خطاب حالة الاتحاد.. قضايا الداخل والخارج في لحظة أمريكية "غير مسبوقة"

جاء خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حالة الاتحاد مزدحمًا بقضايا خارجية أبرزها الحرب في أوكرانيا وغزة فضلاً عن أخرى داخلية تتعلق بالديمقراطية، والاقتصاد، والإجهاض، والهجرة، فيما قال إن أمريكا تعيش "لحظة غير مسبوقة" في تاريخها.

ويكتسب خطاب هذا العام، وهو الأخير بالنسبة لبايدن، أهمية استثنائية، إذ يشكل فرصة للرئيس البالغ من العمر 81 عامًا لتقديم نفسه يشكل أفضل للأمريكيين لتعزيز حظوظه بالفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي تُجرى، في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل

ولا يعد الخطاب من ضمن الحملات الانتخابية، فهو واجب دستوري أمريكي، إلا أن له دوراً مهمًا في مسار الانتخابات الرئاسية.

وتحدث بايدن أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ لمدة 68 دقيقة، مهاجمًا منافسه دونالد ترامب، وسط متابعة كبيرة مثلت اختبارًا للرئيس الذي واجه تشكيكًا في قدراته على القيام بمهامه.

غزة وأوكرانيا وهجوم على ترامب

وفيما يتعرض الرئيس الأمريكي لانتقادات حادة بسبب موقفه من حرب غزة، قال إن الجيش الأمريكي سيبني ميناء مؤقتًا على ساحل قطاع غزة على البحر المتوسط لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر، فيما لا تتضمن هذه الخطة نشر جنود في القطاع، وهو ما ينظر إليه بوصفه محاولة لاحتواء الانتقادات في صفوف الناخبين.

كما دعا بايدن إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 6 أسابيع بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكدًا أن بلاده تقود جهودًا دولية لإيصال المساعدات إلى غزة، مع التأكيد على دعمه لإسرائيل.

الرئيس الأمريكي دعا الكونغرس لإقرار إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، قائلاً إن منافسه دونالد ترامب "خضع" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الديمقراطية والاقتصاد

وأكد بايدن أن القيم الديمقراطية تتعرض للهجوم داخل أمريكا وخارجها، قائلاً إن "التاريخ يراقب كما راقب قبل 3 سنوات في السادس من يناير، عندما اقتحم متمردون الكابيتول ووضعوا خنجرًا على حلق الديمقراطية الأمريكية".

بايدن قال أيضًا إن اقتصاد أمريكا بات يثير حسد العالم، مضيفًا أن 15 مليون وظيفة جديدة تحققت في 3 سنوات، فيما وصلت البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ 50 عامًا.

كما أعرب الرئيس الأمريكي مجددًا على دعمه الحق في الإجهاض، متعهدًا بجعله قانونًا للبلاد، إذا صوت الأمريكيون لصالح عدد كافٍ من الديمقراطيين، وقال بايدن في إشارة إلى ترامب وموقفه من الاجئين: "لن أشيطن المهاجرين، وأقول إنهم يسممون دماء بلادنا"، وذلك في استعادة لموقف كان أعلنه ترامب حول المهاجرين، وقوبل بانتقادات حادة.

الصين وممارسات "غير عادلة"

وفيما يتعلق بالتنافس مع الصين قال بايدن إن أمريكا "تقف ضد ممارسات الصين الاقتصادية غير العادلة"، وتدافع عن السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".

وأضاف أن إداراته قامت "بتنشيط الشراكات والتحالفات في منطقة المحيط الهادئ".

وفي مسعى منه لمواجهة الاتهامات التي تشكك بقدرته على رئاسة الولايات المتحدة بسبب سنه، قال بايدن إن سنواته الـ81 جعلته يرى الأمور "أوضح أكثر من أي وقت مضى".