بعد إصابة 8 من أفرادها.. قوات حفظ السلام في مالي تخوض رحلة انسحاب "ملغومة"

أصيب ثمانية من عناصر بعثة الأمم المتّحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما) "بجروح خطرة" الأربعاء في هجوم بعبوة ناسفة استهدف قافلتهم أثناء انسحابهم من قاعدة عسكرية في كيدال شمال البلاد، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.

وتواجه البعثة رحلة محفوفة بالمخاطر في طريق الانسحاب من كيدال كبرى مدن الشمال، مع تعرض ثلاث شاحنات من القافلة الأممية للألغام؛ ما تسبب في إصابة عدد من الجنود بإصابات خطيرة.

وأغلقت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) قاعدتها في كيدال بشكل دائم يوم الثلاثاء، وبعد رحيلها سيطر متمردون من التحالف المسمى "سي أس بي بي أي دي" على المعسكر، لكن طريق العودة إلى الجنوب برًّا مليء بالمزالق، وفق تقرير نشره موقع إذاعة فرنسا الدولية.

وأكد التقرير أنّه في يوم الأربعاء، اصطدمت مركبة ثالثة تابعة لـ "مينوسما" بلغم، وخلال 24 ساعة، كانت هذه هي المركبة الثالثة في القافلة البرية للبعثة التي تتعرَّض لتفجير لغم بين كيدال وغاو، إذ أصيب ما لا يقل عن ثلاثة من جنود حفظ السلام بجروح خطيرة وتم إجلاؤهم.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن العديد من قوات حفظ السلام في مالي (مينوسما)، أثناء انسحابهم من البلاد، أصيبوا "بجروح خطيرة" يوم الأربعاء 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما تعرضت قافلتهم لتفجير عبوة ناسفة. 

وشدد المتحدث على أن القافلة "أجبرت على المغادرة دون دعم جوي بسبب عدم الحصول على تصريح طيران من السلطات المالية؛ ما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها جنود حفظ السلام لدينا الذين يضطرون إلى السفر مئات الكيلومترات في مناطق خطرة"، داعيًا مرة أخرى إلى التحرك وإلى "تعاون كامل" من باماكو من أجل انسحاب مينوسما، وفق ما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية عنه.

وغادر جنود مينوسما، الثلاثاء، معسكرهم في كيدال، في قافلة طويلة من عشرات المركبات باتجاه غاو، وهي مدينة كبيرة في شمال شرق البلاد على بعد نحو 350 كيلومترًا.

ولم تحصل بعثة الأمم المتحدة في مالي على تصريح لطائرات الهليكوبتر بالتحليق فوق القافلة، الأمر الذي كان من الممكن أن يعزز النظام الأمني، وعلاوة على ذلك، توقفت ثلاث طائرات تابعة للأمم المتحدة عن الطيران بسبب نقص قطع الغيار، وفق ما ذكره التقرير.

وأكد تقرير الإذاعة الفرنسية أنّ الحكومة المالية لم تأذن للبعثة باستيراد الأجزاء المفقودة، مشيرًا إلى أنّ البلدان المساهمة بقوات، مثل: تشاد، عبَّرت عن أسفها للشرخ الذي حدث في علاقاتها مع المسؤولين الماليين. 

وأكّد التقرير أنّ جنود بعثة حفظ السلام يريدون مغادرة أكثر أمنًا، ونقل عن أحدهم قوله "لو أننا تلقينا الضوء الأخضر المطلوب، لكنا نقلنا جميع جنودنا تقريبًا بالطائرة المباشرة إلى نجامينا". 

ووفق التقرير سوف يستغرق الأمر ثلاثة أيام أخرى على الأقل حتى تصل القافلة إلى مدينة غاو. 

وانسحبت البعثة من معسكرها في كيدال الإستراتيجية شمالي مالي والتي تشهد معارك بين الحكومة والمجموعات المسلحة، وفق ما أفادت مصادر في البعثة الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أنّ الانسحاب يجري عن طريق البرّ.

وأُرغمت البعثة على البدء بالانسحاب بعد أن طالب المجلس العسكري الحاكم في يونيو/ حزيران الماضي بانسحابها، معلنًا "فشلها".