هل يستغل رئيس وزراء المجر انضمام السويد للناتو ليتصدر أوروبا؟

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، يستغل محاولة السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ليأخذ مركز الصدارة في أوروبا.

ورغم أن أوربان يسيطر بشكل كامل على البرلمان المجري، وتعهد بدفع المشرعين للتصويت لصالح انضمام السويد إلى الحلف، وسط ضغوط متزايدة باعتباره آخر رافض يمنع انضمام السويد إلى الحلف العسكري؛ إلا أنه لم يقدم جدولًا زمنيًا للتصويت، وكرر تأكيدًا قديمًا بأن القرار النهائي ليس في يده.

ولفتت الصحيفة إلى تأكيد أوربان مرارًا أنه يريد انضمام السويد إلى الحلف، لكن مشرعيه "لم يكونوا متحمسين"، وبرر تأخير المجر المتكرر لقبول السويد بحق المشرعين في اتخاذ قراراتهم الخاصة.

ويعكس التشدد تجاه السويد حتى الآن، الموقف الذي اتخذته المجر الشهر الماضي في اجتماع للزعماء الأوروبيين في بروكسل لمناقشة حرب أوكرانيا؛ عندما وقف أوربان بمفرده لنسف حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 52 مليار دولار.

ورجحت الصحيفة أن أوربان، على عكس الزعماء الأوروبيين الآخرين الذين حافظوا على مسافة بعيدة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقلصوا الواردات الروسية، مصمم على إبقاء علاقة جيدة مع بوتين، للحفاظ على تدفق الغاز الطبيعي والنفط الروسي إلى المجر.

وفي حين أوضحت تركيا مطالبها، وإن كانت متغيرة، مثل مطالبة السويد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المنشقين الأتراك هناك، أو ربط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" بصفقة أسلحة تركية مع الولايات المتحدة، فإن المجر، وتحديدًا زعيمها أوربان، لم تكن واضحة بشأن ما تريده.

واختتمت الصحيفة بالقول: "السمة الوحيدة الثابتة للمماطلة المجرية، وفقًا لبعض المحللين، هي أنها وضعت أوربان، زعيم الدولة الصغيرة في أوروبا الشرقية، حيث يحب أن يكون: مركز الاهتمام باعتباره مدافعًا مقاتلًا عن السيادة الوطنية، يتم التودد إليها بدلًا من الضغط عليها من قبل الدول الأقوى".

وأكدت أن قيام المجر، وهي دولة عسكرية صغيرة، بمنع السويد التي تمتلك صناعة أسلحة متطورة للغاية وقوة بحرية وجوية حديثة، وهي حيوية للدفاع عن بحر البلطيق، تسبب في فزع واسع النطاق، بل وأدى إلى دعوات في بعض الأوساط لطرد المجر من "الناتو".