الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيانرويترز

محللون: مساعي أرمينيا للاستغناء عن روسيا تصطدم بغياب البدائل

أثار تجميد أرمينيا مشاركتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا ردود فعل عاصفة في موسكو، التي تراقب بحسرة توجه حليفتها التاريخية نحو الغرب، لكن محللين يؤكدون أن يريفان لا تملك البدائل.

وقال رئيس الوزراء نيكول باشينيان، في مقابلة بثت أخيراً، إن بلاده جمَّدت مشاركتها في المنظمة؛ لأنها خذلت أرمينيا، في وقت وصف فيه أمين مجلس الأمن الأرميني أرمين غريغوريان الاعتماد القوي على روسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، بأنه "خطأ استراتيجي".

ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، على هذه التصريحات بأن اعتبار أرمينيا مسار التقارب مع روسيا، الذي تم انتهاجه بين الجانبين على مدى أعوام، خاطئا، قد يؤدي إلى مراجعة كبيرة للعلاقات الثنائية.

سكان ناغورنو قرة باخ يفرون إلى أرمينيا بعد خسارة الحرب مع القوات الأذرية
سكان ناغورنو قرة باخ يفرون إلى أرمينيا بعد خسارة الحرب مع القوات الأذريةرويترز

ووسط هذه التطورات، يتوقع الخبراء في روسيا وأرمينيا المزيد من التدهور في العلاقات بين الدولتين.

وجاء إعلان باشينيان خلال مقابلة مع قناة "فرانس 24" التلفزيونية، يوم 22 فبراير/شباط الماضي، ما عزز الشكوك لدى روسيا بأن حليفتها تتجه نحو فرنسا.

لماذا جمّدت أرمينيا عضويتها؟

ويبرر باشينيان قراره بأن المنظمة التي تضم، بالإضافة إلى أرمينيا وروسيا، بيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، لم تف بالتزاماتها في مجال الأمن، خصوصا خلال الحرب مع أذربيجان على إقليم ناغورنو قره باخ.

ولا تخفي موسكو استياءها من حليفتها التي يرى خبراء أنها تعول بشكل متزايد على دعم الغرب، خاصة فرنسا والولايات المتحدة.

وفي مقابلة سابقة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، اتهم باشينيان قوات حفظ السلام الروسية بعدم القيام بالمهمة الموكلة إليها في إطار الإعلان الثلاثي في مجال الأمن.

دبابة لقوات حفظ السلام الروسية في أرمينيا في 2020
دبابة لقوات حفظ السلام الروسية في أرمينيا في 2020رويترز

"لا بدائل"

وأجرت أرمينيا والولايات المتحدة تدريبات عسكرية في سبتمبر/ أيلول الماضي، ما شكل سببا جديدا لتدهور العلاقات مع روسيا.

وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف إن إجراء مثل هذه التدريبات "لا يساهم في تعزيز أجواء الثقة المتبادلة في المنطقة".

ولا يستبعد الخبراء أن تقرر أرمينيا، خاصة على خلفية تنويع اتصالاتها في المجال الأمني، في مرحلة ما، مغادرة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لكنهم لا يستطيعون التنبؤ بموعد وظروف حدوث ذلك.

وتوقع المحلل السياسي أرمين إسكندريان، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن تتسبب هذه الخطوة برد فعل سلبي من روسيا، مشيرا إلى أن أرمينيا رغم عدم رضاها عن المعاهدة، إلا أنها "لا تملك" الكثير من الدعم والبدائل.

أخبار ذات صلة
أرمينيا تجمد مشاركتها في معاهدة الأمن الجماعي

وقال : "لا توجد كتلة سياسية عسكرية أخرى يمكن لأرمينيا الانضمام إليها وضمان سلامتها".

بدوره، يرى عضو البرلمان الأرميني، تيغران أبراهاميان، أن تصريحات يريفان حول الرغبة في التقارب مع الاتحاد الأوروبي ليس لها أساس جدي.

وأكد أن بروكسل تريد فقط "تقليل" درجة نفوذ موسكو في المنطقة، وعدم "تحمل المسؤولية" عن أرمينيا.

من جهته، يعتقد المحلل السياسي ستيبان سافاريان أن الأزمة بين أرمينيا وروسيا ستتفاقم، وقد تتحول إلى مواجهة مفتوحة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com