الروس العالقون في غزة والقشة التي ستقصم ظهر البعير بين موسكو وتل أبيب
تنتظر روسيا بفارغ الصبر خروج مواطنيها من قطاع غزة أسوة بالأجانب ومزدوجي الجنسية، الذي يخرجون عبر معبر رفح، بقوائم يتم إعدادها مسبقًا بالتنسيق بين مصر و"حماس" وإسرائيل، وبعد خروج دفعات كبيرة من المعبر دون وجود أي مواطن روسي ضمن القوائم، اندفعت موسكو لتعبّر عن استيائها مما يجري.
مصدر دبلوماسي مطلع صرّح لوكالة "ريا نوفستي" بالقول إنه: "لا توجد موافقة من إسرائيل بعد والتي تنسق قوائم المغادرين عبر معبر رفح" معربًا عن أمله بأن تقوم تل أبيب بحلّ الموضوع بإيجابية بأسرع وقت، بحسب ما نقلته الوكالة الروسية المقرّبة من الكرملين.
سؤال يومي للسلطات الروسية
يتكرّر السؤال عن مصير الروس العالقين في غزة في كل مؤتمر صحفي ينعقد في موسكو لمسؤولين روس، والذين يكتفون بالقول إن موسكو تعمل بشكل كثيف على حلّ الموضوع بأسرع وقت، ويسلّط الإعلام الروسي الضوء على هذا الموضوع بشكل كبير، خاصة بعد أن احتوت آخر قائمتين للأجانب الذين سيخرجون من قطاع غزة، على أسماء مواطنين أوكران، وهو ما ألمح له الإعلام الروسي، بأن تل أبيب تُصفي حساباتها مع موسكو، عبر عرقلة خروج المواطنين الروس من القطاع، دون وجود إعلان رسمي بموسكو يتهم تل أبيب بشكل واضح، بعرقلة الخروج.
علاقات متوترة منذ الحرب الروسية الأوكرانية
وشهدت العلاقات الروسية الإسرائيلية توترًا واضحًا، بعد أن شنّت موسكو حربها على كييف عام 2022، ولم تمض أشهر على انطلاق الحرب حتى اتخذت موسكو قرارًا بإغلاق الوكالة اليهودية في موسكو المعنيّة بهجرة اليهود الروس إلى إسرائيل، وعلى الرغم من تأكيد روسيا أن قرار الإغلاق غير سياسي، إلا أن العديد من المصادر في تل أبيب اعتبرته ضغطًا على إسرائيل، إثر موقفها الرافض للحرب على أوكرانيا، وحاولت إسرائيل التعامل مع الملف الأوكراني بحذر بحيث لا تضرّ بعلاقاتها مع الغرب الداعم لأوكرانيا، ولا مع روسيا التي تحدّث قائمة "الدول غير الصديقة" لها باستمرار.
غزة والقشة التي ستقصم ظهر البعير
جاءت حرب غزة ومعها انطلقت سلسلة تصريحات روسية لم ترُقْ لإسرائيل قط، حتى إن موسكو لم تُدِنْ هجوم "حماس" في الـ7 من أكتوبر بشكل مباشر، على غرار العديد من دول العالم، بل اعتبرت ما يجري هو نتيجة فشل "سياسات الولايات المتحدة" في الشرق الأوسط.
ولم تكتفِ موسكو بالتصريحات، بل استقبلت بعد أيام من اندلاع الحرب وفدًا من حركة "حماس"، وهو ما أثار حفيظة تل أبيب حتى إن الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير الروسي، الذي قال في تصريح صحفي بعد استدعائه، إن: "تل أبيب غير راضية عن تصرفات بلادنا".
وكانت روسيا وإسرائيل تجمعهما علاقات وطيدة جدًّا، حتى إن الأوساط السياسية الروسية، كانت تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، هو الضيف الدائم لدى الكرملين، إلا أن الوضع قد تغيّر بشكل كبير منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ومع اندلاع الحرب في غزة بات الوضع أكثر تعقيدًا.
ومن غير المعروف إلى أين سيصل التوتر بين الدولتين في حال استمرت تل أبيب بتجاهل مطالب موسكو بالسماح للمواطنين الروس بالخروج من قطاع غزة، وواصلت روسيا من جانبها الموقف المعارض للتصعيد الإسرائيلي في غزة.