تحول مفاجئ.. تشاد تدعو واشنطن لوقف نشاطها العسكري في إنجامينا
دعت تشاد الولايات المتحدة الأمريكية إلى وقف نشاطها العسكري بالقاعدة الأمريكية في إنجامينا، وسحب قواتها التي لا يزيد عددها على 100 جندي، وفق ما ذكرت شبكة "CNN" الأمريكية.
وبحسب القناة، يأتي هذا الضغط التشادي على الولايات المتحدة بعد أيام من مطالبة النيجر واشنطن بسحب قواتها من البلاد، ووقف استغلال قاعدة أغاديز التي تضم طائرات مسيرة وغيرها، في تطور يعيد إلى أذهان المتابعين سيناريو خروج فرنسا من الساحل الأفريقي.
وأبلغت إنجامينا واشنطن بقرار وقف نشاط القاعدة العسكرية، عن طريق خطاب وجهه إدريس أمين أحمد المتحدث باسم وزارة الخارجية التشادية إلى السلطات الأمريكية.
ولم تعلن واشنطن بعد موقفها من هذا التحول المفاجئ في سياسة تشاد تجاهها، لكن تساؤلات ثارت حول دلالات قرار الحكومة في إنجامينا.
وتشهد تشاد توترات عنيفة كان أحدثها وأبرزها مقتل زعيم المعارضة يايا ديلو خلال مداهمة قوات الأمن مقر حزبه، بعد اتهام الحزب بتنفيذ هجوم على مديرية الأمن الداخلي التشادية.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على هذه التطورات بالقول إن "الولايات المتحدة بدأت تفقد أدوات دبلوماسية مهمة؛ فهي رغم أنها لم تكن خشنة في تعاملها مع فرقاء تشاد والنيجر وغيرهما، إلا أن حضورها بات يواجه رفضا مدفوعا بضغوط شعبية على حكام المنطقة الذين يحاولون استخلاص العبر مما حدث مع نظرائهم في دول مثل مالي وبوركينافاسو".
وأوضح ديالو، لـ "إرم نيوز"، أن "كل الحكام الذين سايروا الغرب تماما انتهى بهم المطاف في انقلابات عسكرية، لذلك يحاول إدريس ديبي اليوم استباق ذلك ورأينا تحوله في وقت سابق إلى روسيا، هذه قد تكون نقطة بداية لسياسة تشادية جديدة تماهيا مع تغيرات المنطقة".
وشدد على أن "هذه السياسة مدفوعة بمخاوف من غضب شعبي وداخل الجيش من استمرار التعاون مع الغرب، شعوب تشاد ومالي وغيرهما يرون أن دولهم لم تستفد شيئا من الشراكة مع الغرب".
وبشأن ما إذا كان قرار تشاد سيمهد إلى شراكة جديدة بين موسكو وإنجامينا، أفاد ديالو بأنه "غير مستبعد، أتوقع أن يحدث تقارب بين إنجامينا وموسكو، تقارب تفرضه تطورات المنطقة".
