محتج فرنسي خلال أزمة السترات الصفراء
محتج فرنسي خلال أزمة السترات الصفراء(أ ف ب)

"تأجيج الأزمات".. كيف يستغل اليمين المتطرف غضب الفرنسيين لصالحه؟

لا تمر أي أزمة سياسية في فرنسا، إلا وحضر اليمين المتطرف لتأجيجها، بداية من أزمة السترات الصفراء، حتى أزمة غضب المزارعين من القيود الأوروبية، وأزمة المعلمين الأخيرة، ليستغل اليمين المتطرف غضب الفرنسيين لصالحه، في كل مرة.

المحلل السياسي الفرنسي رولاند لومباردي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أيكس، رأى أن غالبية الفرنسيين غاضبون من الهجرة، دون أي رقابة جدية حقيقية من الاتحاد الأوروبي والعواقب المدمرة على التضخم والقوة الشرائية، للحرب في أوكرانيا؛ إذ يشارك الاتحاد الأوروبي بها إلى جانب الأوكرانيين ضد الروس (تكلف ما يقرب من 100 مليار يورو من المساعدات الأوروبية) وهو ضد رأي الشعوب الأوروبية التي لم تتم مشاورتها".

وتابع في حديث لـ"إرم نيوز": "هناك فرصة ضئيلة لأن يتم تنظيم هذه الحركة وهيكلتها بطريقة جدية لأنه في الوقت الحالي لا يوجد قادة جادون يتمتعون بالكاريزما".

وأضاف أن المزارعين في أوروبا ليسوا جميعهم يمينيين متطرفين، ولكنهم جميعًا لديهم قيم يمينية مثل الدفاع عن التقاليد والتراث والعمل والحرية وما إلى ذلك.

أخبار ذات صلة
بعد المزارعين.. معلمو فرنسا يخرجون في مظاهرات حاشدة

"كما إنهم في مجملهم أعداء اليسار والتقدميين وعلماء البيئة ودعاة العولمة، موضحًا أنه إذا بدا أن حركة المزارعين الحالية قد استولى عليها اليمين المتطرف، فذلك ببساطة، لأن احتجاجات ومطالب المزارعين تعكس المواضيع التي دافع عنها اليمين المتطرف: السيادة الزراعية، والحمائية، والأولوية الوطنية، وما إلى ذلك، ضد البيروقراطية والسياسة".

ووفقًا للمحلل السياسي الفرنسي، فإنه :" حتى دون حركة المزارعين في جميع أنحاء أوروبا، فمن المرجح أن تحطم عشرات ما يسمى بالأحزاب اليمينية المتطرفة الأرقام القياسية".

المستشار الأممي أوليفييه دوزون، أكد في حديث لـ"إرم نيوز"، أن اليمين المتطرف يستغل كلَّ أزمة يمر بها الحزب الحاكم في فرنسا، لصالحه، مستدلًّا على ذلك، بأن احتجاجات المزارعين في فرنسا، كما في أوروبا، تجد مبرراتها بتجاوز المعايير المنبثقة عن القيود التشريعية للاتحاد الأوروبي.

تقدير المزارعين

وتابع المستشار القانوني للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي دوزون: "علاوة على ذلك، يوقع الاتحاد الأوروبي عن طيب خاطر اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول التي لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي (والتي لا تفرض قواعد مقيدة على مزارعيها)، وهذا يخلق منافسة غير عادلة مع مزارعي الاتحاد الأوروبي".

ووفقًا لدوزون، فإن هناك المزيد، عندما يتعلق الأمر بفرنسا، في البرلمان، فهذه الحركات التي تمرر معايير أكثر تقييدًا من تلك التي صوت عليها الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أنه في فرنسا، تكثر حالات الغضب بين المزارعين نظرًا للقيود التي تثقل كاهلهم.

وأوضح أنه "في هذا السياق، تعتزم الأحزاب المحافظة مثل التجمع الوطني (جوردان بارديلا)، وحزب الاسترداد (إريك زمور، ماريون ماريشال) والحزب الجمهوري (المحافظ فرانسوا زافييه بيلامي) الدفاع عن المزارعين".

 وبحسب دوزون، فإنه يبدو أن رسائلهم تحظى بالتقدير من قبل المزارعين الذين يشعرون بأن حكومة جابرييل أتال، رئيس الوزراء الجديد والشاب للرئيس إيمانويل ماكرون، قد تخلت عنهم.

وقال: "في الوقت الراهن، لا يبدو أن شخصية من عالم الزراعة بدأت تظهر سياسيًّا. بكل بساطة لأن المزارعين يشعرون بالدفاع عنهم من قبل الحركات المحافظة"، موضحًا أن الحال ذاتها تنطبق على المعلمين وسائقي الأجرة".

وأضاف دوزون أنه :" في السابق، في عهد جاك شيراك، كان وزير الزراعة، ممثلاً لاتحاد نقابات المزارعين، إحدى النقابات التي تمثل المزارعين"، واليوم، وزراء الزراعة تكنوقراط".

وتابع: "أحد وزراء الزراعة السابقين، برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الحالي، لا يعرف عدد الأمتار المربعة الموجودة في هكتار".

أخبار ذات صلة
الحكومة الفرنسية تحاول احتواء غضب المزارعين

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com