وتوصياتهم الدقيقة والمتنوعة يمكن أن تساعد في إلهام البرامج التعليمية لأكاديميات الشرطة، التي ترفض وجود كره منهجي للأجانب في الشرطة.

وأوضحت الصحيفة أنه لم يتم تعميم نتائج التقرير، ولكن النسخة التي وصلت الوزارات المعنية، غذت الأفكار في إطار تطوير الخطة الوطنية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية والتمييز المرتبط، التي كشفت عنها رئيسة الوزراء، إليزابيث بورن، في الـ30  من شهر كانون الثاني/يناير الماضي، لكن لم يتم الإعلان عنها رسميًا بعد.

وبحسب الصحيفة، أظهرت الجلسات، كما كتب محرروها من الهيئة المسؤولة عن مكافحة التمييز، أنه لا يمكن القول إن مؤسسة الشرطة الفرنسية ترتكز عمدا في تنظيمها وهيكلها الهرمي وتجنيدها وأخلاقياتها وأنظمتها الداخلية وأيديولوجيتها المهيمنة، على "عنصرية منهجية".

وقال عالم الاجتماع والرئيس السابق للمجلس العلمي سميان لاشر: "لقد جمعنا معًا مجموعة عمل متعددة التخصصات تتكون من شخصيات من خلفيات مختلفة للغاية، وتاريخ، وأنثروبولوجيا، وعلوم تعليمية، وفلسفة، وذلك للاقتراب قدر الإمكان من الممارسات، وسؤال الشرطة عما يفعلونه، وكيف ومتى ينبغي عليهم القيام بذلك".

وأضاف أن المجلس خرج بعدة توصيات أهمها، دعم الانخراط التدريجي في المهنة، وتعزيز الموارد الحالية لمكافحة العنصرية بين ضباط الشرطة أو زيادة "التدريب الأولي لحفظة السلام".

وبين لاشر أن أكثر ما يثير الاضطراب هو المفتشية العامة للشرطة الوطنية "شرطة الشرطة"، التي يُقترح ارتباطها بوزارة العدل، التي وصفها بـ"ثعبان بحري"، تم استدعاؤه مرارًا وتكرارًا دون أن يتم تجسيده على الإطلاق.

ونوه إلى أن المجلس العلمي يصر على ضرورة فتح تدريس طلاب الشرطة لتخصصات العلوم الاجتماعية، موضحًا أنه في مدرسة لقوات حفظ السلام لا يعي الطلبة المعنى الحقيقي للتمييز في نهاية التدريب، أي بعد التقييم والنهج المتبع في مهام الوظيفة.

ويرى المجلس، وفقًا للصحيفة، أن الغالبية العظمى منهم يدمجون موقعهم الأول في منطقة باريس، في حين أنهم  نشأوا في أماكن ذات تنوع اجتماعي وعرقي ثقافي منخفض، لا يعرفون أو يعرفون القليل عن الخصائص المحلية.

ودعا المجلس إلى أهمية وجود تعاون مشترك بين الوزارات من خلال نشر السوق المشترك بين الوزارات في الدولة وتطوير الشراكة، التي أقيمت بين أكاديمية ديلكر(الهيئة المسؤولة عن مكافحة التمييز) وأكاديميات الشرطة للتدخل في التدريب الأولي والمستمر لضباط الشرطة في المستقبل.

واعتبر لاشر أن عدم نشر التقرير يشكل "مزيجًا محتملًا من اللامبالاة وعدم الاهتمام وربما الشك تجاه هذا العمل الذي قام به الباحثون باستقلالية تامة"؛ الأمر الذي يؤكد وجود مضمون للملاحظات، مهما كانت دقيقة، بشأن مسألة العنصرية في الشرطة التي تشكل مع العنف غير المشروع، محرمات رئيسة داخل المؤسسة.

المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com